بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
(1) روى العلامة الخوارزمي في مقتل الحسين(11) باسناده عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمر الجنة ، أو من شجر الزقوم ، وحتى يرى ملك الموت ، ويراني ويرى عليّاً ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، فان كان يحبّنا قلت : يا ملك الموت أرفق به فانه كان يحبّني وأهل بيتي ، وان كان يبغضني ويبغض أهل بيتي ، قلت : يا ملك الموت شدِّد عليه فانه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي ، لا يحبّنا الاّ مؤمن ولا يبغضنا الا منافق شقيّ(12).
(2) روى شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) عن مسعدة بن صدقة قال :
سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : والله لا يَهلك هالكٌ على حُبِّ علي الا رآه في أحب المواطن اليه ، والله لايهلك هالكٌ على بغض علي الا رآه في أبغض المواطن اليه(13).
(3) روى الميرزا النوري (قدس سره) في دار السلام عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال : ما يموت مُوال لنا ومُبغض لأعدائنا الا ويحضره رسول الله وأميرالمؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين فيراهم ويبشِّرونه ـ الحديث(14).
(4) روى البرقي رحمه الله في المحاسن باسناده عن كليب بن معاوية الأسَدي قال :
قال أبو عبدالله (عليه السلام) : ما بين من وصف هذا الأمر وبين ان يغَتبط ويرى ما تقرُّ به عينه الا ان تبلُغ نفسه هذه فيقُال : أمَّا ما كُنتَ ترجُو فقد قدمت عليه ، وأمّا ما كنت تتخَوف فقد أمنت منه وان امامك لأمام صِدق ، أقدِمْ على رسول الله (صلى الله عليه وآله)وعلي والحسَن والحسين (عليهم السلام)(15).
(5) روى البرقي في المحاسن باسناده عن عبدالله بن الوليد النخعي قال : سمعتُ أبا عبدالله (عليه السلام)يقول : أشهَدُ على أبي (عليه السلام) انه كان يقول :
ما بين أحَدكم وبين ان يغتَبط ويَرى ما تقرُّ به عينه الا ان تَبلغ نفسه هذه ـ وأوما بيده الى حَلقِه ـ وقد قال الله تبارك وتعالى : (ولقَد أرسَلنا رسُلا من قبلك وجَعَلنا لهُم أزواجاً وذُرِّية) فنحن والله ذُرِّية رسول الله صَلّى عليه وآله(16).
(6) روى الشيخ الثقة أبو جَعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي المحدث رحمه الله في المحاسن(17) باسناده عن عبدالحميد بن عواض قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام)يقول :
اذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له أمّا ما كُنتَ تَحزَن من هَمّ الدُنيا وحُزنها فقد أمنت منه ويقال له : أمامك رسول الله صَلّى الله عليه وآله وعلي وفاطمة صلوات الله عليهما(18).
(7) روى البرقي رحمه الله في المحاسن باسناده عن عبدالحميد الطائي قال :
قال أبو عبدالله(عليه السلام) :
انّ أشَدّ مايكون عدوّكم كراهةً لهذا الأمر الى ان بلغت نفسه هذه وأومى بيده الى حلقهِ ، وأشَدّ ما يكون أحدكم أغتباطاً بهذا الأمر اذا بلغت نفسه الى هذه وأومى بيده الى حلقه فينقطع عنه أهوال الدنيا وماكان يُحاذر فيها ويقال : أمامك رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلي وفاطمة (عليهما السلام) ثم قال : أما فاطمة فلا تذكرها(19).
(8) وروى البرقي في المحاسن باسناده عن عبدالله بن أبي يعفور قال :
قال أبو عبدالله (عليه السلام) :
قد استحييت مما أردّد هذا الكلام عليكم ، ما بين أحدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه هذه ، وأهوى بيده الى حنجرته ، يأتيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)فيقولان له : أما ماكنت تخاف منه فقد أمنك الله منه ، وأمّا ما كنت ترجو فامامك(20).
