إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنواع الصائمين من جهة الطعام والشراب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنواع الصائمين من جهة الطعام والشراب


    *ماذا نأكل ونشرب
    أما أنواع الصائمين من جهة الطعام والشراب، أي كيف يتعاملون مع الطعام والشراب مابين الإفطار والإمساك، فيوضح آية الله التبريزي عليه الرحمة أنهم على أقسام:

    * القسم الأول: الذين يعلمون بأن مأكلهم حرام
    قال عن هذا القسم: "منهم من يكون مأكله ومشربه من الحرام المعلوم فالأجر لمالك الطعام وله وزر ظلمه وغصبه، أو مَثله مَثَل من ركب دابة مغصوبة إلى بيت الله الحرام وطاف بالبيت على هذه الدابة المغصوبة".و يطلّ بنا هذا المفهوم على حقيقة تقدم الحديث عنها في حلقات سابقة وقف عندها سيد العلماء المراقبين السيد ابن طاوس عليه الرحمة والرضوان، وأكد عليها كثيراً وخلاصتها أن على كلٍ منا أن ينظر في ما يتقلب فيه في شهر رمضان المبارك من مأكل وملبس ومسكن وواسطة نقل، وجميع ما يستعمله.

    كيف يمكن أن أكون في ضيافة الرحمن وأنا أحمل شيئاً مغصوباً، و أتقلّب في حرام، لا بد وأن أفكر جيداً في حلّيّة ما أتقلب فيه، ولقمة الحرام هي الأخطر، فينبغي التدقيق بشكل خاص في المأكل والمشرب، وعلى هذه النقطة يؤكد آية الله التبريزي هنا، ويقسّم الناس من حيث الطعام والشراب إلى أقسام، ما تقدم هو القسم الأول: من يكون مأكله ومشربه من الحرام المعلوم فالأجر لمالك الطعام وله وزر ظلمه وغصبه.

    والحل أن يبتعد عن الحرام، فإذا كان له مورد ماليٌ آخر من الحلال، أو كان باستطاعته أن يحصل على مالٍ حلالٍ ولو بأن يقترض من أحد ريثما يتدبر أمره، فليحرص على ذلك ليكون مأكله ومشربه في شهر رمضان حلالاً.

    ورغم أن دائرة الإبتلاء بذلك تبدو محدودة بحسب الظاهر، بل تكاد تكون منحصرة في من عرفوا أن المال الذي حصلوا عليه هومال حرام لأنهم اعتمدوا في تحصيله طريقة غير مشروعة كالسرقة التي يلجأ إليها البعض بادعاء أنه يجوز لهم ذلك.

    * القسم الثاني: الذين يكون مأكلهم من الشبهات
    وقد قال الشيخ التبريزي فيهم:" ومنهم من يكون مأكله من الشبهات،وهو على قسمين: قسمٍ يكون أخْذُ هذا المشتبه الواقعي محلَّلاً له في الظاهر، وقسمٍ لايكون أخْذُه محلَّلاً، ولو في الظاهر، والأول يلحق في حكمه بمن يكون مأكله ومشربه من الحلال، وإن كان دونه بدرجة، والثاني بمن يأكل الحرام المعلوم وإت كان فوقه بدرجة".
    ومحل الحاجة هنا من ذلك هو أن الإنسان قد لايدقق في الحكم الشرعي لمورده المالي، فيكون فيه ما لايجزم بحليته، فهو إذاً مال شبهة، يجب اجتنابه، لأن المؤمن لايقدم إلا على مايعلم أنه حلال، خصوصاً في شهر الصيام.

    والنتيجة أن المطلوب التدقيق جيداً فلا تكون هناك شبهة في مصدر المأكل والمشرب، بل وكل ما نتقلب فيه كما تقدم.
    والواقع أن دائرة الإبتلاء بهذا النوع أي المال الشبهة، واسعة جداً، وأكثر مما نتصور بكثير، ولابد للصائم من بذل الجهد بمسؤولية أمام الله تعالى، حتى لايطعم أهله وأولاده ويأكل هو مما يكون وزراً عليه، بحاسب به يوم القيامة.وربما أمكن تفادي ذلك باليسير من التأمل، كما أنه قد يستدعي المزيد من العناية والسؤال، وقد تقدم في حديث اليوم الأول ماينفع فيه.

