إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما أصاب القوم من السعادة والشقاء هو ممّا عملت أيديهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما أصاب القوم من السعادة والشقاء هو ممّا عملت أيديهم

    ان الله تعالى لا يغير نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ﴿ ...إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ ... سورة الرعد، الآية: 11.

    يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره:
    تبيّن الجملة ﴿
    إنّ الله لا يغيّر ما بقوم والتي جاءت في موردين متفاوتين في القرآن الكريم، أنّها قانون عام، قانون حاسم ومنذر!
    هذا القانون الذي هو واحد من القوانين الأساسيّة لعلم الإجتماع في الإسلام، يقول لنا: إنّ ما يصيبكم هو من عند أنفسكم، وما أصاب القوم من السعادة والشقاء هو ممّا عملت أيديهم، وما يقال من الحظّ والصدفة وما يحتمله المنجّمون ليس له أساس من الصحّة، فالأساس والقاعدة هي إرادة الأُمّة إذا أرادت العزّة والإفتخار والتقدّم، أو العكس إن أرادت هي الذلّة والهزيمة، حتّى اللطف الإلهي أو العقاب لا يكون إلاّ بمقدّمة. فتلك إرادة الاُمم في تغيير ما بأنفسهم حتّى يشملهم اللطف أو العذاب الإلهي
    ​وبتعبير آخر: إنّ هذا الأصل القرآني الذي يبيّن واحداً من أهمّ المسائل الإجتماعية في الإسلام، يؤكّد لنا أن أي تغيير خارجي للاُمم مرتبط بالتغيير الداخلي لها، وأي نجاح أو فشل يصيب الأُمّة ناشىء من هذا الأمر، والذين يبحثون عن العوامل الخارجية لتبرير أعمالهم وتصرّفاتهم ويعتبرون القوى المستعمرة والمتسلّطة هي السبب في شقائهم يقعون في خطأ كبير، لأنّ هذه القوى الجهنميّة لا تستطيع أن تفعل شيئاً إذا لم تكن لديها قدرة ومركز في داخل المجتمع.

    المهمّ أن نطهّر مجتمعاتنا من هذه المقرّات والمراكز للمستعمرين ولا نجعلها تنفذ في داخل مجتمعنا، فهؤلاء بمنزلة الشياطين، ونحن نعلم أنّ الشيطان ليس له سبيل على عباد الله المخلصين، فهو يتسلّط على الذي مهّد له السبيل في داخله.

    يقول هذا الأصل القرآني: إنّنا يجب أن نثور من الداخل كي نُنهي حالة الشقاء والحرمان، ثورة فكرية وثقافية، ثورة إيمانيّة وأخلاقية، وأثناء وقوعنا في مخالب الشقاء يجب أن نبحث فوراً عن نقاط الضعف فينا، ونطهّر أنفسنا منها بالتوبة والرجوع إلى الله، ونبدأ حياة جديدة مفعمة بالنّور والحركة، كي نستطيع في ظلّها أن نبدّل الهزيمة إلى نصر، لا أن نخفي نقاط الضعف وعوامل الهزيمة هذه ونبحث عنها في خارج المجتمع ونظلّ ندور في الطرق الملتوية
    .​تفسير الأمثل، ج : 7 ص: 356.
    والثورة الأخلاقية هي برفض كل مظاهر العصيان وفعل الذنوب وشكر النعمة العظيمة التي بذلها الله تعالى لعباده؛ وذلك لأن البناء الالهى قائم على عدم سلب النعمة المعطاة إلا إذا قام العبد بما يخالف تلك النعمة ..


    كان في أيام الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) رجل اشتهر بين الناس بالفضل والإحسان ، فكانوا يعظمونه ويحترمونه ، لكنه في حقيقة الأمر كان غير ذلك.

    وذات مرة رآه الإمام الصادق (عليه السلام) في مجلس وقد أحدق به خلق كثير، فدنا منه متنكراً ، فوجد الناس مسحورين به وبكلامه ، وما زال يراوغهم حتى فارقهم .

    ولما إنفض المجلس تبعه الإمام (عليه السلام) خفيةً حتى يعلم حقيقته وأين يذهب.

    وبعد برهة رآه يقف أمام دكّان خباز ، وماهي إلا لحظة حتى غافل الخباز وسحب رغيفين ووضعهما في كيسه ، وتابع طريقه.

    فتعجب الإمام منه وقال في نفسه : لعله كان قد إشتراهما سابقاً ودفع ثمنهما سلفاً ، ولكن لماذا أخذهما خفية ؟

    ثم لم يزل يتابعه حتى مر على مريض فأعطاه أحد الرغيفين ، واستبقى لنفسه الآخر.

    وعندها إقترب منه الإمام الصادق (عليه السلام) وقال له : لقد رأيت منك اليوم عملاً عجيباً ، فكيف فعلت ذلك ؟

    فنظر الرجل اليه وهو ملثم ، وقال : ألست جعفر بن محمد ، بلى، حدسك صحيح، أنا جعفر بن محمد.

    فقال الرجل : أنت ابن رسول الله ولك حسب ونسب أصيل ، ولكن ما ينفعك شرف اصلك مع جهلك؟!

    فقال (عليه السلام) : وأي جهلٍ رأيته مني؟

    قال : جهلت قول الله (عز وجل): ﴿
    مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ سورة الأنعام، الآية: 160 .

    وإني لما سرقت الرغيفين إقترفت سيئتين ، ولما تصدقت برغيف منها كان لي عشر حسنات ، فيكون لي مع ربي ثماني حسنات!

    فقال له الإمام الصادق (عليه السلام): ثكلتك امك يا جاهل ، أو ما سمعت قول الله تعالى : ﴿
    إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ سورة المائدة، الآية: 27.

    فحسابك باطل ، فأنت لما سرقت رغيفين ارتكبت سيئتين ، ولما دفعت احدما الى غير صاحبهما وبغير رضا منه ، كنت أضفت سيئة فوق السيئتين فصارت ثلاثاً ، ولم تأخذ اية حسنه على عملك ، لأن ما اسس على خطأ فلا يعطي الا الخطأ ، والله لا يمكن أن يطاع عن طريق معصيته ، وإن الله طيب ولا يقبل الا طيباً ، وكما قال النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) : (( لا يطاع الله من حيث يعصى)).

    وعندما انتهى الإمام عليه السلام من نقل هذه القصة إلى أصحابه توجه إليهم وقال:(بمثل هذا التأويل القبيح المستنكر يضلّون ويضلّون) وسائل الشيعة، ج2، ص57.
    فالذى يرى في نفسه هداية واستقامة نسبية، ثم يتوجه إلى المنكر،
    فانه سيصل الى مرحلة لا يجد فيها حلاوة الايمان في قلبه،
    بل قد يرى حلاوة الباطل في نفسه الميالة الى الشهوات
    ! ..

    sigpic

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X