علي عبد الجواد
نشرة الخميس 919السنة التاسعة عشرة24 /رجب الأصب / 1444هـ - 16 / 2 / 2023م
لا يخفى على أحد ما للإعلام من أهمية في جميع مناحي الحياة، ولا أبالغ إذا ما قلت بأن الإعلام أصبح يسيّر الكثير من الأفراد والمجتمعات بل قل بلداناً!
لذلك كرّست الدول كل طاقاتها الإعلامية لخدمة مصالحها؛ فالدول الرأسمالية والاستعمارية وحتى الناشئة منها توجّه إعلامها بما يتلاءم وتطلّعاتها ويخدم أجنداتها، والدول الأخرى -وبالخصوص النامية منها- أيضاً تجتهد بكل طاقاتها لمجابهة تلك السيول الهادرة من وسائل الإعلام الموجّه ضد مجتمعاتها، والتي قد تكون أكبر من طاقاتها بكثير، ومن الطبيعي أن تميل الكفة حينئذ لصالح اليد الطولى في هذا المجال!
تتنوع القضايا التي يتناولها الإعلام -لتلك الدول المتسلّطة- في مختلف المجالات (سياسية واقتصادية واجتماعية وتنموية ورياضية..)، فتدخل في أدق تفاصيل الفرد والمجتمع، فتخترقهم وبما يتناسب وميولهم الشخصية أو المجتمعية، حينها يكون من السهل توجيههم بما تريده -تلك الدول- فتبسط نفوذها وسلعها المادية والفكرية، حتى يصل الأمر إلى أفكارهم وعقائدهم!
وما يساعد تلك الدول في نفوذ إعلامها الموجّه هو أنها تجد أرضاً خصبة لقبول طرحها، وخاصة وأنها تقدّم مادتها الإعلامية بشكل جذّاب يوافق أذواق المجتمع وأهواءه، وتصيغها بأشكال مجمّلة ومحبوبة فتؤثر في أفكارهم واختياراتهم؛ وذلك لقلّة الوعي الإعلامي لذلك المجتمع، أو لتفشي الفساد -الإداري أو السياسي أو المجتمعي- فيه، أو ممارستها (الإعلام الخبيث) بخلط السمّ بالعسل في رسائلها الإعلامية، وتزييف الحقائق، أو تستغل فقر ذلك المجتمع وحاجته، أو استغلال ثرواته أو الاستيلاء عليها ونهبها، أو تبثّ سمومها لإشعال فتيل الفتنة بين فئات المجتمع الواحد وقبائله وطوائفه.
لذا على الحكومات والمؤسسات المختصة -في أي بلد أو مجتمع يتعرّض لمثل هذه الهجمات- إذا ما أرادت أن تقف أمام هذه الرسائل الإعلامية الهدّامة أن تحاول بذل الجهد الكبير لتقوية إعلامها الهادف ومواكبة التطوّر الحاصل لمجابهة تلك الهجمات الإعلامية الشرسة، وتسعى بشتى الوسائل إلى توعية أفراد مجتمعاتها وتثقيفهم إعلامياً، ومن المهم جداً تذكية إحساسهم الوطني وحب الانتماء، وبناء شخصية شبابها بناءً رصيناً وبما يتناسب وتطلّعاتهم، بل البدء من مراحل الطفولة وخاصة في المراحل الدراسية الأولية، وحفظ المبادئ والقيم الأصيلة والأعراف العريقة.
بعبارة مجملة: أن يستطيع المجتمع التمييز بين الإعلام الصحيح و المضلّل، بين ما يفيده و ما يضرّه.. حينها يكون من الصعب اختراقه.
نشرة الخميس 919السنة التاسعة عشرة24 /رجب الأصب / 1444هـ - 16 / 2 / 2023م
لا يخفى على أحد ما للإعلام من أهمية في جميع مناحي الحياة، ولا أبالغ إذا ما قلت بأن الإعلام أصبح يسيّر الكثير من الأفراد والمجتمعات بل قل بلداناً!
لذلك كرّست الدول كل طاقاتها الإعلامية لخدمة مصالحها؛ فالدول الرأسمالية والاستعمارية وحتى الناشئة منها توجّه إعلامها بما يتلاءم وتطلّعاتها ويخدم أجنداتها، والدول الأخرى -وبالخصوص النامية منها- أيضاً تجتهد بكل طاقاتها لمجابهة تلك السيول الهادرة من وسائل الإعلام الموجّه ضد مجتمعاتها، والتي قد تكون أكبر من طاقاتها بكثير، ومن الطبيعي أن تميل الكفة حينئذ لصالح اليد الطولى في هذا المجال!
تتنوع القضايا التي يتناولها الإعلام -لتلك الدول المتسلّطة- في مختلف المجالات (سياسية واقتصادية واجتماعية وتنموية ورياضية..)، فتدخل في أدق تفاصيل الفرد والمجتمع، فتخترقهم وبما يتناسب وميولهم الشخصية أو المجتمعية، حينها يكون من السهل توجيههم بما تريده -تلك الدول- فتبسط نفوذها وسلعها المادية والفكرية، حتى يصل الأمر إلى أفكارهم وعقائدهم!
وما يساعد تلك الدول في نفوذ إعلامها الموجّه هو أنها تجد أرضاً خصبة لقبول طرحها، وخاصة وأنها تقدّم مادتها الإعلامية بشكل جذّاب يوافق أذواق المجتمع وأهواءه، وتصيغها بأشكال مجمّلة ومحبوبة فتؤثر في أفكارهم واختياراتهم؛ وذلك لقلّة الوعي الإعلامي لذلك المجتمع، أو لتفشي الفساد -الإداري أو السياسي أو المجتمعي- فيه، أو ممارستها (الإعلام الخبيث) بخلط السمّ بالعسل في رسائلها الإعلامية، وتزييف الحقائق، أو تستغل فقر ذلك المجتمع وحاجته، أو استغلال ثرواته أو الاستيلاء عليها ونهبها، أو تبثّ سمومها لإشعال فتيل الفتنة بين فئات المجتمع الواحد وقبائله وطوائفه.
لذا على الحكومات والمؤسسات المختصة -في أي بلد أو مجتمع يتعرّض لمثل هذه الهجمات- إذا ما أرادت أن تقف أمام هذه الرسائل الإعلامية الهدّامة أن تحاول بذل الجهد الكبير لتقوية إعلامها الهادف ومواكبة التطوّر الحاصل لمجابهة تلك الهجمات الإعلامية الشرسة، وتسعى بشتى الوسائل إلى توعية أفراد مجتمعاتها وتثقيفهم إعلامياً، ومن المهم جداً تذكية إحساسهم الوطني وحب الانتماء، وبناء شخصية شبابها بناءً رصيناً وبما يتناسب وتطلّعاتهم، بل البدء من مراحل الطفولة وخاصة في المراحل الدراسية الأولية، وحفظ المبادئ والقيم الأصيلة والأعراف العريقة.
بعبارة مجملة: أن يستطيع المجتمع التمييز بين الإعلام الصحيح و المضلّل، بين ما يفيده و ما يضرّه.. حينها يكون من الصعب اختراقه.
تعليق