(9) وروى البرقي في المحاسن باسناده عن عقبة بن خالد قال :
دخَلنا على أبي عبدالله (عليه السلام) أنا ومُعَلّى بن خنيس فقال : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة الا هذا الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه الا ان تبلغ نفسه هذه وأومأ بيده الى الوريد ، قال : ثم أتكأ وغمز اليَّ المعلَّى ان سَلْهُ ، فقلت : يابن رسول الله اذا بلغت نفسه هذه فأي شيء يرى ؟
فردّد عليه بضعة عشر مرة أي شَيء يرى ؟ فقال في كلّها : يَرى لا يزيد عليها ، ثم جلس في آخرها ، فقال : يا عقبة ، قلت : لبيَّك وسعديك ، فقال : أبَيتَ الا ان تعلم ؟ فقلت : نعم يابن رسول الله انما ديني مع دمي فاذا ذهَبَ دمي كان ذلك وكيف بك يابن رسول الله كل ساعة وبكيت ، فَرَقَّ لي فقال : يَراهما والله ، قلت : بأبي أنت وأمي من هُما ؟
فقال : ذاك رسول الله صَلّى عليه وآله وعلي عليه السلام ، يا عقبة لن تموتَ نفسٌ مؤمنة أبَداً حتى تراهُما.
قلت : فاذا نظر اليهما المؤمن أيرجع الى الدنيا ؟
قال : لا ، بل يمضي أمامه .
فقلت له : يقولان شيئاً جُعِلتُ فداك ؟
فقال : نعم ، يدخلان جميعاً على المؤمن فيجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند رأسه وعلي (عليه السلام) عند رجليه فيكب ّ عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول : يا وَلي الله أبشر أنا رسول الله ، اني خَيرٌ لك مما تتَرُك من الدنيا ، ثم ينهض رسول الله ، فيقدم عليه علي صلوات الله عليه حتى يكبّ عليه فيقول : يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبّني ، أما لأنفعنّكَ .
ثم قال أبو عبدالله (عليه السلام) : أما ان هذا في كتاب الله عَزّوجَلّ .
قلت : أين هذا جُعِلتُ فداك من كتاب الله ؟
قال : في سورة يونس ، قول الله تبارك وتعالى ههنا : (الذين آمنوا وكانوا يَتّقُونَ لهُم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم)(21).
(10) روى البرقي في المحاسن باسناده عن قتيبة الأعشى ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال :
أما ان أحوج ما تكونون فيه الى حُبّنا حينَ تبلُغ نفس أحدكم هذه ـ وأومى بيده الى نحره ـ ثم قال : لا ،بل الى ههنا ـ وأومى بيده الى حنجرته ـ فيَأتيه البشير فيقول : أمّا ما كنت تخافه فقد أمنت منه(22).
(11) وروى البرقي في المحاسن ، باسناده عن بشير الكناسي ، قال :
دخلنا على أبي عبدالله (عليه السلام) فقال : حدِّث أصحابكم ان أبي كان يقول : ما بين أحدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلُغ نفسه هذه ـ وأومى الى حَلقِه ـ(23).
(12) روى العلامة المحدث البرقي رحمه الله في المحاسن باسناده عن مصعب الكوفي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) انه قال لسدير :
والذي بعث محمداً بالنُبوَّةِ وعجَّلَ بروحِهِ الى الجنة ، ما بين أحدكم وبين ان يغَتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة والحسَرة الا ان يُعاين ما قال الله عَزّوجَلّ في كتابه : (عَن اليمين وعن الشمال قعيد) وأتاه ملك الموت يقبض روحه فينادي روحه فتخرج من جسده ، فأما المؤمن فما يحس بخروجها وذلك قول الله تبارك وتعالى : (يا أيِّتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربِّكِ راضيةً مرضيةً فادُخلي في عبادي وادخُلي جَنَّتي) ثم قال : ذلك لمن كان ورعاً مواسياً لأخوانه وَصُولا لهم ، وان كان غير ورع ولا وَصُولا لأخوانه قيل له : ما منعك من الورَع والمواساة لأخوانك ؟ أنت ممن انتَحَلَ المحبة بلسانه ولم يصدّق ذلك بفعل . واذا لقى رسول الله صَلى عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه لقيهما معرضين ، مقطّبين في وجهه ، غير شافعين له .
