اللهم صل على محمد وآل محمد
إضافة إلى صوم البطن والجوارح والأعضاء فكذلك يجب أن يصوم القلب . ولكن مم يصوم القلب ؟ ...أن يصوم من خواطر السوء ومن الصفات الرذيلة .
يعني على الرغم من وجود الرذيلة في القلب لكنه يحول دون تأججها ، فلا يتأجج الحسد ولا يتأجج البخل ولا يتأجج سوء الظن ولا يتأجج التكبر .
يعني أن القلب يصوم عن الالتفات لغير الله ، فالعارف عندما يصوم لا يوجد في
قلبه غير الله .
إن هذا النوع من الصوم ليس لنا ، ولكن الذي يوفق في صومه الشرعي وصومه الأخلاقي يستطيع الوصول إلى هذا المقام آخر شهر رمضان المبارك .
إذا أصر الإنسان - وخاصة الشباب - أن يصل إلى مقام خلوص القلب وصفائه وأن لا
يتحكم بقلبه غير الله ، فإنه يستطيع ذلك .
الصوم في شهر رمضان وجب لهذه الغاية ، وجب لكي يتقدم الإنسان خطوة خطوة ، في اليوم الأول والثاني والعاشر والخامس عشر وليالي القدر وبعد ليالي القدر ، فإذا دقق النظر يرى أنه إضافة إلى أن إرادة البطن والجوارح قد أصبحت بيده ، فقد تلاشت خواطر السوء أيضا .
وكذلك فإن الرذائل رغم عدم اقتلاعها من جذورها لكنها أصبحت تحت سيطرته .
الأصنام تحطمت الواحد تلو الآخر ، فتملك الله قلبه ، وأنار الله قلبه ، وبلغ مرتبة صفاء القلب .
---------------------
الشيخ حسين المظاهري
الفضائل والرذائل
تعليق