إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النصف من شهر رمضان ولادة ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النصف من شهر رمضان ولادة ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله




    الولادة المباركة:
    ولد الإمام الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام في السنة الثالثة للهجرة في ليلة الثلاثاء، ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، على المشهور، وقيل ولد في السنة الثانية.
    إسمه الشريف في التوراة (شبّر) لأن شبّر في اللغة العبرية بمعنى الحسن، وكان إسم أكبر ولد هارون النبي عليه السلام ايضاً شبّر وكنيته الشريفة أبو محمد وألقابه الكريمة السيد والسبط والأمين والحجة والبر والنقي والزكي والمجتبى والزاهد.

    الإسم الشريف:
    روى إبن بابويه بأسانيد معتبرة عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: لما ولدت فاطمةُ الحسن عليهما السلام قالت لعليّ عليه السلام سمّه، فقال: ما كنت لأسبق بإسمه رسول الله، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فأُخرج إليه في خرقة صفراء، فقال: ألم أنهكم أن تلفوه في خرقة صفراء، ثم رماها وأخذ خرقة بيضاء ولفّه بها، ثم قال لعليّ عليه السلام: هل سمّيته؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه، فقال صلى الله عليه وآله: وما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ وجل فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنه قد ولد لمحمد ابن فأهبط فأقرأه السلام وهنئه وقل له: إنَّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرئيل عليه السلام فهنأه من الله عزّ وجل، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسميه بإسم هارون، قال: وما كان اسمه؟ قال: شبّر، قال: لساني عربي، قال: سمّه الحسن، فسمّاه الحسن.
    فلما ولد الحسين عليه السلام أوحى الله عزّ وجل إلى جبرئيل عليه السلام أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه فهنئه وقل له إن عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون، قال: فهبط جبرئيل عليه السلام فهنأه من الله تبارك وتعالى، ثم قال: إنّ علياً منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون، قال: وما اسمه؟ قال:شبير، قال: لساني عربيّ، قال: سمّه الحسين، فسمّاه الحسين (أماني الصدوق ص116المجلس رقم28ح3ـ عنه في البحار ج43ص238).

    اليوم السابع:
    وروى ثقة الإسلام الكليني رحمه الله بسند معتبر عن الحسن بن خالد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن التهنئة بالولد متى؟ فقال: إنه قال: لمّا ولد الحسن بن عليّ هبط جبرئيل بالتهنئة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم السابع وأمره أن يسميه ويكنيه ويحلق رأسه ويعق عنه ويثقب إذنه، وذلك حين ولد الإمام الحسين عليه السلام أتاه في اليوم السابع بمثل ذلك، قال: وكان لهما ذُؤابتان في القرن الأيسر، وكان الثقب في الأذن اليمنى في شحمة الأذن وفي اليسرى في أعلى الأذن، فالقرط في اليسرى والشنف في اليمنى وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله ترك لهما ذؤابتين في وسط الرأس وهو أصح من القرن (الكافي ج6ص33ـ عنه في البحار ج43ص257ح40).

    صفاته وشمائلهُ:
    وروى الشيخ الجليل عليّ بن عيسى الأربلي رحمه الله في كشف الغمة أنّه: كان الحسن بن عليّ عليه السلام أبيض مشرباً حمرة، أدعج (أسود) العينين، سهل الخدّين، دقيق المسربة (مجرى الدمع ونحوه)، كثّ اللحية، ذا وفر، وكان عنقه ابريق فضة، عظيم الكراديس (رؤوس العظام)، بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل ولا القصير، مليحاً، من أحسن الناس وجهاً، وكان خضب بالسواد، وكان جعد الشعر، حسن البدن (كشف الغمة ج2 ص171ـ عنه في البحار ج44ص137).