قال سدير : من جدع الله انفه .
قال أبو عبدالله (عليه السلام) : فهو ذلك(24).
(13) روى العلامة المحدث الحويزي أعلا الله مقامه في تفسيره نور الثقلين عن ابن أبي يعفور قال(25):
كان خطاب الجهني خليطاً لنا وكان شديد النَصب لآل محمد (صلى الله عليه وآله) ، وكان يصحب نجدة الحروري ، قال : فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية ، فاذا هو مُغمى عليه في حدِّ الموت ، فسمعته يقول : مالي ولك ياعلي (عليه السلام) .
فأخبَرتُ بذلك أبا عبدالله (عليه السلام) ، فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : رآه ورب الكعبة ، رآه ورب الكعبة(26).
(14) روى الشيخ الصدوق أعلا الله مقامه باسناده عن سدير قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : جُعِلتُ فداك يابن رسول الله هل يُكره المؤمن على قبض روحه ؟ قال : لا ، الا اذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت : يا وليّ الله لا تَجزَع فوالذي بعث محمداً بالحَقِّ لأَنا أبَرُّ بِكَ وأشفَقُ عليك من الوالد الرحيم لولده حين حضره ، إفتح عينيك وانظر ، قال : ويمثل له رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) هم رفقاؤك .
قال : فيفتح عينيه وينظر ، وتنادى روحُه من قبل العرش : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى محمد وأهل بيته وادخُلي جَنتي .
قال : فما من شيء أحَبُّ اليه من أنسلال روحه واللحوق بالمنادي(27).
(15) وروى العلامة المجلسي رحمه الله بالأسناد عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) ، ما يُصنَع بأحَدنا عند المَوت ؟ قال : أما والله يا أبا حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله منا الا ان يبلغ نفسه ههنا ـ ثم أهوى بيده الى نحره ـ ; الا أبشرِّك يا أباحمزة ؟ فقلت : بلى جُعِلتُ فداك ، فقال : اذا كان ذاك أَتاهُ رسُول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) معه يقعُد عند رأسه فقال له ـ اذا كان ذلك ـ رسول الله(صلى الله عليه وآله) : أما تعرفني ؟ أنا رسول الله هلُمّ الينا فما أمامَكَ خيرٌ لَكَ ممّا خَلّفت ، أما ما كنت تخاف فقد أمنته ، وأما ما كُنتَ ترجُو فقد هَجَمْت عليه ، أيَّتها الروح اخرجي الى روح الله ورضوانه ، ويقول له علي (عليه السلام) مثل قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
ثم قال : يا أباحمزة الا أخبرك بذلك من كتاب الله ؟ قول الله : الذين آمنوا وكانوا يتقون ـ الآية(28).
أمير المؤمنين (عليه السلام) وبشارته للحارث الهمداني
(16) وروى العلامة أبو جعفر الطبري رحمه الله باسناده عن أبي خالد الكابلي عن الأصبغ بن نباتة قال :
دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نفر من الشيعة وكُنتُ فيهم ، فجَعَل الحارث يتلَوّذ في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضاً فدخل ، فأقبل عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت له منزلة منه ، فقال : كيف نجدُك يا حارث ؟
فقال : نالَ مني الدهر يا أمير المؤمنين ، وزادني غليلا اختصام أصحابك ببابك .
قال : وفيم خصومتهم ؟
قال : في شَأنك والثلاثة من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد وال ومن متردِّد مُرتاب لا يَدري أيقدم أم يحجم !
