اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (261) سورة البقرة المباركة.
هل المراد من عبارة «وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ» أنَّ الله يمنح للمحسن والمنفق ما يشاء من دون حساب بأن يمنح الشخص (أ) ضعفين من الثواب بينما يمنح الشخص (ب) ثلاثة أضعاف؟ أو أنَّ المضاعفة لها حساب خاص وقواعد خاصة؟
الجواب: إنّ حكمة الله تقتضي بأن لا يكون منح الثواب بشكل اعتباطي ومن دون حساب، بل جعل الأمر مرتبطاً بمفارقات من قبيل درجة الإخلاص وكيفية الإنفاق ومورده وشخصية المُنْفِق والمنفَق عليه، أي إنَّ ثواب الشخص الذي أنفق خالصاً لوجه الله يختلف عن ثواب الشخص الذي لم يبلغ تلك الدرجة من الإخلاص، والشخص الذي ينفق سراً ومن دون منّة وأذى يختلف ثواباً عن الشخص الذي ينفق علناً، فهما يقعان في مرتبتين لا مرتبة واحدة.
- والمُسْلم الذي ينفق قرصاً من قرصي الخبز اللذين يمتلكهما يختلف عن المسلم الذي ينفق قرصاً وهو يملك عشرة أقراص من الخبز، كما أنَّ الشخص الذي يعين عائلة مسكينة لم يتفوهوا بحاجتهم لأحد يختلف عن الشخص الذي يعين عائلة طلبت الإعانة منه.
--------------------------
أمثال القرآن: ص 79.
تعليق