بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
أقول : زعمه بعض النواصب أن قصة تصدق الإمام علي عليه السلام بخاتمه في الصلاة
ليس لها سند صحيح
وأن ذلك لم يثبت كذب وتدليس ،
بل هناك طرق صحيحة وأخرى حسنة ،
أما الطريق الصحيح فهو الذي رواه الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل ،
قال : ( وحدثنا الحسن بن محمد بن عثمان النسوي بالبصرة ، حدثنا يعقوب بن سفيان ،
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ،
عن ابن عباس . قال سفيان : وحدثني الأعمش عن مسلم البطين
عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس في قول الله تعالى :
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) يعني ناصركم الله (وَرَسُولُهُ )
يعنى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا) فخص من بين المؤمنين علي بن أبي طالب فقال : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يعني يتمون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وذلك إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى يوما بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر ، إذ دخل عليه فقير من فقرأ المسلمين ، فلم ير في المسجد أحداً خلا علياً ، فأقبل نحوه فقال: يا ولي الله بالذي يصلى له أن تتصدق علي بما أمكنك ، وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه ، فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه ، فنزعه ودعا له ، ومضى وهبط جبرئيل فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : لقد باهى الله بك ملائكته اليوم ، إقرأ : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) ) .
وهذه ترجمة سند الرواية
فرواة هذه الرواية فهم بين حافظ وثقة ،
1 ـ أمّا الحسكاني فهو من كبار الحفاظ والمحدثين عند أهل السنة ،
قال الذهبي في ترجمته في تذكرة الحفاظ ج3 ص 1200 :
( الحسكاني القاضي المحدّث أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحاكم ، ويعرف بالحذاء الحافظ ، شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث ، وهو من ذرية الأمير عبد الله بن عامر بن كريز الذي افتتح خراسان زمن عثمان ، وكان معمّراً عالي الإسناد ... ).
2 ـ والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال السمعاني في ترجمته في الأنساب ج 4 ص 385 : ( وأبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ، نزيل البصرة ، عنده أكثر مصنفات أبي يوسف يعقوب ابن سفيان الفسوي ، ثقة نبيل ... ) .
3 ـ ويعقوب بن سفيان الفسوي وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 10 ص 551 بالإمام الحافظ الحجة الرّحال محدّث إقليم فارس ، وقال عنه في الكاشف ج 2 ص 394:
( ثقة مصنف خير صالح ) ،
، وذكره ابن حبّان في الثقات ( تهذيب الكمال ج 8 ص 170)
وقال : (كان ممن جمع وصنّف وأكثر مع الورع والنّسك والصلابة في السنة ) .
4 ـ والفضل بن دكين فهو من الثقات عند أهل السنة وممن احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما .
5 ـ وسفيان الثوري أيضاً من الثقات ألأثبات وممن احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما .
6 ـ ومنصور الواقع في السند هو منصور بن المعتمر ثقة حجة من رجال الصحيحين .
ومجاهد هو ابن جبر وهو حجة ثبت من رجال البخاري ومسلم .
وابن عباس هو عبد الله بن عباس وهو صحابي ,
تعليق