الشيخ حسن الجوادي
مقالات نشرة الخميس 895
انّ متاهات الحياة المادية المعاصرة تُلقي بظلالها على حياة الإنسان، وكلما تعقدت أكثر شعر الإنسان بضياعه وتشتته..مقالات نشرة الخميس 895
ورغم كل هذه الأحداث والتشظيات التي نعيشها اليوم، إلا أن هناك نخبةً تُعيد لنا الأملَ، وتُذكّرنا برجالات حضارتنا الدينية العريقة؛ كعلي الأكبر، والقاسم بن الحسن، والقاسم بن الكاظم، والسيد محمد سبع الدجيل (عليهم السلام).. وغيرهم من الأفذاذ والنجوم اللامعة في سماء الإسلام.
وإذا اخترنا من هذه النجوم القاسم بن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، نجده شخصيةً رائعةً قد حازت على عناية والده (عليه السلام)، فنحن وإن لم نتعرف على القاسم بصورة مفصلة، إلا أن بعضَ النصوص التي وردت عن أبيه الإمام الكاظم (عليه السلام)توضّح لنا -بصورة جلية- المقامَ السامي الذي بلغه، وتكشف عن أبعاد شخصيته الإيجابية المؤثرة.
وإذا تأملنا في هذا النص الرائع عن إمامنا موسى بن جعفر (عليه السلام): «وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَـيَّ لَجَعَلْتُهُ فِي الْقَاسِمِ ابْنِي؛ لِـحُبِّي إِيَّاهُ وَرَأْفَتِي عَلَيْهِ، وَلَكِنْ ذَلِكَ إِلَى اللّـهِ عز وَجَلَّ يَجْعَلُهُ حَيْثُ يَشَاءُ»[1].. نستشف منه عظمة هذا السيد الكريم، وعِظم رسالته الأخلاقية وسمو شخصيته الفريدة.
واستقراء لهذه الشخصية المميزة، نستلهم منها -في أيامنا هذه- ضرورةَ أن يعيش الإنسان بوعيه وخُلُقِه، وأن يتحمل المسؤولية الاجتماعية، وأن يكون له دوراً مهماً، ولا يقعد قعود الكسالى لا يضر ولا ينفع!
فلو لم يكن القاسمُ (عليه السلام) قد بلغ بنفسه من الله تعالى ومن أبيه والناس أجمعين، لما تمنى له الإمامُ الكاظمُ (عليه السلام) هذا المقامَ السامي، وهو الإمامة الإلهية!!..
علينا أن نفهم جيداً أنّ بإمكان أحدنا أن يبلغَ مرتبةً عاليةً إذا ما اجتهد وكافح من أجل رسالته في الحياة.. وأهم رسالةٍ يكتبُها شبابُنا هي: أن يعرف مسؤوليته ويحرص على أداء واجباته؛ كي لا يضيعَ في الأماني الفارغة والأحلام الزائفة.
[1] -الكافي 10/289
تعليق