    * القسم الثالث: الذين يكون مأكلهم حلالاً
    وهم على أقسام، تحدث عنهم آية الله التبريزي بقوله، فقال حول القسم الأول: "ومنهم من يكون مأكله حلالاً معلوماً ولكنه مترف في كيفية طعامه بكثرة الأنواع، ومترف في مقداره إلى حدِّ الإمتلاء، ومثله مثل خسيس الطبع الذي يشتغل في حضرة حبيبه بالإلتذاذ بما يكرهه، وحبيبه متوقع أن لايلتذ بشيء غير قربه، فلذلك كان عبداً خسيساً لا يليق به إلا أن يُترك وما يلتذ به، وهو بأن يُعدَّ عبد بطنه أولى من أن يُعدَّ عبد ربه".

    ولابد أولاً من توضيح أن للإنسان أن يأكل مقدار حاجة جسمه من الطعام، وقد تكون أكثر من حاجة غيره، إلا أن من الضروري التفريق بين حاجة الجسم الحقيقية وحاجته الوهمية الناشئة من الإسترسال وعدم وضع حد للجشع.ليس المطلوب أن يأكل الصائم ما يضعفه ويمنعه من مواصلة الصيام، بل المطلوب أن لايأكل ما لا داعي له إلا العادة، وحب الإستزادة.
    وإذا لم يدقق في ذلك واسترسل مع شهوة الطعام، فهو عبد بطنه!

    ما هو السبب؟
    ليتصور أحدنا أنه بين يدي المهدي المنتظر وصي رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد دعاه الإمام إلى ضيافته فانشغل بأنواع الطعام ولم يكن له هَمّ طيلة الضيافة إلا ذلك! فهل يليق بنا أيها العزيزأن نتصرف في ضيافة الرحمن عز وجل، وكأن شهر رمضان يتلخَّص في التفنُّن في الطعام وتناول الكميات الكبيرة منه، والتفنُّن في أنواع الحلويات، إن هذا لا يناسب شهر رمضان المبارك، ولا يناسبنا فيه.

    ومن أراد أن يصوم حقيقةً فلابد له من أن يحفظ التناسب الممكن له بين ليله ونهاره.
    وليس معنى هذا أنه لا يجوز للصائم أن يأكل شيئاً يشتهيه، بل معناه أن الأكثر سموّاً والأكثر نبلاً، هو أن يتعامل الإنسان مع الله عز وجل في شهره، وفي ضيافته بما يناسب.
    وليكن ببالنا دائماً: لا يليق بمجالسة الحبيب الإنشغال بالطعام وبالبطن، والأجدر بمن هذا حاله أن يسمَّى عبد بطنه لا عبد ربه.
    القسم الثاني من أقسام من يكون مأكلهم حلالاً

    قال التبريزي عليه الرحمة:"ومنهم من يكون حدُّه في الكيفية والمقدار فوق الترف فيصل إلى حد الإسراف والتبذير، وهو ملحق بمن يأكل الحرام والأجدر به أن يُعَدّ عاصياً لا مطيعاً". فبالإ ضافة إلى التنوع الكثيرفي الطعام وكثرة كميته، تصل كثرة الكمية إلى حدّ الإسراف والتبذير، وهذا في حد ذاته معصية.

    القسم الثالث:
    ومنهم من يكون مأكله ومتقلّبه كله من الحلال بلا ترف ولا إسراف، بل يتواضع لله تعالى في مقدار طعامه وشرابه، فتنزل كميتهما عن الحد المحلل وغير المكروه، ويترك التلذد بالطعام والشراب، ويقتصر في الأدام على لون واحد، أو يترك بعض اللذائذ، وبعض الزيادة.
    وهؤلاء – أي القسم الثالث – على درجات، ودرجاتهم عند ربهم المراقب لحفظ مجاهداتهم ومراقباتهم محفوظة مجزيَّة مشكورة".. ويزيدهم من فضله بغير حساب، فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرة أعين، بل ولاخطر على قلب بشر.

