حاول الامويون اللعب في المدون التاريخي حتى صارت عملية الخلط والوضع والدس والتهميش إحدى ابرز معالم الاعلام الاموي فحمل المدون لنا أخبارا مليئة بالتناقضات والاختلافات وجميعها سُميت لصالح غايات مرسومةـ فمن هذه الاخبار الكثيرة جاء خبر يتحدث عن زواج الخليفة الثاني من السيدة (أم كلثوم) بنت أمير المؤمنين عليهما السلام وكنيتها (زينب الصغرى) ذكرت بعض المصادر انها ولدت في السنة السادسة ومصادر أخرى تقول أنها ولدت في السنة العاشرة للهجرةـ ثم حضرت كربلاء مع أخيها الحسين بن علي (ع) ثم رجعت الى المدينة مع ابن أخيها زين العابدين(ع) وبقيت هناك حتى توفاها الله وماتت هناك(دائرة المعارف الحسينية).
وعملية إنشاء مثل هذا الخبر وضع لإثبات وجود علاقات ودية وصلات حميمية بين الشخوص المتباينة المواقف لتدارك الفجوات من غصب فدك ونار الباب والمسمار والضلع المكسور ومعظم هذه الأخبار التي ذكرت عن ازواج لا يمكن الاستناد إليها والاعتماد عليها إما لضعف اسنادها ورواتها وإما لتناقضها وتضاربها فهناك الكثير من الروايات تنفي بشدة وقوع مثل هذ الزواج يقول عمر بن أوذينة قيل للصادق عليه السلام أن البعض يقول أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) زوَّج (فلانا) ابنته أم كلثوم !!!
فقال الإمام الصادق عليه السلام: وتقبلون أن علياً أنكح فلاناً لابنته؟ أن قوماً يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل ولا الرشاد.
قال الشيخ المفيد: الخبر الوارد لن يثبت وطريقه من الزبير بن بكار ولم يكن موثوقاً به في النقل وكان مهتماً فيما ذكره من بغضه لأمير المؤمنين عليه السلام فهوغير مأمون وتضارب الحديث مع نفسه واختلف فتارة يروى أن أمير المؤمنين تولى العقد له على ابنته وتارة أخرى على أن تولى ذلك عنه!! وترى مصادر أخرى أنه لم يقع العقد إلا بعد وعيد وتهديد وتارة يروى أنه كان عن اختيار وإيثار حتى تمادت بعض الأخبار حيث ذكروا أنه أولدها ولداً أسماه زيد وبعضهم يقول أن لزيد عقبا ومنهم من يقول أنه وأمه قتلى ومنهم من يرى أن أمه بقيت بعده فهذه الاختلافات تبطل الحديث ،وتمادت بعض هذه المصادر المشبوهة في أمور تتنافى مع الحياة والإيمان ولا تدل إلا على أن القضية مصطنعة لهدف الحط من شأن الإمام علي (ع) وأهل بيته وأن عدداً من العلماء ناقشوا هذا الموضوع من خلال دراسة تحليلية توصلت إلى نفي الخبر
أعجبني
تعليق
مشاركة