    ذكاء الحسن:
    يروى أن الحسن عليه السلام كان يحضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن سبع سنين أو أقل فيسمع خطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآيات القرآن النازلة تواً ثم يأتي إلى والدته الطاهرة في البيت فيلقي إليها ما سمعه دون زيادة أو نقصان وعندما يرجع الوالد الكريم الإمام علي عليه السلام إلى بيته يجد زوجته لديها إطلاع تام بخطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعندما يسألها عن ذلك تقول له: من ولدك الحسن.


  • #2
    فضائل ومكارم:
    روى صاحب كتاب كشف الغمة عن كتاب حلية الأولياء، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله واضعاً الحسن على عاتقه وقال: من أحبَّني فليُحبَّه، وروي عن أبي هريرة قال: ما رأيت الحسن قط إلا فاضت عيناي دموعاً، وذلك أنه أتى يوماً يشتد حتى قعد في حجر النبي صلى الله عليه وآله ورسول الله يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه ويقول: اللهم إني أحبه وأحب من يحبه، يقولها ثلاث مرات (كشف الغمة ج2ص188ـ عنه في البحار ج43ص266ح32)
    وقد كثرت الروايات في كتب الخاصة والعامة في باب محبة النبي صلى الله عليه وآله للحسنين عليهما السلام كوضعهما على كتفه والأمر بحبهما وقوله: إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وإنهما ريحانتاه.

    عبادته:
    وروى الصدوق عن الصادق عليه السلام أنه قال: حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وافضلهم وكان إذا حج حجّ ماشياً وربما مشى حافياً وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر الممر على الصراط بكى وإذا ذكر العرض على الله (تعالى ذكره) شهق شهقة يغشى عليه منها.
    ومن عبادة الحسن عليه السلام نستخلص دروساً منها:ـ
    يعلمنا المعصوم عليه السلام أمراً في غاية الروعة وهو:
    * أن العبادة لا تعني أن ينعزل الإنسان عن المجتمع.
    * أن العبادة ليست مجرد طقوس دينية.
    * أن العبادة لا تعني التخلص من التكليف الشرعي.
    بل أن العبادة تعني أن يعيش الإنسان الخوف من الله دائماً وإذا تعزز هذا الشعور في ضمير الإنسان فإنه لا يظلم ولا يسرق ولا يكذب ولا يرتكب الموبقات.

    حلم وورع:
    ومن حلمه ما روي عن الكامل للمبرد وغيره أنَّ شامياً رأه راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردُّ فلما فرغ أقبل الحسن عليه السلام فسلّم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أضنّك غريباً ولعلّك شبّهت فلو استعتبتنا أعتبناك ولو سألتنا أعطيناك ولو إسترشدتنا أرشدناك ولو إستحلمتنا أحملناك وإن كنت جائعاً أشبعناك وإن كنت عرياناً كسوناك وإن كنت محتاجاً أغنيناك وأن كنت طريداً آويناك وإن كان لك حاجة قضيناها لك فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً.
    فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي والآن أنت أحب خلق الله إلي وحوّل رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم (الكامل في اللغة والأدب ج1 ص325 بإختصار عنه في البحار 43ص344).

