بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ورد عن مولانا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أنه قال (ما تواضع إلا رفيع وما تكبر إلا وضيع).
حينما ينعم الله على الإنسان بمكانة من العلم أو المال أو المنصب أو الجاه فإن عليه تجاه هذه النعمة أن يشكر الله سبحانه وتعالى ومن أجلى مظاهر شكر الله على النعمة التي منحها للإنسان هي أن يتواضع للآخرين قربة إلى الله تعالى. كما أن الإنسان حينما يكون واثقا من نفسه وحينما يكون عارفا لقدر نفسه فإنه يتواضع للآخرين فالرفعة الحقيقية تنعكس تواضعا بين الناس. أما الإنسان الذي يشعر من نفسه الضعف والهوان فإنه يريد أن يعوض مايشعر به بالتظاهر بحالة من الرفعة بين الناس ولذلك يقول عليه السلام "ما تواضع إلا رفيع" الإنسان الرفيع في مشاعره وأحاسيسه يتعامل مع الناس بتواضع فلا يتعالى ولا يتكبر على الناس. بينما الإنسان الخاوي الفارغ من داخله يحاول أن يصطنع له مكانة بالتعالي والترفع على الناس.
ومن الطبيعة نستفيد من غصن الشجر الذي لا ثمرة فيه نجده متعاليا، اما غصن الشجر المملوء والمثقل بالثمار نلاحظ انحناءه وتدليه.
وهكذا هو الإنسان إذا كان مليئا بالثمار وبنقاط القوة وهو واع بتلك الحالة فإنه يكون كالغصن المتدلي، فإذا ملكت شيئا فعلي أن أبذله للناس وأقترب منهم، فأمير المؤمنين كان يقول «التواضع من أعظم العبادة» وهو ليس مفهوما فضفاضا أو فكرة خيالية، التواضع سلوك، كيف يتعامل الزوجان بتواضع مع بعضهما البعض؟ ومع الوالدين والأبناء؟
كيف يتجلى التواضع أكثر في التعامل مع من هو دونك في المكانة وأقل منك علما ومالا وقدرة؟
وهل من الفخر التواضع أمام زعيم من الزعماء وتبجيله واحترامه؟ أم إنما الفضل والتواضع والاحترام للفقير والضعيف ومن يعمل تحت اشرافك أيضا؟
لنرى كيف يتجلى التواضع في سيرة أمير المؤمنين عبر الأمثلة التالية:
1- تواضع أمير المؤمنين وتعامله مع خادمه قنبر الذي كان يحترمه حتى أنه يذهب معه إلى السوق فيشتري ثوبين فيعطي قنبر الثوب الأغلى ويقول له أنت شاب ولك شره الشباب فخذ هذا الثوب ويأخذ هو الثوب الأقل قيمة، مع أنه كان في موقع الخلافة والحكم والأهم من ذلك ما يتمتع به عليه السلام من كمالات وخصائص لكنه لم يتعامل على أساس الفخفخة بل كان يرفض ذلك من الناس أن يتعاملوا معه وقال لهم " فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة ولا تخالطوني بالمصانعة ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ولا التماس إعظام لنفسي فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه فلا تكفوا عني مقالة بحق أو مشورة بعدل".
2- وعندما عاد من صفين ومر بالأنبار استقبله جماعة ومعهم دهاقينهم فلما استقبلوه نزلوا وجاؤوا يشتدون معه ويسيرون أمامه وخلفه تعظيما له فالتفت إليهم أمير المؤمنين ماذا تصنعون؟
قالوا هذا خلق نعظم به الأمراء، فرفض أمير المؤمنين عليه السلام هذه الطريقة وقال "أما هذا الذي زعمتم أنه خلق منكم تعظمون به الأمراء فوالله ماينفع هذا الأمراء وإنكم لتشقون به على أنفسكم وأبدانكم فلا تعودوا له أبدا".
