تويت
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابو ذر الغفاري صحابي من السابقين للاسلام ، و عالماً زاهداً لم تشغله أمور الدنيا عن الدين ، تميز بالفكر الناقد والكلام الصادق المؤيد بشهادة رسول الله «ماقلت الغبراء ولا ظلت الخضراء أصدق لهجة منك يا أبا ذر »
وقال الإمام علي فيه «اما إنه رجل قد وعى علماً عجز عنه الناس » شهد ابو ذر زحزحة الحق عن محله بعد وفاة الرسول (ص) وتوالى الخلفاء حتى انطوت الايام والليالي و نحرف الدين الاسلامي عن مساره ، فقرر ابو ذر رفع راية الحق ووضع روحه على كفه وانطلق ينذرهم لسوء العاقبة ويدعوهم الى عمارة القلوب بالايمان. والتمسك بنهج الرسول ...
حمل ابو ذر الاسلام بين جنبيه وتحت ضلوعه وفي أعماق روحه ولم يكن يملك غير لسانه يفيض بجوامع كلماته التي تركت اثارها على جدران الزمن ؛رشد من لزم ارشاده وامر بالمعروف ونهى عن المنكر حتى قال (ما زال بي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لم يترك لي الحق صديقاً)
ظل ابو ذر يستنكر انحراف الولاة وظلمهم للمسلمين ويطالب بحقوق الفقراء والمساكين . فلم يرق هذا لبعض من أحب الدنيا و زخرفها و جذبته زينتها فأخذوا يغرونه بالمال لعله يسكت ، فعلى صوته صارخاً محتجاً لا يخشى بالله لومه لائم ؛ انه صوت الحق والصدق لايخفت ترغيباً ولا ترهيباً اثار ضجه بوجه الانحراف، بعد ان ابتعد الولاة عن الصواب ولم تنفعهم نصيحة الناصحين.
ركب ابوذر المركب الصعب بالوقوف بوجه السلطة ونقد سياستها فتعرض لاشد الوان العذاب، واتهم بإثارة الفتن
وقالوا عنه" الشيخ الكذاب" رغم شهادة الرسول بصدقه، واتهم بايمانه ومنع الناس من الاختلاط به وقطع عطاءه ورغم كل هذا لم يترك رسالته التي كان يحملها واصر على تأديتها لينهي سيرته بإخلاص قل من وصل اليه، وكان ذو همة عالية شامخ في موقفه مثالي في صدقه شجاع فيما يقوله و يفعله لا تهزه المحن و لا ترهبه التهديدات ... ولهذا نفي الى صحراء الربذة البعيدة... ليموت وحيداً .وهكذا انطفاء نوره و اسكت صوته الذي يؤرق ليل القساة الظالمين.
أعجبني
تعليق
مشاركة