من الأحداث التاريخية المفرحة والذكريات الخالدة الجميلة في شهر رمضان الكريم، مولد كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، أول حفيد والسبط الأكبر لخاتم الانبياء والمرسلين، النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، حيث كانت فرحته كبيرة جدا جدا بالمولود المبارك الإمام الحسن (ع) في منتصف شهر رمضان المبارك.
ولان فرحة الرسول الأعظم (ص) كبيرة وغالية على محبيه؛ فهم يتضامنون معه بالفرحة واقامة الاحتفالات والمهرجانات الإيمانية وتوزيع الهدايا وتبادل التهاني والتبريكات وقرة العين، وقرع الطبول.. في النصف من شهر رمضان الكريم.. انها مناسبة القرقيعان الخاصة بمولد الإمام المجتبى عليه السلام.
من هو كريم أهل البيت
هو الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب المجتبى، الحفيد الأول للرسول الأعظم(ص)، والابن الأكبر للإمام علي المرتضى والسيدة فاطمة الزهراء (ع)، وثاني أئمة أهل البيت (ع)، وسيّد شباب أهل الجنة، وأحد الذين تباهى بهم رسول الله (ص) نصارى نجران، ومن المطهّرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ومن القربى الذين أمر الله بموّدتهم،.. وقد طلب الرسول الأعظم(ص) من الأمة بإتباعه بقوله (ص): "وأمّا الحسن فإنّه ابني وولدي، ومنّي، وقرّة عيني، وضياء قلبي، وثمرة فؤادي، وهو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة الله على الأمّة، أمره أمري، وقوله قولي، فمن تبعه، فإنّه منّي، ومن عصاه فليس منّي".
ولادة كريم أهل البيت
ولد الإمام الحسن الزكي (ع) بالمدينة المنورة في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.
بعد ولادته جيء به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: اللهم إني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم، وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وسماه حسنا، بطلب من جبرائيل عن الخالق -عز وجل-، وقد نشأ وتربى في أحضان جده سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين، وتغذّى من معين رسالته وعلمه وأخلاقه، ونال هيبته وسؤدده ومكانته، وترعرع في أحضان والده أمير المؤمنين الإمام علي المرتضى وأمه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهما السلام.
الحسن الشاهد والشهيد
الإمام الحسن (ع) شاهد وعاصر كل الأحداث الكبرى المؤلمة منذ شهادة جده رسول الله (ص)، وما حدث من الانقلاب على وصية جده في سقيفة بن ساعدة، وحرق باب دارهم والاعتداء على والدته وسقوط جنينها أخوه المحسن، وشهادة أمه.. ودفنها وهي غاضبة على القوم الذين اعتدوا عليها وعلى زوجها وعلى بيتها..، وعاصر وشارك والده أمير المؤمنين الإمام علي (ع) طوال فترة منعه من منصبه قيادة الأمة بوصية من النبي (ص)، وبعدما أصبح خليفة للأمة، شارك الامام المجتبى (ع) مع والده في كل المواقف والأحداث وإدارة شؤون الأمة، وكذلك الحروب التي خاضها والده، وتحمل كل الالام والاوجاع شهادة جده وشهادة أمه وشهادة والده في محراب الصلاة في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك، واستلم الإمامة والقيادة للأمة في أصعب اللحظات والظروف..، ونال الإمام الحسن الزكي (ع) وسام الشهادة حيث قتل مظلوما بالسم.
الشرف والفخر
الإمام الحسن المجتبى (ع) نال أعلى الأوسمة والرتب في النسب والعلم والفخر والشرف وأكثر..، فجده رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، سيد الخلق وخاتم الانبياء والمرسلين، ووالده هو أمير المؤمنين واخو رسول رب العالمين، سيد الاوصياء وإمام المتقين والفصاحة والبلاغة.. الإمام علي ابن أبي طالب، وأمه سيدة نساء العالمين بضعة النبي وحبيبته، من الله -سبحانه وتعالى- ورسوله يرضى لرضاها، انها السيدة فاطمة الزهراء (ع)، وأخوه سيد الشهداء الإمام الحسين الشهيد المظلوم، وقد قال جده رسول الله (ص) بحقه وأخيه الكثير من الروايات والاحاديث منها: (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا).
وروي أنَّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أخذ بيد الحسن والحسين فقال: (من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الحسن والحسين ابناي، من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار).
لقد تميز الإمام الحسن (ع) بكل الفضائل.. بالحلم والسخاء والجود والشجاعة والحكمة والكرم، فهو سيد الكرم، فهو كريم أهل البيت (عليهم السلام)، وهناك الكثير من الروايات والمواقف التي سجلها التاريخ عن كرم الإمام الحسن (عليه السلام).
وفي هذا الشهر الكريم مناسبة عزيزة وعظيمة لاستحضار شخصية الإمام الحسن الزكي (ع)، ليكون القدوة والأسوة الحسنة.
من شبكة النبا المعلوماتية
تعليق