والجواب عن ذلك يتلخص في أمرين وهما : -
الأمر الأول :
مفاجأة الأعداء وهو ما يسمى بإستراتيجية الصدمة والرعب فحيث أن الأعداء لا يعلمون وقت خروجه (عليه السلام) فهم غير مهيأين وغير مستعدين لقتاله ، وعلى العكس من ذلك لو علموا وقت الظهور إذاً لجهزوا من المخططات الشيء الكثير للقضاء عليه وإفشال حركته من بداية انطلاقته المباركة ، فنستنتج من ذلك أهمية إخفاء الوقت في إنجاح ثورته المباركة وقيامه بها بالشكل المطلوب ، وهذا ما يقوم به عادةً القادة في الحروب حيث يخفون وقت الهجوم وساعة الصفر حتى عن أقرب المقربين حفاظاً على السرية المطلوبة لإنجاح مخططاتهم .
وهذا يمثل عنصر إخافة للظالمين في كل عصر وزمان مما يحد من ظلمهم بعض الشيء ، وذلك خوفاً من انتقام الإمام منهم إذا ما خرج في ذلك العصر والزمان .
الأمر الثاني :
هو أن إخفاء وقت الخروج للإمام (عليه السلام) يجعل المؤمنين يستعدون لخروجه ويجهزون أنفسهم لقدومه في كل وقت وفي جميع الأزمنة ويهيئوا أنفسهم لذلك ويبادروا لإصلاح أنفسهم قدر المستطاع بالابتعاد عن المعاصي وفعل الخيرات ويجعلهم في حالة تصحيح دائمة لمسيرتهم ، كما أن إخفاء وقت الخروج للإمام (عليه السلام) يعطيهم الأمل بالخلاص في كل عصر فلا يتملكهم الإحباط واليأس مهما تعاظم أمر الظلم والجور وكبرت شوكة الظالمين مما يحفزهم أيضاً لمجاهدة الأعداء والعمل على التمهيد لظهوره عليه السلام .
ولذلك جاء في رسالة الإمام المهدي (عليه السلام) التي أرسلها للشيخ المفيد : ( فليعمل كل امرؤ منكم بما يقربه من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهيتنا وسخطنا ، فإن أمرنا بغتة فجأة ، حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة ) ( الإحتجاج ج 2 ص 323 ، خاتمة المستدرك ج 3 ص 226 ، معادن الحكمة ج 2 ص 303 ) .
شمس خلف السحاب. ماهر آل شبر
تعليق