عجبا يا أحمد ما سمعته منك ..كيف تريد ان تعيش بلا عمل وتعتمد على والدك وثروته ؟انت درست في تخصص علمي دقيق يفيد البشرية والانسانية ،
ماذا تفعل بحياتك ،
اجابني زميلي احمد الذي تخرج معي من نفس الدفعة ولكن تفأجات بكلامه الذي قال لي (اريد ان اتمتع بحياتي لست بحاجة الى وظيفة وراتب انتظره كل شيء ،اريد ان اسافر ،اريد ان اكل واشرب وانام كما يحلو لي ،والدي معه نقود وعقارات كلها لي وانا ولده الوحيد ،قد درست وحصلت على الشهادة الجامعية والان اريد ان اعيش حياتي ).
بعد هذا الحديث ..اختفى احمد للابد وانقطعت اخباره ...الى ان ظهر قبل عدة ايام بعد ان زارني في مكتب الجامعة .
تعجبت عندما رايته هزيل الجسم والحزن والتعب في ملامح وجهه ..
جلس قبالتي وهو يبكي ،طلبت منه ان يهدأ ..قال انه بحاجة الى العمل وانه خسر كل ثروة أبيه بعد ان صرفها على اصدقاء السوء والملذات وغيرها ،وانه يعيش حياة التقشف وخاصة بعد رحيل والديه الى رحمة الله تعالى .
ومنذ فترة يبحث عن فرصة للعمل وطرق الابواب للعمل ولكنه لايعرف اي شيء .
تأثرت وطلبت منه ان يهملني بعض الوقت لأجد له فرصة تناسبه ..ترك لي رقم هاتفه .
دخلت الى غرفة المدير الافراد وتحدثت معه ان يساعد زميلي احمد .وافق على ان يضعه تحت التدريب .ومرت الايام وزميلي احمد يعمل على تقنية ادخال البيانات . بدأ احمد يعيد نشاطه وبناء سلوكه وتغيير بعض الافكار التي كان لها تأثير في تدمير حياته .
في المقابل اصبح ينمي ذاته وطاقته بمفهموم العمل كعلاج نفسي وجسدي
كيف يكون العمل علاج نفسي وجسدي
العمل ليس خيار وانما ضرورة لتحقيق التطور والنمو لهذا يكون بمثابة المحرك للانجاح ومن اسباب تقدم الامم والفرد والذي لايعمل يكون بمثابة عجز واتكالية وتأثير في الانتاج والمورد الاقتصادي ،
يمد العمل بالعلاج النفسي والجسدي كطاقة ايجابية وتسيير في حياة منظمة ووسيلة للرزق وبناء وتحقيق الذات وتحفيز للتحديد الاهداف وتنفيذها واعطاء الانسان قيمة معنوية وانسانية
تجعل من التخطيط والتفكير مسعى في تحسين الصحة والمورد الاقتصادي والتقني ومن ثم خلق مجتمع خالي من البطالة ومكافحة الجريمة والمخدرات .
لكل انسان نوع العمل الذي يناسبه ويتناسق مع ذاته .
١-العمل بدوام كامل بعدد الساعات مثلا ثماني ساعات يوميا ول خمسة او ستة ايام اسبوعيا وهذا معظم الدول العربية تنفذه .
٢-العمل بدوام جزئي والذي يكون متفق عليه مثلا لمدة ساعتين او ثلاثة .
٣-العمل بأوقات المواسم كالحصاد المحصول مثل الفاكهة وجني القطن .
٤-العمل في المنزل مثل الكتابة الابداعية والترجمة والانترنت والتصاميم وتتميز بالمرونه.
٥-العمل الحر مثل التعاقد مع جهة شركة بعقد محدد مثل بناء العقار وغيرها .
اصبح العمل كعلاج نفسي وجسدي ووسيلة اتخذها الطب والتنمية البشرية ويتدرج تحت مايسمى (العلاج التدعيمي )الذي يهدف الى اعادة بناء المريض وادراجه مع المجتمع رغم وجود المعوقات والاثار الناتجة من الاصابة بأحد الامراض وحسب قدراتهم لغرض تخفيف الالامهم والاكتئاب والتوتر مثل المصابين بامراض الاورام . كي يتقبلوا العلاج بعد استرداد الثقة بأنفسهم ولاننسى السجناء والاحداث يؤخذ على عاتقهم دورات تعليم وتدريب الاعمال الحرفية والصناعية واليدوية واهتمت الدول بهذه الفئة لمعرفة العلاج التدعيمي يخلق روح المصالحة النفسية والجسدية .
وقد نرى ان الانسان الذي يعمل مؤهل للمعنى تحمل المسؤولية التطور والتأثير بأرتباط اواصر التكاتف والتكافل والمشاركة والتعاون سواء كان العمل فردي او جماعي .يساهم في تصعيد وترسيخ المعاني والمهارات واكتساب المال للعيش حياة كريمة بعد ان اقترن العمل بروح التفاني والاخلاص واظهار ايجابياته .يبقى لكل انسان اختيار ما يوفر له مساحة من التعريف الذاتي بأنه هوية له واعتماد بتحقيق الانسانية له ومسكن توافد العمل للعبادة والتقرب لله تعالى كالاستيقاظ ل اداء صلاة الفجر ومن ثم الاستعداد لتنفس نهارا جديد ب متعة العمل .
أعجبني
تعليق
تعليق