    كرم الإمام:
    روى الشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف بن مطهر الحلّي أنه: وقف رجل على الحسن بن علي عليه السلام: فقال: يا أبن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه، بل أنعاماً منه عليك ألا ما أنصفتني من خصمي فإنه غشوم ضلوم، لا يوقر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير.
    وكان عليه السلام متكئاً فأستوى جالساً وقال له: من خصمك حتى أنتصف لك منه؟ فقال له: الفقر، فأطرق رأسه ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له: أحضر ما عندك من موجود فأحضر خمسة آلاف درهم، فقال: إدفعها إليه، ثم قال له: بحق هذه الأقسام التي أقسمت بها عليّ متى أتاك خصمك جائراً إلا ما أتيتني منه متظلماً (العدد القوية ص359ح23 اليوم الثامن والعشرون عنه في البحار ج43ص350).
    وحكي أن رجلاً جاء إلى الإمام الحسن عليه السلام فشكى حاله وعسره وأنشد:
    لم يبق لي شيء يباع بدرهم يكفيك منظر حالتي عن مخبري
    إلا بقايا ماء وجـه صنته ألا يباع وقد وجتك مشتري
    فدعا الإمام عليه السلام خازنه وقال له: كم عندك من المال؟ قال: إثنا عشر ألف درهم فأمره بدفعها إلى الفقير وإنه يستحي منه فقال الخازن: إذاً لم يبق شيء عندنا للنفقة فأمره مرة ثانية بإعطائها إليه وحسن الظن بالله، فدفع المال إليه وأعتذر الإمام عليه السلام منه وقال: إنا لم نوف حقّك لكن بذلنا لك ما كان عندنا ثم أنشد:
    عاجلتنا فأتـاك وابل برنــا طلاً ولو أمهلتنــــا لم تمطر
    فخذ القليل وكن كأنك لم تبع ما صنته وكأننا لـــم نشتر

    الرأفة بالحيوان:
    وروى العلامة المجلسي في بعض الكتب المناقب المعتبرة باسناد من بجيع قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام يأكل وبين يديه كلب كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها فقلت له: يا ابن رسول الله ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك؟ قال: دعه إني لأستحي من الله عزّ وجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ثم لا أطعمه.

    ثورة الحسن عليه السلام:
    لقد قام الإمام الحسن والحسين عليهما السلام بأداء رسالة واحدة، ولكن نصفها قد أداه الإمام الحسن عليه السلام بالإعداد الكامل وتهيئة الأرضية اللازمة، ونصفها الآخر قام بأدائه سيد الشهداء عليه السلام بقيامه المقدس الدامي.
    وقد سبق أن مسؤولية الإمام الحسن عليه السلام كانت مهمة وصعبة جداً، ربما أصعب من مسؤولية الإمام الحسين عليه السلام، وذلك لأن مسؤولية الإعداد أصعب من تفجير النهضة والقيام المسلح، لأن الشخص الذي يريد بناء وتربية جيل على المفاهيم الصحيحة، فمن دون شك وتردد لابد من أن يلاقي صعوبات عديدة، وربما يهان، كما أنه يحتاج إلى برنامج منظم وزمان طويل ومخطط دقيق على المدى البعيد، والكوادر الصالحة والتقية والاحتياط من أجل المحافظة على هذا الجيل في حال الإعداد والبناء، وعوامل البقاء خلال عشرين أو ثلاثين سنة أو أكثر، وأخيراً فهو بحاجة للاستعداد الكامل لتحمل الكلمات الجارحة وأن يكون بعيداً عن كل مدح وثناء.

    لماذا الجهاد ضد معاوية:
    هنا سؤال يطرح نفسه وهو إذا كان دور الإمام الحسن عليه السلام الإعداد والتهيئة للثورة، لماذا أقدم على محاربة معاوية بحرب محكومة بالفشل حسب الظاهر، ثم قبل بالصلح وانسحب من ميدان المعركة؟
    وفي الجواب يمكن القول:
    بأن الثوار والنهضويين بحاجة دائماً إلى الحركة والفعالية حتى يتمكنوا من توعية المجتمع، من فوائد هذا التحرك جذب العناصر الصالحة واللائقة وكشف معايب العدو.

