إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرسول الأكرم(ص) قائدنا لمحاربة الإلحاد القسم الثاني نرجس هاشم الرميثي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرسول الأكرم(ص) قائدنا لمحاربة الإلحاد القسم الثاني نرجس هاشم الرميثي


    ظهرت بوادر الإلحاد في مجتمعاتنا المسلمة، ليعلوا صداها تارة، ويخف تارة أخرى، الأمر الذي يدعو للوقوف وقفة جادة؛ لأننا أمام خطر ليس على المستوى الفكري، بل هو انسلاخ من الحضارة والتاريخ وهدر الموروث.
    نحن اليوم لا نقصد الفلاسفة الذين قادتهم أبحاثهم إلى طريق مسدود، بل نحاول معالجة مجتمع استجاب لهذه الفلسفات الفاسدة، لذلك لابد الغوص في أسباب انحدار شبابنا نحو هذه الأفكار، وفي أسباب استجابة المجتمع لها، فليس الجميع سيعلنون إلحادهم، بل البعض تختبئ أفكار الإلحاد في دواخلهم، وجزء آخر يؤمنون بغير وعي بالكثير من مفردات هذه الظاهرة.
    نحن إذا عدنا لتاريخ هذا الظاهرة، فهي ظهرت أعقاب الثورة الفرنسية، وفي عهد كيبرنيكوس ودارون.. وهو بداية اكتشاف كروية الأرض الحادثة التي زلزلت الكنيسة، إضافة للتدهور الكبير في معيشة الفرد، وانهيار حقوق الانسان، توجه الناس لينالوا حقوقهم فلم يجدوا في الكنيسة الناطق بلسان فقرهم واحتياجهم، لذلك انحدرت أعداد كبيرة من الناس للإلحاد.
    وكان من أهم الأسباب عدم حصول الناس على حياة كريمة حقيقية تحت ظل الدين، بل إن أوربا عجت بالحروب إلى أن وصل الناس إلى قناعة حقيقية بترك الدين، وحتى إن لم يكن المعنى الحقيقي للإلحاد، ولكن آمنوا بعزل الدين نهائياً عن الحياة والأمور السياسية، هذه القناعة بدأت تتسرب إلى مجتمعاتنا؛ بسبب الظروف المعيشية.
    الكثير من النظريات التي فسرت الظواهر العالمية بعيدا عن الله وجدت صدى لها من المجتمع المثقل الذي طلب حياة أفضل، دون تسلط بعض الفئات عليه.
    الكثير من العوامل شاركت في فقر المجتمع، وتعاضدت لتخرج لنا بعاصفة تسلب الأجيال إيمانها بالله، ولكن هذه التيارات سوف تخمد مهما علا نجمها؛ لأن فطرة الشعوب الغالبة ستقودها إلى رحاب الرحمة الالهية، لن يجدوا تفسيراً لذلك مهما تفلسفوا؛ لأن الله تعالى مفطور في قلوبنا وأرواحنا مهما علت نعرات الإلحاد.
    المؤرخ الإغريقي بلوتارك يثير نقطة مهمة حين يقول: "لقد وجدت في التاريخ مدنا بلا حصون، ومدنا بلا قصور، ومدنا بلا مدارس، ولكن لم أجد مدنا بلا معابد".
    فالإلحاد لا تاريخ له، وحتى دعاته أنكروه بفترات حياتهم، يذكر ديورانت: "بأن الدين كظاهرة تعم البشر جميعا هو اعتقاد سليم". (كتاب الحضارة: ج 38/ ص214).
    والإلحاد بالأصل ظاهرة منكرة في المجتمعات، الأنظمة والمجتمعات لم تتقبل الانسان الملحد ليس لكونها متطرفة ضده، بل لأن الإلحاد ليس له واقع تطبيقي، فالملحدون حينما ينفون وجود الله فهم يسقطون الاديان التي رسخت في عقلية الشعوب.
    لذلك الملحدون حين ينفون الاديان ويحاربونها، هم لا يجدون بديلاً تطبيقياً حقيقياً على الواقع، بحيث يكون المجتمع أفضل دون الله تعالى، بل هم بهذا التيار يسوقون المجتمع لكارثة انفكاكهم عن أي رادع داخلي، على ذلك يكون المجتمع البعيد عن الله مجتمعا مسلوب الأخلاق، ومجتمعا بلا قيم.
    لذلك الإلحاد مهما علت وتيرته، سيرجع للاندثار بمجرد زوال أسبابه؛ لأن المجتمعات لن تقبله أبداً.. فطبيعة الانسان التي تخالجه تحتم عليه العودة إلى الرب الراعي والحامي، ولكن اليوم نحتاج أنفاس الرسول الرسالية التي حوت الناس بإحقاق المنهج الالهي العادل، بإحقاق الدين الذي ألفه الناس وليس الذي أشعل الضغائن بينهم، فالإلحاد شيء شاذ وسيبقى شاذا.
    فظاهرة كالإلحاد ظهرت من بطون فلسفة فاسدة، وانتشرت إلى حد معين؛ بسبب الوضع الذي عانت منه الشعوب إلى عوامل فكرية تصدى لها العلماء الذين اسكتوا كل حركات الإلحاد وأعادوا الناس للإسلام، ومهما مرت العواصف، فإن استحضار استراتيجيات الرسول محمد (ص) كافية بمعالجة الانحرافات الفكرية.
    أعجبني
    تعليق
    مشاركة​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X