    ولابد من الإشارة هنا إلى أن تهذيب النفس في كل مجالاته ومنها الصوم على مراتب ينبغي التدرج فيها وعدم تكلف مالم تبلغ الهمة التعامل معه ولو بحمل النفس على ماتكره، ويعني ذلك في باب الطعام أن يتدرج الصائم بلا تهاون في الرقي من مرتبة إلى أخرى تدرج التلميذ من صف إلى صف، ويختلف التدرج من شخص إلى آخر فلكل جسمه وحاجته، ولذلك نجد أن آية الله التبريزي رضوان الله تعالى عليه، بين أن هؤلاء على درجات، وكان قبل ذلك قد ذكر الإقتصار على أدام واحد، ثم قال: أو ترك بعض اللذائذ، فمن لم يصل إلى مرتبة الإقتصار على لون واحد، يمكنه التدرج نحو ذلك بترك بعض ما يستهويه، أو التقليل منه، شرط أن يكون هذا التدرج كما مر مرتكزاً إلى قاعدة السير النفسي باتجاه الهدف. وعلى الله قصد السبيل.

    والسؤال الذي يجب أن يوجهه كلٌ منا إلى نفسه: ترى، من أي الأقسام أنا؟
    هذا هو السؤال البداية والرفيق والنهاية.أراد لنا الله عز وجل أن نحصل بالجوع على نور معيّن، وعلى صفاء باطني خاص، فتضيء قلوبنا و نفوسنا، وهذه الحالة هي ما يجب أن نحرص عليه أشد الحرص.فإذا ارتكب الصائم المعاصي وهو"صائم" وبمجرد أن جاء وقت الإفطار اعتبرأنه قد حان وقت الإنتقام من الجوع القاتل! فلن تكون حصيلته من الصوم ما يلتقي مع هذه الحالة المتقدمة.لا يصح أن نتعاطى مع شهر الله عز وجل على هذا الأساس.

    صحيح أن للجوع وطأته إلا أن من الصحيح أيضاً أن الله عز وجل يريد لنا أن نحفظ هذا النور الإلهي الذي نحصل عليه من الجوع.
    أما أن نعمد بمجرد حلول الإفطار إلى إطفاء هذا النور وإحلال الظلام محلَّه بالتخمة وتناول ألوان الحلويات إلى حد أن الإنسان لا يستطيع حراكاً ويؤخر صلاته وهو في شهر الله عز وجل، فأي تعامل مع الطعام والشراب هذا؟!وأي صيام هذا؟! وأيّ نور حصلنا عليه من الصيام يمكننا أن نحافظ عليه؟!
    ثم بالإضافة إلى التخمة في الإفطار، التخمة في السحور!

    وقت السحر، هوهذا الوقت الثمين جداً حتى في غير شهر الله تعالى "وبالأسحار هم يستغفرون" فكيف به في شهر الله عز وجل؟
    هل يصح أن نخسره بأكلة؟ بتخمة؟ إذاً ما الذي سأحصل عليه خلال هذا الشهر المبارك؟
    هنا أيضاً لا بد من الإشارة إلى أن إعطاء الأهمية التي لا تنبغي للطعام والمقبّلات وللحلويات، يصرف وقتاً ثميناً من الأمهات بشكل عام في أمور ينبغي أن تُصرف في العبادة، والذكر، والطاعة.

    صحيح أن الطعام ينبغي أن يُعتنى به، إلا أن العناية لا تعني الترف ولا تعني الإسراف ولا التبذير، بعبارة ثانية: هناك ضرورة ويريد أن يرتاح الإنسان في بعض الأمور التي لا بد منها، أما أن يُعتبر أن الطعام هو النقطة المركزية وكأن الصيام يتلخص في تناول أنواع الطعام، فهو أمر ينبغي أن نُعيد النظر فيه.

    .".

    أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لمراضيه بالنبي المصطفى وآله، صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين.
    والحمد لله رب العالمين 1.


    1-مناهل الرجاء / الشيخ حسين كوراني.

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    جزاك الله خير
    طرح مميز
    لروحك نســائم الايمان
    بـ انتظار جديدك

    مثل طبع النسر طبعي اطير بيهبة الجنحين
    واحس يتكسر جناحي من اذكر مصاب حسين
    حسيناواحسيناه

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X