قال (عليه السلام) : فحسَبُكَ يا أخا همدان ، الا ان خير شيعتي النَمط الأوسط ، اليهم يرجَع الغالي وبهم يلحق التالي .
فقال له الحارث : لو كشفتَ فداك أبي وأمي الرَيب عن قلوبنا وجَعَلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا !
قال : فذاك فانه أمرٌ ملبوسٌ عليه ، انَّ دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحَقّ ، فاعرف الحق تعرف أهله ، يا حار ان الحق أحسَن الحديث والصادعُ به مجاهد وبالحَقِّ أخبرك ، فأعرني سَمَعكَ ثُمَّ خَبِّربه من كان له حصافة من أصحابك .
الا اني عَبدُ الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصِدِّيقه الأكبر ، صَدّقته وآدم بين الروُح والجَسَد ، ثم أني صِدِّيقه الأَوّل في أمّتكم حقّاً ، فنَحنُ الأوّلون ونحنُ الآخرون ، الا واني خاصَّته يا حارث وصنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه ، أوتيتُ فَهم الكتاب وفَصْل الخطاب وعلم القرآن ، واستودعتُ الف مفتاح يفتح كل مفتاح الف باب يفضي كل باب الى الف الف عهد ، وأُيِّدتُ ـ أو قال : وأُمددِتُ ـ بليلة القدر نفلا ، وان ذلك ليجري لي والمستحفظين من ذرِّيتي كما يجري الليل والنهار حتى يرث الله الأرضَ ومَن عليها .
وأُنشِدك يا حارث ، لتعرفني ووَليّي وعدوّي في مواطن شتى ; لتعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحَوض ، وعند المقاسمة .
قال الحارث : ماالمقاسمة يا مَولاي؟
قال (عليه السلام) : مُقاسَمَة النار ، أقاسُمها قسمةً صحاحاً أقولُ هذا وَليّي وهذا عدوّي ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال : ياحارث أخَذَت بيدك كما أخَذَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيدي فقال لي واشتكيتُ اليه (صلى الله عليه وآله) حسدة قريش والمنافقين : انه اذا كان يوم القيامة أخذتُ بحَبل الله أو بحُجْزَتِهِ ـ يعني عصمة من ذي العرش ـ وأخَذْتَ أنت يا علي بحُجْزتي وأخَذَت ذرِّيّتُك بحُجزتك وأخَذَتْ شيعتكم بحُجزتكم ، فماذا يصنع الله عزوجل بنبيُّه وماذا يصنع نبيُّه بوَصِيِّه ، خُذها اليكَ يا حارث قصيرة من طويلة ، أنتَ مع من أحَببَتَ ولَكَ ما أكتسبتَ ، قالها ثلاثاً .
فقال الحارث وقام يجرُّ رداءه جَذِلا : لا أبالي وربي بعد هذا متى لَقيتُ الموت أو لقيني .
قال جميل بن صالح : فأنشَدَني أبو هاشم السيد بن محمد في كلمة له :
قول عَلي لحارث عَجَبُ *** كَمْ ثَمّ أعجُوبَة له حَمَلا
يا حار همدان مَن يمُتْ يَرَني *** من مؤمن أو مُنافق قبلا
يَعرفُني طَرْفُهُ وأعْرفُهُ *** بعَينِهِ واسمه وما عَمَلا
وأنتَ عند الصراط تعرفني *** فلا تَخَفْ عَثرةً ولا زَلَلا
أسقيكَ من بارد على ظَمَأ *** تَخالُهُ في الحَلاوة العَسَلا
أقولُ للنار حين توقف *** للعرض على حَرِّها دَعي الرَجُلا
دَعيهِ لا تقربيه ان لَهُ *** حَبْلا بحَبْلِ الوصي متصلا
هذا لنا شيعة وشيعتنا *** أعطاني اللهُ فيهم الأمَلا(29)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
(1) روى العلامة الخوارزمي في مقتل الحسين(11) باسناده عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
والذي نفسي بيده لا تفارق روح جسد صاحبها حتى يأكل من ثمر الجنة ، أو من شجر الزقوم ، وحتى يرى ملك الموت ، ويراني ويرى عليّاً ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، فان كان يحبّنا قلت : يا ملك الموت أرفق به فانه كان يحبّني وأهل بيتي ، وان كان يبغضني ويبغض أهل بيتي ، قلت : يا ملك الموت شدِّد عليه فانه كان يبغضني ويبغض أهل بيتي ، لا يحبّنا الاّ مؤمن ولا يبغضنا الا منافق شقيّ(12).
