اللهم صل على محمد وآل محمد
مكّيّة و عدد آياتها مائة و اثنتا عشرة آية سورة الأنبياء
فضل سورة الأنبياء:
روي عن النّبي الأكرم صلی اللّه عليه و آله و سلم في فضل تلاوة هذه السورة أنّه قال صلی اللّه عليه و آله و سلم: «من قرأ سورة الأنبياء حاسبه اللّه حسابا يسيرا، و صافحه و سلّم عليه كلّ نبي ذكر اسمه في القرآن»1.
- روي عن الإمام الصادق عليه السّلام: «من قرأ سورة الأنبياء حبّا لها كان كمن رافق النبيّين أجمعين في جنّات النعيم، و كان مهيبا في أعين الناس حياة الدنيا»2.
إنّ جملة «حبّا لها» مفتاح في الواقع لفهم معنی الرّوايات التي وصلتنا في مجال فضل سورة القرآن،
- و هي تعني أنّ الهدف ليس هو التلاوة و تلفّظ الكلمات فقط، بل عشق المحتوی،
- و من المسلّم أنّ عشق المحتوی بلا عمل لا معنی له، و إذا ما ادّعی شخص أنّه يعشق السورة الفلانيّة، و يخالف عمله مفاهيمها، فإنّه يكذب.
- و قد قلنا مرارا: إنّ القرآن كتاب عقيدة و عمل، و القراءة مقدّمة للتفكير و التدبّر، و هو مقدّمة للإيمان و العمل!.
محتوی السورة:
1- إنّ هذه السورة كما تدلّ عليها تسميتها هي سورة الأنبياء، لأنّ اسم ستّة عشر نبيّا قد جاء في هذه السورة، بعضهم بذكر نماذج و صور من حالاتهم، و البعض كإشارة، و هم:
- موسی- هارون- إبراهيم- لوط- إسحاق- يعقوب- نوح- داود- سليمان- أيّوب- إسماعيل- إدريس- ذو الكفل- ذو النون (يونس)- زكريا- يحيی عليهم السّلام،
- و بناء علی هذا فإنّ عمدة البحوث المهمّة في هذه السورة تدور حول مناهج الأنبياء.
- و إضافة إلی هؤلاء الأنبياء، فإنّ هناك أنبياء آخرين لم تذكر أسماؤهم صريحا في هذه السورة، لكن قد ورد الكلام حولهم، كرسول اللّه محمّد صلی اللّه عليه و آله و سلم و المسيح عيسی بن مريم عليهما السّلام.
2- إضافة إلی ما مرّ، فإنّ خاصية السورة المكيّة التي تتحدّث عن العقائد الدينيّة، و بالأخصّ المبدأ و المعاد، منعكسة تماما في هذه السورة.
3- بحثت هذه السورة كذلك عن توحيد الخالق، و أنّه لا خالق و لا معبود سواه، و كذلك عن خلق العالم علی أساس الهدف و التخطيط، و وحدة القوانين الحاكمة علی هذا العالم، و كذلك وحدة مصدر و منبع الحياة و الوجود، و كذلك اشتراك الموجودات في مسألة الفناء و الموت.
4- و تحدث جانب آخر من هذه السورة عن انتصار الحقّ علی الباطل، و التوحيد علی الشرك، و جنود الحقّ علی جنود إبليس.
5- و الذي يلفت النظر هنا أنّ هذه السورة تبتدئ بتهديد الناس الغافلين الجاهلين بالحساب الشديد، و تنتهي بتهديدات أخری في هذا المجال أيضا.
- إنّ الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في هذه السورة، ذكر تفصيل حياة و نشاطات بعضهم في سورة أخری، إلّا أنّ التأكيد في هذه السورة كان أغلبه علی أنّ هؤلاء العظام عند ما كانوا يبتلون بالضائقات و المواقف الصعبة، كانوا يمدّون يد التوسّل و الاستعانة نحو لطف اللّه و عونه، و كيف أنّ اللّه سبحانه كان يفتح أمامهم الطرق المغلقة، و ينجّيهم من الدوامات و تلاطم أمواج البلايا.
- فإبراهيم حين ابتلي بنار نمرود.
و يونس حينما حلّ في بطن الحوت.
- و زكريا عند ما رأی أنّ شمس عمره قد أوشكت علی الغروب و لا خليفة له يكمل مسيره.
- كما أنّها تتكلّم علی سائر الأنبياء عند وقوعهم في المشاكل الصعبة العسيرة.
المصادر
-------------------------
1 تفسير نور الثقلين ج 3 ص 412.
2 المصدر السابق
تعليق