اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ (80) سورة القصص المباركة.
أشارت هذه الآية التي جاءت في أواخر سورة القصص إلى قصة (قارون) ونقلت نصيحة علماء بني إسرائيل لكافة الناس الذين تمنوا امتلاك ثروة قارون عند استعراضه لثروته.
فعندما شاهد أهل الورع من علماء بني إسرائيل تَعَلُّقَ الناس بالدنيا وحبهم الشديد لها وارتباطهم الوثيق بها خاطبوهم قائلين: ويلكم يا عبدة الدنيا! لا تخدعكم الثروة وبهارج الدنيا، فالجزاء الإلهي خير لكم في الدنيا والآخرة إن عملتم صالحاً وكنتم مؤمنين، لكن لا ينالُ هذا الثواب الإلهي إلّا الصابرون الرافضون الظلم والإغراءات المادية.
إنّ عبارة (أُوتُوا الْعِلْمَ) تدل بوضوح على وجود علاقة بين (الورع والزهد) من جهة و(العلم والمعرفة) من جهة أخرى، وأنّ العارفين بزوال الدنيا وحقارة الثروات المادية في قبال الجزاء الإلهي وخلود الآخرة، فإنّهم لا ينخدعون بالماديات ولم يتمنوا ثروة قارون.
نفحات القرآن: ج 1 ص 56.
تعليق