(2) روى شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) عن مسعدة بن صدقة قال :
سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : والله لا يَهلك هالكٌ على حُبِّ علي الا رآه في أحب المواطن اليه ، والله لايهلك هالكٌ على بغض علي الا رآه في أبغض المواطن اليه(13).
(3) روى الميرزا النوري (قدس سره) في دار السلام عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال : ما يموت مُوال لنا ومُبغض لأعدائنا الا ويحضره رسول الله وأميرالمؤمنين والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين فيراهم ويبشِّرونه ـ الحديث(14).
(4) روى البرقي رحمه الله في المحاسن باسناده عن كليب بن معاوية الأسَدي قال :
قال أبو عبدالله (عليه السلام) : ما بين من وصف هذا الأمر وبين ان يغَتبط ويرى ما تقرُّ به عينه الا ان تبلُغ نفسه هذه فيقُال : أمَّا ما كُنتَ ترجُو فقد قدمت عليه ، وأمّا ما كنت تتخَوف فقد أمنت منه وان امامك لأمام صِدق ، أقدِمْ على رسول الله (صلى الله عليه وآله)وعلي والحسَن والحسين (عليهم السلام)(15).
(5) روى البرقي في المحاسن باسناده عن عبدالله بن الوليد النخعي قال : سمعتُ أبا عبدالله (عليه السلام)يقول : أشهَدُ على أبي (عليه السلام) انه كان يقول :
ما بين أحَدكم وبين ان يغتَبط ويَرى ما تقرُّ به عينه الا ان تَبلغ نفسه هذه ـ وأوما بيده الى حَلقِه ـ وقد قال الله تبارك وتعالى : (ولقَد أرسَلنا رسُلا من قبلك وجَعَلنا لهُم أزواجاً وذُرِّية) فنحن والله ذُرِّية رسول الله صَلّى عليه وآله(16).
(6) روى الشيخ الثقة أبو جَعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي المحدث رحمه الله في المحاسن(17) باسناده عن عبدالحميد بن عواض قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام)يقول :
اذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له أمّا ما كُنتَ تَحزَن من هَمّ الدُنيا وحُزنها فقد أمنت منه ويقال له : أمامك رسول الله صَلّى الله عليه وآله وعلي وفاطمة صلوات الله عليهما(18).
(7) روى البرقي رحمه الله في المحاسن باسناده عن عبدالحميد الطائي قال :
قال أبو عبدالله(عليه السلام) :
انّ أشَدّ مايكون عدوّكم كراهةً لهذا الأمر الى ان بلغت نفسه هذه وأومى بيده الى حلقهِ ، وأشَدّ ما يكون أحدكم أغتباطاً بهذا الأمر اذا بلغت نفسه الى هذه وأومى بيده الى حلقه فينقطع عنه أهوال الدنيا وماكان يُحاذر فيها ويقال : أمامك رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلي وفاطمة (عليهما السلام) ثم قال : أما فاطمة فلا تذكرها(19).
(8) وروى البرقي في المحاسن باسناده عن عبدالله بن أبي يعفور قال :
قال أبو عبدالله (عليه السلام) :
قد استحييت مما أردّد هذا الكلام عليكم ، ما بين أحدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه هذه ، وأهوى بيده الى حنجرته ، يأتيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)فيقولان له : أما ماكنت تخاف منه فقد أمنك الله منه ، وأمّا ما كنت ترجو فامامك(20).
