إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

افعل شيئاً ما دمت قادراً على ذلك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • افعل شيئاً ما دمت قادراً على ذلك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    يقول البعض: ليس من الضروريّ أن يكون المرء متديّناً، بل حسبه أن يكون إنساناً صالحاً! وهم يقصدون من الصلاح هنا الصلاح الأخلاقيّ؛ أي أن يكون حسَن الخلق، صادق القول، ...الخ. وهنا يأتي سؤال مفاده: ما هي العلاقة بين الدين والأخلاق؟ فإنّ من المسائل البالغة الأهمّية والمطروحة على مستويات عالية في الأوساط الفلسفيّة العالميّة هي مسألة ماهيّة العلاقة بين الأخلاق والدين. فالبعض يقول: إنّ للأخلاق علاقةً مباشرة بالدين؛ فلا يمكن أن يكون المرء متخلّقاً من دون اعتقاد راسخ بالدين. والبعض الآخر يقول في المقابل: إنّ أمر ممكن؛ إذ من الممكن أن يكون المرء حسن الخلق بعيداً عن أيّ التزام دينيّ.
    إنّ تصوّرنا عن الدين والصلاح هو تصوّر خاطئ في العادة. فعندما يقال لنا: «كونوا اُناساً صالحين» فقلّما يتبادر إلى أذهاننا أنّ ذلك يعني العمل على ترسيخ معتقداتنا الدينيّة والاهتمام بأعمالنا العباديّة، ونظنّ أنّ المراد من هذه الجملة هو السعي باتّجاه تحسين أخلاقيّاتنا العامّة. فإن كنّا نرغب حقّاً في إصدار حكم صائب بخصوص هذه المسائل فلابدّ أن يكون تفكيرنا فيها أكثر عمقاً وشموليّة. علينا أن نطيل التأمّل في أقسام الدين المختلفة وكيفيّة ارتباطها مع بعضها البعض؛ كالعلاقة بين المعتقدات والأخلاق، وبين الأخلاق والفقه، ...الخ.
    ومن الممكن أن يتبادر إلى الذهن في مقابل التوصية بالعمل الصالح السؤال التالي: لماذا يعتبر هوى النفس سيّئاً أساساً؟ فما هو الإشكال في أن يرغب الإنسان في تناول طعام لذيذ ومحلّل شرعاً في نفس الوقت؟ ومَن قال إنّ هوى النفس (وهو ما تطلبه النفس وتميل إليه) هو أمر سيّئ؟ ومَن الذي أوصانا حقيقةً بأن نأتي بكلّ عمل خالصاً لوجه الله؟ فما الذي سيحصل إن لم نخلص في العمل؟ وما العيب في أن يساعد المرء فقيراً مثلاً ثمّ يحبّ أن يذكره الناس بهذا العمل؟
    إنّ هذه الامور تبدو بسيطة وسطحيّة للوهلة الاُولى لكنّها – في واقع الأمر – تعكس مدى كون ثقافتنا معرّضة للخطر نتيجة الاختلاط مع الثقافات الإلحاديّة المعادية. فنحن نلاحظ من ناحية أن الانصياع لهوى النفس ونزواتها وفقاً للمنطق القرآنيّ هو في عداد الشرك، وأنّ الثقافة الإسلاميّة تَعدّ الهوى من الاُمور الخطيرة جدّاً التي يتحتّم اجتنابها، لكنّنا نشاهد – من الناحية الاخرى – أنّ هناك ثقافة تدبّ شيئاً فشيئاً في أجيالنا المعاصرة تحسّن صورة اتّباع الهوى وتزيل قبح هذا العمل وتحرّض المرء على الردّ على مَن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر بعبارة: «إنّني اُحبّ ذلك». هذه الكلمة جاءتنا من الثقافة الغربيّة وهي تُلقَّن للأطفال من خلال الأفلام والبرامج المختلفة. بل حتّى أنّ عبارة: «في أمان الله» مثلاً أخذت تُحذَف بالتدريج من ثقافتنا.
    هذه النزعات الإلحاديّة هي من منجزات عصر الحداثة وما تلا هذا العصر الذي ينادي بضرورة مطالبة الإنسان بحقّه والكفّ عن العمل على أداء الواجب، ويقول: «لقد سعى الإنسان في طريق أداء التكليف بما فيه الكفاية والآن عليه المطالبة بحقوقه». هذه الثقافة أمست تتغلغل بهدوء حتّى في أوساط المسلمين والمتديّنين فلم نعد نشاهد اليوم من يبني أمره على العمل بما عليه من واجب إلاّ القليل.
    فإذا أردنا إيجاد حلّ لهذه المسائل فعلينا سبر غور عللها وجذورها وطرح أسئلة من قبيل: أيّ شيء هو أنا؟ ما هي حياتي الحقيقيّة؟ ما هي اللذّة؟ وهل هي مقتصرة على الطعام والنوم وما إلى ذلك؟ هل هناك حياة اخرى غير الحياة الدنيا؟ هل ثمّة لذائذ اخرى غير تلك؟ فالذين لا تتخطّى حدود وجودهم الحدود الحيوانيّة لا يرون اللذّة إلاّ في إشباع البطن والشهوات. لكنّه يوجد في نفس هذه الحياة الدنيا من ذاق لذائذ من نمط آخر وهو يصرّح بالشكل القاطع: «لو جُمعت جميع لذائذ العالم فإنّها لا تقاس بهذه اللذّة». كما أنّهم يقولون من ناحية اخرى: إنّ الحياة الدنيا برمّتها لا تساوي قياساً بالحياة الأصليّة أكثر من رمشة عين، وإنّ الحياة الأصليّة تبدأ بعد الموت. فاليوم هو يوم العمل، إذ لن يكون هناك مجال للعمل غداً. فإن نحن عملنا على ترسيخ هذه المعتقدات في أنفسنا فإنّ الكثير من الإشكالات والمسائل ستُحلّ بصورة سهلة.
    «وَاسْتَبْقِ خَالِصَ الأَعْمَالِ لِيَوْمِ الْجَزَاء». ذكرنا أنّ شكر العلم يكون بالعمل به. لكن لابدّ من إنجاز هذا العمل بحيث يكون مفيداً يوم القيامة. ولعلّ في كلمة «استبق» إشارةً إلى أنّ بعض أعمال الخير تُنجَز بشكل صحيح في حينها لكنّها تبطل فيما بعد. ومن هنا يقول عزّ من قائل في كتابه العزيز: «لا تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَىٰ»؛ فقد يُنجز العمل الصالح في وقت معيّن لكنّه يبطل بعمل آخر بعد حين. فهناك من العوامل ما يُبطل أعمال عمر بأكمله في لحظة واحدة، كالارتداد مثلاً.
    إذن فعندما نهمّ بالقيام بفعل خير فإنّه لابدّ أوّلاً أن نعلم هل كان هذا العمل عملاً صالحاً، وأن نقوم به بالكيفيّة التي ترضي الله عزّ وجلّ. ثانياً: أن تكون نيّاتنا سليمة خالصة من الشوائب. ثالثاً: أن نحذر لئلا نأتي بفعل يُبطل ذلك العمل

  • #2
    بارك الله تعالى بكم عزيزتي وبما تنشرون لنا ...حفظكم الله تعالى وقضى حوائجكم ببركة محمد واهل بيته الطاهرين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X