تويت
إشكالية إستيلاء النبي محمد (ص) على أموال قريش والتسبيب بغزوة بدر ، وجوابها .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
في مثل هذا اليوم 8 من شهر رمضان خرج النبي لغزوة بدر الكبرى سنة 2 هـ .
من المعلوم والمعروف ان السبب الرئيسي لحدوث غزوة بدر بين المسلمين بقيادة النبي محمد (ص) وبين المشركين بقيادة عمرو بن هاشم هو إستيلاء المسلمين على أموال قافلة قريش التي كانت تسير بإمرة ابي سفيان من الشام إلى مكة المكرمة وكان هذا الإستيلاء بأمر من رسول الله محمد (ص) .
والسؤال هو : إلا يعد هذا الإستيلاء على أموال الناس ظلم لهم ومنافي للدين ؟ وإذا كان كذلك كيف يأمر رسول الله محمد (ص) المسلمين بفعله ؟؟؟
الجواب :
1 - ان ما أقدم عليه النبي محمد (ص) من محاولة الإستيلاء على أموال القافلة ليس هو فعلا إبتدائياً ، بل جاء كردة فعل سابق من إستيلاء قريش على أموال المسلمين عنوة وغصباً . فهذا الفعل جاء من باب ان البادي أظلم - ان صح التعبير - . قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل : ( وكان للنبي وأصحابه الحق في مثل هذه الحملة أو الهجوم ، لأنه - أولا - عندما هاجر المسلمون من مكة نحو المدينة استولى أهل مكة على كثير من أموالهم ، ونزلت بهم خسارة كبيرة . فكان لهم الحق أن يجبروا مثل هذه الخسارة ) - 1 -
2 - لو فرضنا تنزلاً أن رسول الله محمد (ص) هو من هجم ابتداءً ولم يكن هجومه هذا كردة فعل ، فلا اشكال في فعله أيضاً للقاعدة العقلية التي تقول (ان الهجوم خير وسيلة للدفاع) بين الطرفين المتنافسين ، فهجوم قريش المستقبلي واقع لا محالة فلكي يصد النبي محمد (ص) هذا الهجوم المحتمل بادر هو بالهجوم لأسباب عديدة منها : لكي لا يستصغر العدو قدراته العسكرية ويباغته بالهجوم متى ما سنحت له الفرصة ، ولكي يعرف العدو مدى القوة التي تمتلكه الجماعة المسلمة ، ولكي يثبت رسول الله (ص) ضعف العدو بهذه الغزوة التي خسر فيها كفار قريش وأتباعهم .
****************************
الهوامش :
1 -الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ج 5 ، ص 367 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
في مثل هذا اليوم 8 من شهر رمضان خرج النبي لغزوة بدر الكبرى سنة 2 هـ .
من المعلوم والمعروف ان السبب الرئيسي لحدوث غزوة بدر بين المسلمين بقيادة النبي محمد (ص) وبين المشركين بقيادة عمرو بن هاشم هو إستيلاء المسلمين على أموال قافلة قريش التي كانت تسير بإمرة ابي سفيان من الشام إلى مكة المكرمة وكان هذا الإستيلاء بأمر من رسول الله محمد (ص) .
والسؤال هو : إلا يعد هذا الإستيلاء على أموال الناس ظلم لهم ومنافي للدين ؟ وإذا كان كذلك كيف يأمر رسول الله محمد (ص) المسلمين بفعله ؟؟؟
الجواب :
1 - ان ما أقدم عليه النبي محمد (ص) من محاولة الإستيلاء على أموال القافلة ليس هو فعلا إبتدائياً ، بل جاء كردة فعل سابق من إستيلاء قريش على أموال المسلمين عنوة وغصباً . فهذا الفعل جاء من باب ان البادي أظلم - ان صح التعبير - . قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل : ( وكان للنبي وأصحابه الحق في مثل هذه الحملة أو الهجوم ، لأنه - أولا - عندما هاجر المسلمون من مكة نحو المدينة استولى أهل مكة على كثير من أموالهم ، ونزلت بهم خسارة كبيرة . فكان لهم الحق أن يجبروا مثل هذه الخسارة ) - 1 -
2 - لو فرضنا تنزلاً أن رسول الله محمد (ص) هو من هجم ابتداءً ولم يكن هجومه هذا كردة فعل ، فلا اشكال في فعله أيضاً للقاعدة العقلية التي تقول (ان الهجوم خير وسيلة للدفاع) بين الطرفين المتنافسين ، فهجوم قريش المستقبلي واقع لا محالة فلكي يصد النبي محمد (ص) هذا الهجوم المحتمل بادر هو بالهجوم لأسباب عديدة منها : لكي لا يستصغر العدو قدراته العسكرية ويباغته بالهجوم متى ما سنحت له الفرصة ، ولكي يعرف العدو مدى القوة التي تمتلكه الجماعة المسلمة ، ولكي يثبت رسول الله (ص) ضعف العدو بهذه الغزوة التي خسر فيها كفار قريش وأتباعهم .
****************************
الهوامش :
1 -الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ج 5 ، ص 367 .
تعليق