( خصائص الاسلوب القرآني في سورة الاأنعام )
أولا .. سورة الانعام سورة مكية مئة وخمس وستون آية نزلت بمكة جملة ليلا معها سبعون ألف ملك قد سدوا ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح معها سبعون ألف ملك قد سدوا ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح ، والتحميد والتمجيد فقال النبي سبحان ربي العظيم وسجد ، ويقول صلى الله عليه واله وسلم فمن قرأ سورة الانعام صلى الله عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من سورة الانعام ،
ثانيا ... سميت سورة الانعام لكون تكرر فيها لفظ الانعام ست مرات
ثالثا ... تناولت سورة الانعام قضية الالوهية وقضية الوحي والرسالة وقضية البعث والجزاء
رابعا ... الاسلوب أخذ محورين أسلوب التقرير لعرض الأدلة المتعلقة بتوحيد الله والثاني اسلوب التلقين ، تلقين الحجة عن طريق السؤال والجواب
&&&&&
اسلوب الالتفات في سورة الانعام
الالتفات أسلوب رفيع من أساليب القرآن وهو يعني انتقال الكلام من أسلوب الى آخر أو من حالة الى أخرى ، مثلا
هناك التفات من الخطاب والمخاطب الى الغائب
قوله تعالى
(حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ ..)
ننتبه الى الانتقال من اذا جاء أحدكم المخاطب الى ثم ردوا الى الله تحول الى الغياب ومن المفرد الى الجمع لأن الموت مفرد والبعث عام ، ومثال آخر
) قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )
الالتفات يعرفونه صيغة الغائب عن رسول الله وقل وكان حق النظم يعرفونك بدل يعرفونه ولكنه سبحانه تعالى أثر صيغة الغيبة لتناسبها مع اسلوب الحكاية يخاطب النبي صلى الله عليه واله وسلم أذل جاءوكم الالتفات وهم ينهون عنه من الخطاب الى الغياب ومثلا خلقكم من طين ــــ ثم الذين كفروا ، الالتفات كان مقتضى السياق خلقهم وجمل الالتفات في القرآن كثير
&&&&
التضام في سورة الانعام
التضام يعني من الضم ، العلاقة التي تربط الالفاظ أو بين التراكيب وقرينة التضام تظهر قوة التماسك ، وهي من عناصر السبك سبك النص ونسجه بين أركان الجملة ، قرينة التضام لها مظاهر متعددة من أهمها مظهر الاختصاص ، والاختصاص صفة صفة الحروف في العربية ، أختصاص أل التعريف بالأسماء واختصاص السين وسوف بالفعل المضارع ،
تأتي أن واخواتها في بعض المواضع في سورة الانعام إن مكفوفة غير عاملة
إنما هو اله واحد وإني بريء مما تشركون )19
أو نقرأ ( إنما يستجيب الله الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله )36
( إنما الآيات عند الله ) 109
وفي الآية 156 ( إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ) وفي الآية 159 في قوله تعالى ( إنما أمرهم الى الله )
ومن أخوات إن الغير عاملة ( لكن ) وردت وردت في الآية 43 ( لكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) جاءت مخففة فجاز ان تتصل بالافعال دون أن تعمل فيها وأتصل بالأسم دون عمل الأية 69 ( ولكن ذكرى ) وجاءت كأن مكفوفة 125 ( كإنما يصعد في السماء ) أما بقية الحالات جاءت إن واخواتها عاملة ،
&&&
اداة النداء
والمعروف ان أختصاص اداة النداء بالدخول على الاسماء والنداء دعوة بالاسم او بالصفة والنداء الحقيقي ما دخلت عليه أحرف النداء على الاسم ، وهناك موضوع مهم: إنّ أداة النـداء [يـا] يسـتخدمها الكبير مع الصـغير، وليس العكـس، فالله سـبحانه يسـتخدم أداة النـداء [يـا] مع العـباد الأدنى منـه.
مثال: (يـا أيّها النـاس اعـبدوا ربّكـمْ) البقرة 21، (وقُلـنا يـا آدم اسـكنْ أنت وزوجـك الجنّـة) البقرة 35، (يـا أيّهـا الذين آمـنوا كُـتب عليـكم الصـيام) البقرة 183، (نُـوديَ يـا موسـى إنّي أنـا ربّـك) طـه 11، 12 (إذْ قال الله يـا عيسـى ابن مـريم) المائدة 110، (ونادينـاه أنْ يـا إبراهيم قـدْ صـدّقت الرؤيا) الصافات 104، 105 (يـا يحـي خُـذِ الكـتاب بقوّة) مريم 12، (يا زكـريّا إنّا نُبشـرّك بغـلام) مـريم 7.
أمّـا البشـر فـلا يجـوز لهـم اسـتخدام أداة النداء [يـا] مع الله سـبحانه، حتّى في الحوار المباشـر الذي ضـربه الله مثـلاً لنـا مع موسى عليه السلام: (فلـمّا أتاها نُوديَ يـا موسى إنّي أنا ربّـك .... ومـا تلك بيمـينك يـا موسى ..... قال ألقهـا يـا موسى ... قال قـدْ أوتيت سُـؤْلك يـا موسـى ) سورة طـه 11 - 36 ، بينمـا موسى : ( قال ربّ اشـرحْ لي صـدري ) طـه 25 , ولـمْ يقل [ يـا ربّ ] ، وهكـذا باقي الرسل الكرام : ( وإذْ قال إبراهيم ربّ اجعـلْ هـذا بلـداً آمنـاً ) البقرة 126 ، ( ونادى نـوحٌ ربّـه قال ربّ إنّ ابني منْ أهلي، قال يـا نوح إنّه ليس من أهلك ) هود 45. فنـلاحظ أنّ نوحـاً عليه السلام لمْ يسـتخدم أداة النـداء [ يـا ] بينما اسـتخدمها الله سبحانه.
( إذْ قالت امرأة عمـران ربّ إنّي نذرت لك ما في بطني ) آل عمران 8 ، وجميع الأدعية في القرآن الكريم لا تبدأ بأداة النداء [ يـا ] مع الله مثال: ( ربّنـا لا تؤاخذْنا إنْ نسينا أوْ أخطـأنا ربّنـا ولا تحْملْ علينا إصـراً ... ربّنـا ولا تُحمّلنا ما لا طـاقة لنـا به) البقرة 286.
حتّى الأمر الإلهي يقول: ( وقلْ ربّ اغْفر وارحم ) المؤمنون 118واستعمال ياء النداء مع اسم الله سبحانه يعتبر من الدعاء ،
أعجبني
تعليق