اللهم صل على محمد وآل محمد
حين نتوجه إلى الله تعالى بالدعاء تختلف درجات تفاعلنا وحالاتنا.
نتمنى أن نصل إلى درجة التفاعل والخشوع والشعور بحب الله.
لكن هذه الأمنية لا تتحقق دائما
وكأنها من خواص أولياء الله الصالحين.
أجواء شهر رمضان المبارك ونفحاته الروحية تتيح لنا فرص الوصول.
لكن ذلك يحتاج إلى الشعور بالتفرغ بعيدا عن العجلة أو التشتت الذهني والقلبي.
كما أن اختيار الدعاء وطريقة الأداء لهما أثر كبير في بلوغ مرحلة التفاعل والشعور بلذة الذكر.
وهنا تأتي أرقى عبارات المناجاة من الإمام زين العابدين عليه السلام.
إلهِي ما أَلَذَّ خَواطِرَ الإِلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ، وَما أَحْلَى الْمَسِيرَ إلَيْكَ بِالأَوْهامِ فِي مَسالِكِ الْغُيُوبِ، وَما أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ، وَما أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ.
فَاَنْتَ لا غَيْرُكَ مُرادي، وَلَكَ لا لِسِواكَ سَهَري وَسُهادي، وَلِقاؤُكَ قُرَّةُ عَيْني، وَوَصْلُكَ مُنى نَفْسي، وَإلَيْكَ شَوْقي، وَفي مَحَبَّتِكَ وَلَهي،
إلهِي ما أَنَا بِأَوَّلِ مَنْ عَصاكَ، فَتُبْتَ عَلَيْهِ، وَتَعَرَّضَ بِمَعْرُوفِكَ، فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّ، يا كَاشِفَ الضُّرِّ، يا عَظِيمَ الْبِرِّ، يا عَليمَاً بِما فِي السِّرِّ، يا جَمِيلَ السِّتْرِ.
هذه نماذج من أجمل المناجات التي عرفتها البشرية على الإطلاق،
وهي من أعظم الكنوز التي ينبغي للمؤمنين التنعم بخيراتها وبركاتها.
تعليق