(9) وروى البرقي في المحاسن باسناده عن عقبة بن خالد قال :
دخَلنا على أبي عبدالله (عليه السلام) أنا ومُعَلّى بن خنيس فقال : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة الا هذا الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه الا ان تبلغ نفسه هذه وأومأ بيده الى الوريد ، قال : ثم أتكأ وغمز اليَّ المعلَّى ان سَلْهُ ، فقلت : يابن رسول الله اذا بلغت نفسه هذه فأي شيء يرى ؟
فردّد عليه بضعة عشر مرة أي شَيء يرى ؟ فقال في كلّها : يَرى لا يزيد عليها ، ثم جلس في آخرها ، فقال : يا عقبة ، قلت : لبيَّك وسعديك ، فقال : أبَيتَ الا ان تعلم ؟ فقلت : نعم يابن رسول الله انما ديني مع دمي فاذا ذهَبَ دمي كان ذلك وكيف بك يابن رسول الله كل ساعة وبكيت ، فَرَقَّ لي فقال : يَراهما والله ، قلت : بأبي أنت وأمي من هُما ؟
فقال : ذاك رسول الله صَلّى عليه وآله وعلي عليه السلام ، يا عقبة لن تموتَ نفسٌ مؤمنة أبَداً حتى تراهُما.
قلت : فاذا نظر اليهما المؤمن أيرجع الى الدنيا ؟
قال : لا ، بل يمضي أمامه .
فقلت له : يقولان شيئاً جُعِلتُ فداك ؟
فقال : نعم ، يدخلان جميعاً على المؤمن فيجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند رأسه وعلي (عليه السلام) عند رجليه فيكب ّ عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول : يا وَلي الله أبشر أنا رسول الله ، اني خَيرٌ لك مما تتَرُك من الدنيا ، ثم ينهض رسول الله ، فيقدم عليه علي صلوات الله عليه حتى يكبّ عليه فيقول : يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبّني ، أما لأنفعنّكَ .
ثم قال أبو عبدالله (عليه السلام) : أما ان هذا في كتاب الله عَزّوجَلّ .
قلت : أين هذا جُعِلتُ فداك من كتاب الله ؟
قال : في سورة يونس ، قول الله تبارك وتعالى ههنا : (الذين آمنوا وكانوا يَتّقُونَ لهُم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم)(21).
(10) روى البرقي في المحاسن باسناده عن قتيبة الأعشى ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال :
أما ان أحوج ما تكونون فيه الى حُبّنا حينَ تبلُغ نفس أحدكم هذه ـ وأومى بيده الى نحره ـ ثم قال : لا ،بل الى ههنا ـ وأومى بيده الى حنجرته ـ فيَأتيه البشير فيقول : أمّا ما كنت تخافه فقد أمنت منه(22).
(11) وروى البرقي في المحاسن ، باسناده عن بشير الكناسي ، قال :
دخلنا على أبي عبدالله (عليه السلام) فقال : حدِّث أصحابكم ان أبي كان يقول : ما بين أحدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلُغ نفسه هذه ـ وأومى الى حَلقِه ـ(23).
(12) روى العلامة المحدث البرقي رحمه الله في المحاسن باسناده عن مصعب الكوفي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) انه قال لسدير :
والذي بعث محمداً بالنُبوَّةِ وعجَّلَ بروحِهِ الى الجنة ، ما بين أحدكم وبين ان يغَتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة والحسَرة الا ان يُعاين ما قال الله عَزّوجَلّ في كتابه : (عَن اليمين وعن الشمال قعيد) وأتاه ملك الموت يقبض روحه فينادي روحه فتخرج من جسده ، فأما المؤمن فما يحس بخروجها وذلك قول الله تبارك وتعالى : (يا أيِّتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربِّكِ راضيةً مرضيةً فادُخلي في عبادي وادخُلي جَنَّتي) ثم قال : ذلك لمن كان ورعاً مواسياً لأخوانه وَصُولا لهم ، وان كان غير ورع ولا وَصُولا لأخوانه قيل له : ما منعك من الورَع والمواساة لأخوانك ؟ أنت ممن انتَحَلَ المحبة بلسانه ولم يصدّق ذلك بفعل . واذا لقى رسول الله صَلى عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه لقيهما معرضين ، مقطّبين في وجهه ، غير شافعين له .