3- يأتي له ضيف مع ابنه فيقدم له الطعام وبعد انتهاء الطعام يقوم الإمام بنفسه ليصب الماء على يد الضيف فيخجل هذا الرجل ولكن عليا عليه السلام يلزمه بذلك فيصب الماء على يد ضيفه فلما جاء دور الولد التفت إلى ولده محمد قال صب الماء على يد الغلام وقال للغلام مايشبه الاعتذار لأن أباك موجود فإني اميز أباك احتراما له أصب على يده ويصب ولدي على يدك ولو لم يكن أبوك موجودا لصببت أنا على يدك.
4- كان متواضعا في داره يخدم في البيت مع عياله وكان يخرج إلى الشارع في وضع عادي دون أبهة ودون موكب كعادة ما يصاحب الزعماء أو الحكام.
5- كان يسير في السوق كما يسير سائر الناس وورد أن رجلا قد جاء من خارج الكوفة لم يكن قد رأى عليا عليه السلام وكان يحمل حملا على ظهره ورأى عليا يمشي قال له هل تحمل عني هذا المتاع ظانا أنه حمال يحمل الأمتعة، قال عليه السلام نعم وحمل عنه ومشى معه، ومر على جماعة وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، فالتفت الرجل من تعنون من أمير المؤمنين قالوا هذا الذي يحمل المتاع فخجل الرجل وصار يعتذر سيدي لم أعلم أنك أمير المؤمنين فرفض الإمام عليه السلام وقال لا حتى أوصلك إلى مكانك فاستمر في حمل متاعه عنه حتى اوصله إلى مكانه.
6- وقد ورد عنه أنه كان يمشي حافيا في خمسة موارد ويعلق نعليه بيده اليسرى يوم عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة وعند العيادة حينما يذهب لعيادة مريض وتشييع الجنازة ويقول إنها مواضع يحب الله أن أكون فيها حافيا هذا كان من تواضع علي عليه السلام.
إن من يتوالى عليا ويحبه فإن عليه أن يقتفي أثره في التواضع والتسامح مع الناس القريبين والبعيدين فإن ذلك هو سبب العلو والرفعة، علي قد كتب المحبة في قلوب من عاش معهم وفي قلوب جميع الناس التي تطلع على سيرته حتى أعداؤه ومن أساؤوا إليه فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا وثبتنا الله على ولايته.
اللهم صل على محمد وآل محمد
ورد عن مولانا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أنه قال (ما تواضع إلا رفيع وما تكبر إلا وضيع).
حينما ينعم الله على الإنسان بمكانة من العلم أو المال أو المنصب أو الجاه فإن عليه تجاه هذه النعمة أن يشكر الله سبحانه وتعالى ومن أجلى مظاهر شكر الله على النعمة التي منحها للإنسان هي أن يتواضع للآخرين قربة إلى الله تعالى. كما أن الإنسان حينما يكون واثقا من نفسه وحينما يكون عارفا لقدر نفسه فإنه يتواضع للآخرين فالرفعة الحقيقية تنعكس تواضعا بين الناس. أما الإنسان الذي يشعر من نفسه الضعف والهوان فإنه يريد أن يعوض مايشعر به بالتظاهر بحالة من الرفعة بين الناس ولذلك يقول عليه السلام "ما تواضع إلا رفيع" الإنسان الرفيع في مشاعره وأحاسيسه يتعامل مع الناس بتواضع فلا يتعالى ولا يتكبر على الناس. بينما الإنسان الخاوي الفارغ من داخله يحاول أن يصطنع له مكانة بالتعالي والترفع على الناس.
ومن الطبيعة نستفيد من غصن الشجر الذي لا ثمرة فيه نجده متعاليا، اما غصن الشجر المملوء والمثقل بالثمار نلاحظ انحناءه وتدليه.
