.... أشرقت شمس الصباح بنورها وألقت بهجتها على روحي وأنا جالسة في مصلاي اترقب اشعتها الخلابة ...، اقرأ آيه من الذكر الحكيم ..ولكن لحظة خفق قلبي ،ترقرقت عيوني ،ماذا أرى بين كلمات الله تعالى ؟؟ ماهذه الإشارات ؟ تساءلت نفسي عن معنى هذه الآية التي أخذت بمجامع قلبي ؟! ((قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ))...تبارك .الآية 30 رجعت إلى تفسير عن الإما م موسى إبن جعفر (عليه السلام) قال : في معنى هذه الآية ((إذا فقدتم إمامكم فلم تروه،فماذا تصنعون ؟؟))...(الغيبة للطوسي : ج1..ص 160 تلعثم ريقي ..وضاق صدري ..يا إللهي ماهذا الخسران الذي نحن فيه ؟؟ نحن محرومون من نعمة وجودة ونمتحن بغيابه ..ماذا نفعل ؟! وهو السراج الذي يدلنا على الطريق ..والنور الذي نحتاجه لقطع دروب الشك والظلمات .. ماهذه الحيرة يا إللهي ؟؟ كيف لنا أن نتدارك الموقف ونتخلص من حيرتنا ؟؟ فبالرغم من شعوري الدائم إن إمامي المهدي معي على الدوام ..لأنني خبأته بين شغاف قلبي ..لكن ألم الحسرة يقتلني ، لأنني لا أرى إمامي ... فأحسست إن روحي تخرج مع زفراتي حزنا وكمدا .. فشعرت بيد حانية على كتفي التفت وعيوني تشرح حال روحي الحائرة ألتي ذابت من لوعة فراقه .. مابك يابنيتي : قالها وارتميت في حجره ، أريد ملجأ لضالتي ..ومسكنا للوعتي أبي : حدثني حديثا يثلج صدري ، ويؤنس فؤادي ..ويرجع نياط قلبي التي تقطعت إلى مكانها .. إبتسم والدي وضمني إلى صدره .. بنيتي : هناك رواية للشيخ الطوسي (اعلى الله مقامه)بسند صحيح عن الأصبغ بن نباته قال : اتيت أمير المؤمنين (ع) فوجدته ينكت في الأرض فقلت له : ((يا أمير المؤمنين مالي أراك مفكرا تنكت في الأرض أرغبة منك فيها ؟ فقال (ع) : لا والله مارغبت فيها ، ولافي الدنيا يوما قط ، لكني تفكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي الذي يملؤها عدلا وقسطا،كما ملئت ظلما وجورا، يكون له حيرة وغيبة ، تظل فيها أقوام ،ويهتدي فيها آخرون ))....الغيبة للطوسي ج1..ص 165...166 إبنتي الغالية هذه الحيرة ألتي أنتي فيها ذكرها أمير المؤمنين (عليه السلام) ولكن ليست يابنيتي الحيرة وحدها هي التي تخنق المؤمن وتؤرق مضجغه .. وإنما فتن الأهواء التي تكالبت علينا في عصر غيبته ..لذلك فإن هذه الفترة هي أختبار للمؤمن وغربلة للمنتظر الحقيقي ..الذي ينتظر مولاه بصدق فقري عينا حبيبتي ..فإني والله ارى بشائر الظهور عن قريب إن شاء الله ..ولننتبه إلى مزالق الطرق ...التي نستطيع ان نعبدها بعبادتنا ، ونعد أنفسنا لأن أمامنا إمتحان عسير وذلك مابعد الظهور من كثرة العدو .قلة العدد والناصر وشدة الفتن .. فلملمي دموعك غاليتي وأستعدي لذلك اليوم المبارك..الذي هو أت لامحالة وأنا أتطلع إلى ثغره الباسم ..وعيناه اللتان تشع بالأمل ..سكنت روحي ..وهدأت نفسي ..وتساءلت ايتها الشمس العزيزة ..لن تكوني مشرقة هكذا يوم الظهور ...فإن نور إمامي المنتظر ستشع في القلوب والنفوس ...ورايات الحق سنراها خفاقة تعلو كل الرايات . (١)..سورة تبارك ، الآية ٣٠ (٢)..الغيبة للطوسي ، ص ١٦٠ (٣)..الغيبة للطوسي ، ج١ ،ص ١٦٥..١٦٦
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
....أمتحان عسير / نرجس مهدي
تقليص
X
تعليق