    صلح الحسن عليه السلام:
    إن من يلاحظ حياة الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهما السلام يجد ارتباطاً وثيقاً بين دور الإمام المجتبى عليه السلام وأخيه الإمام الحسين عليه السلام إلا أن الإمام المجتبى عليه السلام تعرض إلى لوم من قبل بعض الناس الذين لا يتمتعون ببعد النظر ودقة الرأي وصحيح العقيدة، فإن الامتحان الإلهي والتكليف الرباني الذي قام به الإمام عليه السلام كان صعباً جداً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حقه وحق أخيه عليهما السلام: «هذان إبناي إمامان قاما أو قعدا».
    إن الإمام الحسن عليه السلام نهض أيضاً إلا أن نهضته المباركة انتهت بالصلح، ولم يتمكن بحسب الظاهر من القضاء على معاوية، وإن كان الأسلوب الذي اتخذه الإمام عليه السلام قضى على شرعية معاوية وبين للتاريخ الخط الصحيح في الإسلام من الخط المنحرف، وحفاظاً على الشيعة الذين أراد معاوية القضاء عليهم بأكملهم، والذين كانوا يمثلون الخط الصحيح الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    من وصايا الحسن عليه السلام:
    * يا ابن آدم أنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فجد بما في يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع.
    * غسل اليدين قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم.
    * علم الناس علمك وتعلم علم غيرك فتكون قد أنقت علمك وعلمت ما لم تعلم.
    * حسن السؤال نصف العلم.
    والحمد لله رب العالمين
    ​موقع الشيرازي نت
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 03-04-2023, 10:24 AM.

    تعليق


    • #3
      امامته


      ومن أبرز الصفات الماثلة فيه هي الامامة وذلك لما تستدعيه من المثل والقابليات التي لا تتوفر إلا عند من اصطفاه الله واختاره من بين عباده، وقد حباه تعالى بها، وأعلن ذلك الرسول الكريم بقوله فيه وفي أخيه: «الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا.»

      ولا بد لنا من وقفة قصيرة لنتبين فيها معنى الامامة، وبعض الشؤون التي تتعلق بها فإنها تكشف عن سمو مكانة الامام وعظيم شأنه والى القراء ذلك:


      أ ـ معنى الامامة


      وحددها علماء الكلام فقالوا: «الامامة رئاسة عامة في امور الدين والدنيا لشخص انساني.» فالامام ـ حسب هذا التحديد ـ هو الزعيم العام والرئيس المتبع وله السلطة الشاملة على الناس في جميع شئونهم الدينية والدنيوية.

      ب ـ الحاجة الى الامامة


      والامامة ضرورة من ضروريات الحياة لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الاحوال فبها يقام ما أعوج من نظام الدنيا والدين، وبها تتحقق العدالة الكبرى التي ينشدها الله في ارضه، ويتحقق الامن العام والسلام بين الناس، ويدفع عنهم الهرج والمرج، ويمنع القوي من أن يتحكم في الضعيف، ومن اهم الامور الداعية الى وجود الامام ايصال الناس الى عبادة الله، ونشر احكامه وتعاليمه، وتغذية المجتمع بروح الايمان والتقوى ليبتعد الانسان بذلك عن الشر ويتجه الى الخير، ويجب على الامة كافة الانقياد إليه، والامتثال لأوامره ليقيم أودها، ويلم شعثها ويهديها الى سواء السبيل.

      ج ـ واجبات الامام


      إن على امام المسلمين وولي أمرهم ان يقوم بما يلي:

      1 ـ حفظ الدين، وحراسة الاسلام، وصيانته من المستهترين بالقيم والاخلاق.

      2 ـ تنفيذ الاحكام، والقضاء على الخصومات، وانصاف المظلوم من ظالمه.

      3 ـ حماية البلاد الاسلامية من الغزو الخارجي سواء أكان الغزو عسكريا أم فكريا كما في هذه العصور التي غزت بلادنا بعض المبادئ الهدامة التي تدعو الى تحطيم الاسس التي أقامها الاسلام.

      4 ـ اقامة الحدود، والقضاء على كافة الجرائم التي توجب شقاء الانسان.

      5 ـ تحصين الثغور

      6 ـ الجهاد

      7 ـ جباية الاموال كالزكاة والخراج وغيرها من الامور التي نص عليها التشريع الاسلامي.

      8 ـ استخدام الامناء في جهاز الحكم، وعدم استعمال الموظف محاباة او اثرة.

