معلمي:ـ هل أستطيع أن أعرف، ما الذي تريده من ابي؟
قال المعلم:ـ أشياء قد تكون اكبر من عمرك.
:- لا يا معلمي... انا لست صغيرا لدرجة ان لا افهم ما يجري في بيتنا، لقد حدثتني عمتي عن السجين الذي يقبع في طامورة البيت، لقد حدثتني عن الامام السجين موسى بن جعفر.
قال المعلم:ـ ماذا قالت عنه؟
الطالب: قالت: يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يفتر عن ذكر الله ابدا، هي تتعاطف مع مولاي السجين، كما تسميه عمتي وتقوم بخدمته وكانت تبكي وتقول:
- خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل.
قال المعلم:ـ المهم يا ولدي قل لوالدك السندي بن شاهق:
- ان معلمي موسى بن إبراهيم المروزي، يتعهد ان يعلمني ويتعب علي دون مقابل لا يريد اتعابا سوى انه يريد ان تسمح له بزيارة سجين طامورتك موسى بن جعفر.
قال التلميذ: نعم معلمي انا سأكون الوسيط، سأطلب من ابي، سأتوسل إليه، لكني اريدك ان تحدثني عنه، عرفني من هو؟ ولماذا يقبع في سجن ابي، ولماذا يكرهه الخليفة هارون وهو بهذه الاخلاق العالية؟
قال المعلم: يا بني بماذا احدثك، رجل له تأثير قوي في الناس يخاف منه الخليفة هارون؛ لأنه من أولاد علي بن ابي طالب (عليهم السلام)، فهم يخافونه؛ لأن الناس تحبه واصبح اتباعه اكثر من جيش هارون العباسي.
وكان الوشاة محضر سوء يدفعون الخليفة هارون الى قتل الكاظم (عليه السلام)، وسجن عند عيسى بن ابي جعفر الذي رفض ان يطيع هارون الخليفة بقتله، وعاد وسجنه في بغداد كان السجن شديد المراقبة، قال هارون الخليفة يوما لأصحابه:ـ انه راهب بني هاشم، فقالوا: لم تحبسه اذن؟ قال:ـ لقد ضيقت عليه السجن، وهيهات لا بد من ذلك، وهكذا صار يخرجه من سجن ليدخله سجن واخره سجن في بيتكم.
بكى الطفل وقال لمعلمه:ـ سآخذ لك الرخصة من أبي، فقال له المعلم:ـ وما بكاؤك يا ولدي؟ قال: اخشى ان يقتلوه في بيتنا يا معلمي، واخاف ان يفعلها ابي ويقتله إرضاء للخليفة هارون العباسي، يقول المعلم: لقد الفت كتابا مما سمعته من امامي اسميته كتاب موسى بن إبراهيم عن الامام موسى بن جعفر (عليه السلام).