اللهم صل على محمد وآل محمد
قال: الدنيا.. الدنيا.. الدنيا، إنكم تتحدثون كثيراً عن الدنيا وتذمونها، فما هي حقيقة الدنيا؟
قلت: إنها مجموعة متناقضات: خير إلى جنب شر، وفرح إلى جنب حزن، وسلامة إلى جنب مرض، وغنى إلى جنب فقر، وأخيراً: حياة إلى جنب موت.
قال: كيف نتعامل معها؟
قلت: أن نأخذ خيرها خيراً، وشرها شراً، وفرحها فرحاً، وحزنها حزناً، وجدها جداً، وهزلها هزلاً.
قال: وماذا بعد؟
قلت: أن نعرف أن الدنيا على كل حال سوف تنتهي. فلا يجوز أن نصب كل جهودنا لها وحدها، فمن العقل أن نعطي «المؤقت» حجمه كشيء مؤقت، ولا نتعامل معه كأنه باق إلى الأبد.
قال: أتقول إن علينا أن لا نأخذ الدنيا بجد أكثر من اللازم؟
فما هو الجد في نظرك؟
قلت: الجد الذي لا هزل فيه، والحقيقة التي لا مجال لإنكارها هو الموت، ومن بعده الآخرة، فهي إما خير بلا شر، أو شر بلا خير، وهي بعد باقية ما بقي الإنسان، فعلينا أن نعمل بقول الله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}
--------------------
السيد هادي المدرسي
تعليق