      9 ـ النظارة على امور الرعية بالذات، ولا يجوز له أن يعول على الغير لينظر فيها لأن ذلك من حقوق الرعية (1)

      10 ـ القضاء على البطالة، ونشر الرفاهية الشاملة في ربوع الامة، وانقاذها من الفقر والحرمان.

      هذه بعض الامور التي يجب على الامام أن يطبقها على مسرح الحياة العامة، وقد استوفينا البحث في هذه الجهات في كتابنا «النظام الاداري في الاسلام».

      بقلم: الشيخ باقر شريف القرشي-مقتبس من كتاب حياة الإمام الحسن بن علي (ع) دراسة وتحليل

      تعليق


      • #4
        د ـ اوصافه


        ولا بد في الامام ان تتوفر فيه الشروط الآتية وهي:

        1 ـ العدالة على شروطها الجامعة وهي الامتناع من ارتكاب كبائر الذنوب والاصرار على صغائرها

        2 ـ العلم بما تحتاج إليه الامة في جميع مجالاتها، ومعرفة النوازل والاحكام

        3 ـ سلامة الحواس، كالسمع، والبصر، واللسان، ليصح معها مباشرة ما يدرك كما يشترط سلامة الاعضاء الاخرى من أي نقص.

        4 ـ الرأي المفضي الى سياسة الرعية وتدبير المصالح العامة.

        5 ـ الشجاعة والنجدة، والقدرة على حماية بيضة الاسلام وجهاد العدو

        6 ـ النسب وهو ان يكون الامام من قريش وقد ذكر هذه الشروط والاوصاف كل من الماوردي وابن خلدون (2)

        7 ـ العصمة، وعرفها المتكلمون: بأنها لطف من الله يفيضها على اكمل عباده وبها يمتنع من ارتكاب الجرائم والموبقات عمدا وسهوا، وقد أجمعت الشيعة على اعتبارها في الامام، ويدل عليها حديث الثقلين، فقد قرن الرسول (صلى الله عليه وآله) بين الكتاب والعترة وكما ان الكتاب معصوم من الخطأ والزلل فكذلك العترة الطاهرة وإلا لما صحت المقارنة والمساواة بينهما وقد تقدم الكلام في بيان ذلك.

        وهذه الاوصاف لم تتوفر إلا في أئمة أهل البيت حضنة الاسلام وحماته، والادلاء على مرضاة الله وطاعته، وقد وصفهم الكميت شاعر العقيدة الاسلامية بقوله:

        القريبين من ندى والبعيدين

        من الجور في عرى الاحكام

        والمصيبين ما أخطأ النا

        س ومرسي قواعد الاسلام

        والحماة الكفاة في الحرب إن لف

        ضرام وقوده بضرام

        والغيوث الذين ان أمحل النا

        س فمأوى حواضن الايتام

        راجحي الوزن كاملي العدل في ال

        سيرة طبين بالامور الجسام

        ساسة لا كمن يرى رعية النا

        س سواء ورعية الاغنام (3)

        إن أئمة أهل البيت سلام الله عليهم قد دللوا بسيرتهم وهديهم على عصمتهم من الخطأ والزيغ، وقد برهنت الحوادث والوقائع على ذلك، ودلت على أنهم نسخة لا مثيل لها في تأريخ الانسانية وذلك لما لهم من عظيم الفضل والتقوى والحراجة في الدين.