قال سدير : من جدع الله انفه .
قال أبو عبدالله (عليه السلام) : فهو ذلك(24).
(13) روى العلامة المحدث الحويزي أعلا الله مقامه في تفسيره نور الثقلين عن ابن أبي يعفور قال(25):
كان خطاب الجهني خليطاً لنا وكان شديد النَصب لآل محمد (صلى الله عليه وآله) ، وكان يصحب نجدة الحروري ، قال : فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية ، فاذا هو مُغمى عليه في حدِّ الموت ، فسمعته يقول : مالي ولك ياعلي (عليه السلام) .
فأخبَرتُ بذلك أبا عبدالله (عليه السلام) ، فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : رآه ورب الكعبة ، رآه ورب الكعبة(26).
(14) روى الشيخ الصدوق أعلا الله مقامه باسناده عن سدير قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : جُعِلتُ فداك يابن رسول الله هل يُكره المؤمن على قبض روحه ؟ قال : لا ، الا اذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت : يا وليّ الله لا تَجزَع فوالذي بعث محمداً بالحَقِّ لأَنا أبَرُّ بِكَ وأشفَقُ عليك من الوالد الرحيم لولده حين حضره ، إفتح عينيك وانظر ، قال : ويمثل له رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) هم رفقاؤك .
قال : فيفتح عينيه وينظر ، وتنادى روحُه من قبل العرش : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى محمد وأهل بيته وادخُلي جَنتي .
قال : فما من شيء أحَبُّ اليه من أنسلال روحه واللحوق بالمنادي(27).
(15) وروى العلامة المجلسي رحمه الله بالأسناد عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) ، ما يُصنَع بأحَدنا عند المَوت ؟ قال : أما والله يا أبا حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله منا الا ان يبلغ نفسه ههنا ـ ثم أهوى بيده الى نحره ـ ; الا أبشرِّك يا أباحمزة ؟ فقلت : بلى جُعِلتُ فداك ، فقال : اذا كان ذاك أَتاهُ رسُول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) معه يقعُد عند رأسه فقال له ـ اذا كان ذلك ـ رسول الله(صلى الله عليه وآله) : أما تعرفني ؟ أنا رسول الله هلُمّ الينا فما أمامَكَ خيرٌ لَكَ ممّا خَلّفت ، أما ما كنت تخاف فقد أمنته ، وأما ما كُنتَ ترجُو فقد هَجَمْت عليه ، أيَّتها الروح اخرجي الى روح الله ورضوانه ، ويقول له علي (عليه السلام) مثل قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
ثم قال : يا أباحمزة الا أخبرك بذلك من كتاب الله ؟ قول الله : الذين آمنوا وكانوا يتقون ـ الآية(28).
أمير المؤمنين (عليه السلام) وبشارته للحارث الهمداني
(16) وروى العلامة أبو جعفر الطبري رحمه الله باسناده عن أبي خالد الكابلي عن الأصبغ بن نباتة قال :
دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نفر من الشيعة وكُنتُ فيهم ، فجَعَل الحارث يتلَوّذ في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضاً فدخل ، فأقبل عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت له منزلة منه ، فقال : كيف نجدُك يا حارث ؟
فقال : نالَ مني الدهر يا أمير المؤمنين ، وزادني غليلا اختصام أصحابك ببابك .
قال : وفيم خصومتهم ؟
قال : في شَأنك والثلاثة من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد وال ومن متردِّد مُرتاب لا يَدري أيقدم أم يحجم !
