اللهم صل على محمد وآل محمد
سألني أيهما هو الصحيح، أن تكون عندنا أحلام ولو غير واقعية، أو أن نكون واقعيين في تطلعاتنا ولكن بلا أحلام؟
قلت: اسمع، لابد أن تكون أحلامنا كبيرة وبعيدة، فأي مانع من أن تبني قصراً معلقاً في السماء من الألماس الأخضر، يرى ظاهره من باطنه، وهو بحجم مدينة كاملة، ما المانع في أن تتخيل مثل هذا؟
قال: المانع هو أنني لا يمكنني أن أبني قصراً من الألماس الأخضر بحجم مدينة كاملة في السماء.
قلت: ليس المطلوب أن تتحقق الأحلام بمجرد أن ذلك أقول: بإمكانك أن تبني قصراً بحجم نتخيلها، ومع مدينة كاملة من الألماس في السماء، بشرط أن تبدأ من
قال: فإذا لم يكن لي حلم ماذا أخسر ؟
قلت: حينئذ تخسر تحقيق الأماني الكبرى. إن الرجال التاريخيين كانوا ينطلقون من أحلام كبيرة، ويحاولون تحقيق شيء ما في الحياة، أما الصغار من الناس فهم يكتفون بما يجدون أمامهم.
إن أقل ما يقال في الأحلام أنه لا ضرر منها، فما المانع في أن تكون لك أحلام كبيرة؟
قال: قد يمنعني ذلك من تحقيق ما هو ممكن التحقيق، والانشغال بالأحلام؟ قلت: الخطأ ليس في الأحلام، وإنما هو في أنك لم تحاول تحقيقها، فوجود الأحلام أمر ضروري، ألا ترى أن أكثر الناس نجاحاً هم الذين كانوا يملكون أحلاماً کبری؟
قال: أليس من الضروري أن تكون الأحلام واقعية لكي تكون جديرة بأن نحلم بها؟
قلت: هذا أمر يرتبط بالخطة التي تضعها، فهي التي يجب أن تكون واقعية، أما الأحلام فقيمتها تكمن في أن تكون أبعد من ذلك .
قال: إنني أجد أن بعض الذين كانوا يحلمون بأشياء كبيرة لم يحققوا شيئاً؟
قلت: الخطأ ليس في الأحلام، وإنما الخطأ في أن أصحابها لم يعملوا لتحقيقها، فحتى لو لم تكن لهم أحلام كبيرة لم يكونوا قد حققوا شيئاً، فعلى أقل التقادير من يستسلم لأحلامه الكبيرة يشعر بلذة نفسية، فمن يحلم بأنه ملك فهو يعيش حالة من الشعور بالملك، وإن لم يكن ملكاً.
قال: إذن تنصح بأن لا تكون لأحلامنا حدود، وإن نحلق بها كما نريد، حتى ولو بأشكال غريبة، وبقضايا غير واقعية؟
قلت: نعم، أطلق العنان لخيالك، فهو مجنح، واتركه يذهب بعيداً، ثم فيما بعد تحرك وخطط واعمل، فلربما تحقق تلك الأحلام البعيدة.
يقول الإمام علي «تنافسوا في الأخلاق الرغيبة،والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة، يعظم لكم الجزاء»
---------------------------------------
السيد_هادي_المدرسي
تعليق