        بقلم: الشيخ باقر شريف القرشي-مقتبس من كتاب حياة الإمام الحسن بن علي (ع) دراسة وتحليل

        تعليق


        • #5
          ه ـ تعيينه


          وذهبت الشيعة الى أن تعيين الامام ليس بيد الامة، ولا بيد أهل الحل والعقد منها، والانتخاب في الامامة باطل والاختيار فيها مستحيل، فحالها كحال النبوة فكما أنها لا تكون بإيجاد الانسان وتكوينه كذلك الامامة لأن العصمة ـ التي هي شرط في الامامة ـ لا يعرفها الله المطلع على خفايا النفوس، وقد اوضح ذلك واستدل عليه حجة آل محمد ومهدي هذه الأمة القائم المنتظر (عليه السلام) في حديثه مع سعد بن عبد الله فقد سأل الامام عن العلة التي تمنع الناس من اختيار امام لأنفسهم فقال (عليه السلام) له:

          ـ يختارون مصلحا او مفسدا؟

          ـ بل مصلحا

          ـ فهل يجوز ان تقع خيرتهم على المفسد بعد ان لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من صلاح او فساد

          ـ بلى

          ـ فهي العلة أوردها لك ببرهان يثق به عقلك، اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله، وانزل الكتب عليهم، وأيدهم بالوحي والعصمة، إذ هم أعلام الامم، وأهدى الى الاختيار، منهم مثل موسى وعيسى، هل يجوز مع وفور عقلهما، وكمال علمهما إذا همّا بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن

          ـ لا

          ـ هذا موسى كليم الله مع وفور عقله، وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم واخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله عز وجل: (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) الى قوله (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) بظلمهم.» فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا على الافسد دون الاصلح وهو يظن أنه الاصلح علمنا ان الاختيار ليس إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور، وتكن الضمائر..» (4)

          إن الطاقات البشرية قاصرة عن ادراك الاصلح الذي تسعد به الامة فليس اختياره بيد الانسان وإنما هو بيد الله العالم بخفايا الامور، هذه صورة مجملة عن الامامة وتفصيل الكلام يجده المتتبع مستوفي في كتب الكلام


          . اخلاقه الرفيعة


          قال بعض علماء الاجتماع: إنما تتفاضل الامم في حال البداوة بالقوة البدنية فاذا ارتقت تفاضلت بالعلم، ثم اذا بلغت من الارتقاء غايته تفاضلت بالاخلاق. فالاخلاق هي غاية ما يصل إليه الانسان في سموه وكماله وتهذيبه

          إن الخلق الكامل اذا انطبع في النفس لا يمكن ان تنحرف عن الطريق القويم، أو تحل الانانية محل الايثار، او تستولي عليها المغريات والنقائص من اجل ذلك كانت الاخلاق من أهم العناصر التي تبتني عليها الحياة الاجتماعية والفردية، كما انها من اوثق الاسباب في بقاء الامم وفي دوام حضارتها واصالتها.

          إن من أقوى العلل في ظهور الشرائع السماوية، وبقاء سلطانها الروحي عنايتها بالخلاق واهتمامها بتهذيب النفوس وتربيتها بالنزعات الخيرة، وقد اهتم النبي بها اهتماما بالغا واعتبرها من ابرز الاسباب التي بعث من اجلها يقول (صلى الله عليه وآله) «إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق» وقد استطاع بمكارم اخلاقه أن يوقظ البشر من سباته، ويؤسس معالم الحضارة في العالم ويغير مجرى التأريخ فقد الف ما بين القلوب، ووحّد المشاعر والعواطف وجمع الناس على صعيد المحبة والاخاء.

          كان النبي في عظيم أخلاقه مثالا للرحمة الإلهية التي تملأ القلوب البائسة الحزينة رجاء ورحمة، كان يزور ضعفاء المسلمين، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويجيب دعوة من دعاه، ولا يرد دعوة مملوك ولا فقير (5) ومن جالسه صابره حتى يكون جليسه هو المنصرف، وما أخذ أحد بيده فجذبها منه حتى يكون الآخذ هو الذي يرسلها، وكان حريصا على تطييب النفوس واجتناب الإساءة لأي انسان.