قال (عليه السلام) : فحسَبُكَ يا أخا همدان ، الا ان خير شيعتي النَمط الأوسط ، اليهم يرجَع الغالي وبهم يلحق التالي .
فقال له الحارث : لو كشفتَ فداك أبي وأمي الرَيب عن قلوبنا وجَعَلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا !
قال : فذاك فانه أمرٌ ملبوسٌ عليه ، انَّ دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحَقّ ، فاعرف الحق تعرف أهله ، يا حار ان الحق أحسَن الحديث والصادعُ به مجاهد وبالحَقِّ أخبرك ، فأعرني سَمَعكَ ثُمَّ خَبِّربه من كان له حصافة من أصحابك .
الا اني عَبدُ الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصِدِّيقه الأكبر ، صَدّقته وآدم بين الروُح والجَسَد ، ثم أني صِدِّيقه الأَوّل في أمّتكم حقّاً ، فنَحنُ الأوّلون ونحنُ الآخرون ، الا واني خاصَّته يا حارث وصنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه ، أوتيتُ فَهم الكتاب وفَصْل الخطاب وعلم القرآن ، واستودعتُ الف مفتاح يفتح كل مفتاح الف باب يفضي كل باب الى الف الف عهد ، وأُيِّدتُ ـ أو قال : وأُمددِتُ ـ بليلة القدر نفلا ، وان ذلك ليجري لي والمستحفظين من ذرِّيتي كما يجري الليل والنهار حتى يرث الله الأرضَ ومَن عليها .
وأُنشِدك يا حارث ، لتعرفني ووَليّي وعدوّي في مواطن شتى ; لتعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحَوض ، وعند المقاسمة .
قال الحارث : ماالمقاسمة يا مَولاي؟
قال (عليه السلام) : مُقاسَمَة النار ، أقاسُمها قسمةً صحاحاً أقولُ هذا وَليّي وهذا عدوّي ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال : ياحارث أخَذَت بيدك كما أخَذَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيدي فقال لي واشتكيتُ اليه (صلى الله عليه وآله) حسدة قريش والمنافقين : انه اذا كان يوم القيامة أخذتُ بحَبل الله أو بحُجْزَتِهِ ـ يعني عصمة من ذي العرش ـ وأخَذْتَ أنت يا علي بحُجْزتي وأخَذَت ذرِّيّتُك بحُجزتك وأخَذَتْ شيعتكم بحُجزتكم ، فماذا يصنع الله عزوجل بنبيُّه وماذا يصنع نبيُّه بوَصِيِّه ، خُذها اليكَ يا حارث قصيرة من طويلة ، أنتَ مع من أحَببَتَ ولَكَ ما أكتسبتَ ، قالها ثلاثاً .
فقال الحارث وقام يجرُّ رداءه جَذِلا : لا أبالي وربي بعد هذا متى لَقيتُ الموت أو لقيني .
قال جميل بن صالح : فأنشَدَني أبو هاشم السيد بن محمد في كلمة له :
قول عَلي لحارث عَجَبُ *** كَمْ ثَمّ أعجُوبَة له حَمَلا
يا حار همدان مَن يمُتْ يَرَني *** من مؤمن أو مُنافق قبلا
يَعرفُني طَرْفُهُ وأعْرفُهُ *** بعَينِهِ واسمه وما عَمَلا
وأنتَ عند الصراط تعرفني *** فلا تَخَفْ عَثرةً ولا زَلَلا
أسقيكَ من بارد على ظَمَأ *** تَخالُهُ في الحَلاوة العَسَلا
أقولُ للنار حين توقف *** للعرض على حَرِّها دَعي الرَجُلا
دَعيهِ لا تقربيه ان لَهُ *** حَبْلا بحَبْلِ الوصي متصلا
هذا لنا شيعة وشيعتنا *** أعطاني اللهُ فيهم الأمَلا(29)
تعليق