لقد حال الأعداء بين الإمام وبين ظهوره لعامة المسلمين ، وحرموا الأمة من فيض علمه ومعرفته وحسن تدبيره لشؤونهم ومباشرته لأعمالهم ، فبالرغم من أنه نأى بشخصه عن الأنظار فلن ينقطع منه المدد والفائدة ، فقد قيل في الحديث الشريف منفعته المستحصلة في غيبته كمنفعة دخول ضوء الشمس لأهل الأرض عندما يغيبها السحاب (1). كما نص عليه خبر المعصومين عليهم السلام.(وأما وجه الانتفاع في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب وإني لأمان لأهل الأرض كما أنَّ النجوم أمان لأهل السماء)(2)
ونحن لا نقطع أنه عليه السلام لا يظهر لجميع أوليائه ، لأن أحدنا لا يعلم إلا حال نفسه ، فيحتمل منه ذلك لأغلب المخلصين.
نعم كل فرد من حقه أن يعاين الإمام المهدي لأنه إمام كل الأمة ويطلب منه النصح ويستمد منه المعونة.
إلا أن المعاينة تلك ترتضخ لضوابط وموازين تطبيق المنهجية الإلهية ، ليكون المسلم من الناحيتين الدينية والأخلاقية ناجحاً بصفاتهما الكمالية ، وحتمية المداومة عليهما.
فقط عندئذٍ يكون العاملون على طريق الاستقامة والاستحقاق للتوجيه والتبرك بالمشاهدة والالتقاء وإن لم يحصل التعارف في كثير من الأحيان ، فهي مستويات متفاوتة تخضع لموازين الورع والتقوى وقبول الأعمال والطاعات.
والباقون إذا حصل منهم التقرب استحقوا مثل ذلك بارتفاع الممنوعية عنهم.
إذن فمانع التعرف على الإمام والتشرف بلقاءه ، انما هو نحن ، وحواجز المظلمة ، وأمراض النفوس والتقصير والانحراف ، إزاء كل الفروض والوظائف والمستحبات التي يجب القيام بها. ويدعم مقولتنا هذه حديث الإمام الشريف الذي ورد من ناحيته المقدسة بإملائه وخط أحد ثقاته إلى الشيخ المفيد ( قدس ) قال فيه: ( ولو ان أشياعنا وفقهم الله لطاعته على الاجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة ، وصدقها منهم بنا ، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم) (3)
------------------------------------------------------------------------------------------
1 ـ اعلام الورى، ص452.
2- الاحتجاج، ج 2،ص 469.
3 ـ نفس المصدر، ج2 ، ص324.
ونحن لا نقطع أنه عليه السلام لا يظهر لجميع أوليائه ، لأن أحدنا لا يعلم إلا حال نفسه ، فيحتمل منه ذلك لأغلب المخلصين.
نعم كل فرد من حقه أن يعاين الإمام المهدي لأنه إمام كل الأمة ويطلب منه النصح ويستمد منه المعونة.
إلا أن المعاينة تلك ترتضخ لضوابط وموازين تطبيق المنهجية الإلهية ، ليكون المسلم من الناحيتين الدينية والأخلاقية ناجحاً بصفاتهما الكمالية ، وحتمية المداومة عليهما.
فقط عندئذٍ يكون العاملون على طريق الاستقامة والاستحقاق للتوجيه والتبرك بالمشاهدة والالتقاء وإن لم يحصل التعارف في كثير من الأحيان ، فهي مستويات متفاوتة تخضع لموازين الورع والتقوى وقبول الأعمال والطاعات.
والباقون إذا حصل منهم التقرب استحقوا مثل ذلك بارتفاع الممنوعية عنهم.
إذن فمانع التعرف على الإمام والتشرف بلقاءه ، انما هو نحن ، وحواجز المظلمة ، وأمراض النفوس والتقصير والانحراف ، إزاء كل الفروض والوظائف والمستحبات التي يجب القيام بها. ويدعم مقولتنا هذه حديث الإمام الشريف الذي ورد من ناحيته المقدسة بإملائه وخط أحد ثقاته إلى الشيخ المفيد ( قدس ) قال فيه: ( ولو ان أشياعنا وفقهم الله لطاعته على الاجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة ، وصدقها منهم بنا ، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم) (3)
------------------------------------------------------------------------------------------
1 ـ اعلام الورى، ص452.
2- الاحتجاج، ج 2،ص 469.
3 ـ نفس المصدر، ج2 ، ص324.
تعليق