          وهذه الاخلاق الرفيعة قد تمثلت في الامام الحسن بحكم ميراثه من جده العظيم، وقد ذكر التأريخ بوادر كثيرة من مكارم اخلاقه نسوق بعضها وهي:

          1 ـ انه اجتاز على جماعة من الفقراء قد وضعوا على وجه الارض كسيرات من الخبز كانوا قد التقطوها من الطريق، وهم يأكلون منها فدعوه الى مشاركتهم فأجابهم الى ذلك وهو يقول: «إن الله لا يحب المتكبرين» ولما فرغ من تناول الطعام دعاهم الى ضيافته فأطعمهم وكساهم (6) واغدق عليهم بنعمه واحسانه.

          إن التواضع دليل على كمال النفس وسموها وشرفها، وفي الحديث «إن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرحمكم الله» (7)

          2 ـ ومن آيات أخلاقه أنه مرّ على صبيان يتناولون الطعام فدعوه لمشاركتهم فأجابهم الى ذلك ثم حملهم الى منزله فمنحهم ببره ومعروفه وقال: «اليد لهم لأنهم لم يجدوا غير ما اطعموني ونحن نجد مما اعطيناهم» (8)

          3 ـ ومن مكارم اخلاقه أنه كان يغضي عمن اساء إليه، ويقابله بالاحسان، فقد كانت عنده شاة فوجدها يوما قد كسرت رجلها فقال (عليه السلام) لغلامه:

          ـ من فعل هذا بها؟

          ـ أنا

          ـ لم ذلك؟!

          ـ لأجلب لك الهم والغم

          فتبسم (عليه السلام)، وقال له: لأسرك، فاعتقه وأجزل له في العطاء (9)

          4 ـ ومن عظيم أخلاقه أنه كان جالسا في مكان فأراد الانصراف منه فجاءه فقير فرحب به ولاطفه وقال له:

          ـ إنك جلست على حين قيام منا أفتأذن لي بالانصراف؟؟

          ـ نعم يا ابن رسول الله (10)

          إن مراعاة حق الجليس من الآداب الاجتماعية التي توجب المحبة والإلفة، وتوجد التعاون والترابط بين الناس فلذا أمر الإسلام بها وحث عليها.

          5 ـ واجتاز على الامام شخص من أهل الشام ممن غذاهم معاوية بالكراهية والحقد على آل البيت فجعل يكيل للإمام السب والشتم، والامام ساكت لم يرد عليه شيئا من مقالته، وبعد فراغه التفت الامام فخاطبه بناعم القول وقابله ببسمات فياضة بالبشر قائلا:

          «أيها الشيخ: أظنك غريبا؟ لو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعا أطعمناك، وإن كنت محتاجا أغنيناك، وإن كنت طريدا أويناك..» وما زال (ع) يلاطف الشامي بهذا ومثله ليقلع روح العداء والشر من نفسه حتى ذهل ولم يطق رد الكلام وبقي حائرا خجلا كيف يعتذر للامام، وكيف يمحو الذنب عنه؟ وطفق يقول:

          (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) فيمن يشاء.» (11)

          وهكذا كان (عليه السلام) مثالا للانسانية الكريمة، ورمزا للخلق العظيم لا يثيره الغضب، ولا يزعجه المكروه قد وضع نصب عينيه قوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.) وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى ومكروه من الحاقدين عليه بالصبر والصفح الجميل، حتى اعترف الد خصومه مروان بن الحكم بسمو حلمه، وعظيم خلقه، وذلك حينما انتقل الامام إلى الرفيق الأعلى فبادر مروان إلى حمل جثمانه فقال له سيد الشهداء:

          ـ تحمل اليوم سريره، وقد كنت بالأمس تجرعه الغيظ؟!!

          ـ إني كنت افعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال (12)

          لقد كان الامام كجده الرسول في سعة حلمه، وعظيم أخلاقه، وصفحه عمن أساء إليه، وقد روى التأريخ بوادر كثيرة من أخلاقه دلت على أنه في طليعة الأخلاقيين والمساهمين في بناء الأخلاق والآداب في دنيا العرب والمسلمين.


          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وال محمد


            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X