وهكذا هو الإنسان إذا كان مليئا بالثمار وبنقاط القوة وهو واع بتلك الحالة فإنه يكون كالغصن المتدلي، فإذا ملكت شيئا فعلي أن أبذله للناس وأقترب منهم، فأمير المؤمنين كان يقول «التواضع من أعظم العبادة» وهو ليس مفهوما فضفاضا أو فكرة خيالية، التواضع سلوك، كيف يتعامل الزوجان بتواضع مع بعضهما البعض؟ ومع الوالدين والأبناء؟
كيف يتجلى التواضع أكثر في التعامل مع من هو دونك في المكانة وأقل منك علما ومالا وقدرة؟
وهل من الفخر التواضع أمام زعيم من الزعماء وتبجيله واحترامه؟ أم إنما الفضل والتواضع والاحترام للفقير والضعيف ومن يعمل تحت اشرافك أيضا؟
لنرى كيف يتجلى التواضع في سيرة أمير المؤمنين عبر الأمثلة التالية:
1- تواضع أمير المؤمنين وتعامله مع خادمه قنبر الذي كان يحترمه حتى أنه يذهب معه إلى السوق فيشتري ثوبين فيعطي قنبر الثوب الأغلى ويقول له أنت شاب ولك شره الشباب فخذ هذا الثوب ويأخذ هو الثوب الأقل قيمة، مع أنه كان في موقع الخلافة والحكم والأهم من ذلك ما يتمتع به عليه السلام من كمالات وخصائص لكنه لم يتعامل على أساس الفخفخة بل كان يرفض ذلك من الناس أن يتعاملوا معه وقال لهم " فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة ولا تخالطوني بالمصانعة ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ولا التماس إعظام لنفسي فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه فلا تكفوا عني مقالة بحق أو مشورة بعدل".
2- وعندما عاد من صفين ومر بالأنبار استقبله جماعة ومعهم دهاقينهم فلما استقبلوه نزلوا وجاؤوا يشتدون معه ويسيرون أمامه وخلفه تعظيما له فالتفت إليهم أمير المؤمنين ماذا تصنعون؟
قالوا هذا خلق نعظم به الأمراء، فرفض أمير المؤمنين عليه السلام هذه الطريقة وقال "أما هذا الذي زعمتم أنه خلق منكم تعظمون به الأمراء فوالله ماينفع هذا الأمراء وإنكم لتشقون به على أنفسكم وأبدانكم فلا تعودوا له أبدا".
3- يأتي له ضيف مع ابنه فيقدم له الطعام وبعد انتهاء الطعام يقوم الإمام بنفسه ليصب الماء على يد الضيف فيخجل هذا الرجل ولكن عليا عليه السلام يلزمه بذلك فيصب الماء على يد ضيفه فلما جاء دور الولد التفت إلى ولده محمد قال صب الماء على يد الغلام وقال للغلام مايشبه الاعتذار لأن أباك موجود فإني اميز أباك احتراما له أصب على يده ويصب ولدي على يدك ولو لم يكن أبوك موجودا لصببت أنا على يدك.
4- كان متواضعا في داره يخدم في البيت مع عياله وكان يخرج إلى الشارع في وضع عادي دون أبهة ودون موكب كعادة ما يصاحب الزعماء أو الحكام.
5- كان يسير في السوق كما يسير سائر الناس وورد أن رجلا قد جاء من خارج الكوفة لم يكن قد رأى عليا عليه السلام وكان يحمل حملا على ظهره ورأى عليا يمشي قال له هل تحمل عني هذا المتاع ظانا أنه حمال يحمل الأمتعة، قال عليه السلام نعم وحمل عنه ومشى معه، ومر على جماعة وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، فالتفت الرجل من تعنون من أمير المؤمنين قالوا هذا الذي يحمل المتاع فخجل الرجل وصار يعتذر سيدي لم أعلم أنك أمير المؤمنين فرفض الإمام عليه السلام وقال لا حتى أوصلك إلى مكانك فاستمر في حمل متاعه عنه حتى اوصله إلى مكانه.
6- وقد ورد عنه أنه كان يمشي حافيا في خمسة موارد ويعلق نعليه بيده اليسرى يوم عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة وعند العيادة حينما يذهب لعيادة مريض وتشييع الجنازة ويقول إنها مواضع يحب الله أن أكون فيها حافيا هذا كان من تواضع علي عليه السلام.
إن من يتوالى عليا ويحبه فإن عليه أن يقتفي أثره في التواضع والتسامح مع الناس القريبين والبعيدين فإن ذلك هو سبب العلو والرفعة، علي قد كتب المحبة في قلوب من عاش معهم وفي قلوب جميع الناس التي تطلع على سيرته حتى أعداؤه ومن أساؤوا إليه فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا وثبتنا الله على ولايته.
تعليق