اللهم صل على محمد وآل محمد
ما دام الأمر لا يورث القطع واليقين، لا بد من عدم الاعتناء بهذه الظاهرة.. إن وجدنا مفسرا ومعبرا صادقا، يمكن الرجوع إليه من باب الرجوع إلى أهل الفكر في كل حقل.. والذين يفسرون الأحلام، هم طبقة نادرة، رب العالمين منّ على يوسف (ع) بتأويل الأحاديث {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}.. فهذا علم إلهي لدني، والذي ليس له طريق إلى هذا العلم اللدني، ليس له الحق أن يتخرص في هذا المجال.
ما الذي يجب القيام به عند رؤية المنام
إذا رأى الإنسان مناما مزعجا أو مفرحا، ولم يجد من يعبر له هذا المنام.. -وبالمناسبة: إن الرجوع إلى بعض الكتب في هذا المجال خاطئ؛ لأنه لا يورث اليقين- فإن ذكر هذا المنام إلى قريب، قد يورثه الحزن.. وهذا تصرف غير صحيح، أن نورث مؤمنا حزنا دون سبب وجيه.. لذلك علينا القيام بما يلي:
الخطوة الأولى: الكتمان.. من كتم منامه وأسره، كفاه الله شره.
الخطوة الثانية: دفع صدقة.. إن على الإنسان أن يدفع هذه الصدقة بنية دفع البلاء، إن كان المنام منذرا بشر.. وبنية جلب النعمة، إن كان مبشرا.. حيث أن بعض الهبات الإلهية معلقة على الصدقات.. فرب العالمين أمضى هذه الهبة، بشرط أن تدفع صدقة.. فتكون هذه الصدقة إما دفعا للبلاء، أو جلبا للنعماء.
إن مضمون المنام، إن كان فيه قول من إمام أو مرجع لفت انتباهك إلى تقصير أو إلى خطأ ترتكبه في حياتك.. فإن القاعدة العلمية تقول: انظر إلى نفسك، إن كنت مقصرا وكان هذا التحذير في محله؛ عليك أن تتفادى هذا الخطأ.. أما إذا كان لا واقع له، فلا ينبغي التأثر بهذا المنام.
الخلاصة: إن مختصر الكلام في موضوع المنام، هو: ما دام هناك احتمال أن يكون أضغاث أحلام، وهذا الاحتمال وارد؛ فإن على الإنسان أن لا يبني حزنه وسروره على هذه المسألة
-------------------------------
من محاضرة لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي ( حفظه الله ).
تعليق