إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تلقّى الحسن عليه‌ السلام رعاية خاصّة من جدّه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تلقّى الحسن عليه‌ السلام رعاية خاصّة من جدّه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    ولد الإمام الحسن عليه‌ السلام في حياة جدّه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله وعاش في ظلّ رعايته وتربيته سبع سنوات وستّة أشهر ، وكانت هذه الفترة كافية للسموّ والتكامل والارتقاء إلى أعلى قمم الإيمان والتقوى والصلاح. حيث تلقّى رعاية خاصّة من جدّه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ابتدأت من اللحظات الأولى لولادته. حيث أذّن رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، ولهذه الممارسة نتائج إيجابية على شخصية الإنسان المستقبلية كما ورد عن رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله أنّه قال : ( من ولد له مولود فيؤذّن في أذنه اليمنى بأذان الصلاة ، وليقم في اليسرى ؛ فإنّها عصمة من الشيطان الرجيم ) (1). ومن الطبيعي أن تصل هذه العصمة إلى قمّتها حينما يكون رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله هو من يفعل ذلك ، وبمن ؟ بسبطه ابن علي وفاطمة صلوات الله عليهم. وهكذا أحيط الحسن عليه‌ السلام منذ نعومة أظفاره بجميع مقوّمات التربية والتعليم والرعاية النفسية والروحية ؛ فأصبح بهذه المقوّمات ـ ومن قبلها الرعاية الإلهيّة ـ معصوماً بإرادته.
    التقدير والتكريم والاهتمام : دلّت الدراسات العلمية والنفسية على دور التقدير والتكريم في مرحلة الطفولة في بناء شخصية الإنسان في جميع مقوّماتها الفكرية والعاطفية والسلوكية ، وقد ثبت «
    أنّ نموّ الطفل متكيّفاً تكيّفاً حسناً وكينونته راشداً صالحاً يتوقّف على ما إذا كان الطفل محبوباً مقبولاً شاعراً بالاطمئنان في البيت ». وكلّما وجد الطفل التقدير والاهتمام والتكريم كان منقاداً لمن يقدّره ويهتمّ به ويكرّمه. ويتوقّف تأثير ذلك على شخصيّة المربّي وشخصية المراد تربيته والمحيط الاجتماعي الذي يعيشان فيه ، وفي مقامنا هذا نرى أنّ الإمام الحسن عليه‌ السلام قد تلقّى ذلك من قبل جدّه رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ، في مواقع عديدة أمام مرأى ومسمع الصحابة ، وكلّ ذلك أسهم ـ مع بقيّة المقوّمات ـ على أن يكون الإمام عليه‌ السلام معصوما بإرادته التي تطابقت مع الإرادة الإلهيّة ، فالله تعالى هيّأ هذه المقوّمات وهي الوراثة الصالحة والتربية الصالحة والرعاية الروحية والنفسية.
    وهذا النوع من الرعاية تعدّى رعاية الجدّ لحفيده، وتعدّى الرعاية العاطفية المحضة بل كانت مظاهرها العديدة تنبيهاً للأمة على دور الإمام الحسن
    عليه‌ السلام الريادي ودوره كقدوة وأسوة وإمام مفترض الطاعة، ولولا هذا الإشعار لأمكن له صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله أن يقدّره ويكرّمه بشكل آخر كما يفعل الأجداد والآباء ، وقد تجلّى ذلك في ممارسات عديدة. عن البرّاء بن عازب قال : ( رأيت رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله حامل الحسن بن علي عليهما السلام
    على عاتقه وهو يقول : اللهمّ إنّي أحبّ حسناً فأحبّه) (2). فقد أشار صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله إلى هذا الحبّ وهو حامل الإمام الحسن عليه‌ السلام على عاتقه؛ ليُشْعِر المسلمين بأهمية وضرورة هذا الحبّ؛ وهو الذي لا ينطق عن الهوى، فهو حبّ عقائدي يفرض على المسلمين أن يقتدوا بهذا المحبوب المكرّم من قبل رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله. وعن جابر قال : (دخلت على النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله وهو يمشي على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين عليهما السلام ، وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما) (3).
    وهذه الممارسة قد يستهجنها البعض في تلك المرحلة القريبة من الجاهلية ، ولكنها مداليل عظيمة تبيّن عظمة هذين السبطين من قبل رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ؛ فهي ليست ممارسة عاطفية محضة ؛ بل هي ممارسة تربوية لتربية المسلمين على أهميّة هذين السبطين في الحياة الإسلامية والإنسانية ؛ هذه الأهمية دفعت برسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله إلى أداء هذه الممارسة. ليوجه أنظار الصحابة إلى الدور الذي سيقوم به الحسن عليه‌ السلام بعد رحيل جدّه وأبيه.
    وفي مقام آخر نجد أنّ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله يقطع خطبته وينزل عن منبره ليحتضن الحسن والحسين عليهما‌ السلام ويأخذهما معه إلى المنبر ؛ لكي يستشعر الصحابة ويستشعر المسلمون مقام هذين السبطين. قال ابن كثير : وقد ثبت في الحديث أنّه صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله
    بينما هو يخطب إذ رأى الحسن والحسين مقبلين فنزل إليهما فاحتظنهما وأخذهما معه إلى المنبر ، وقال : (صدق الله ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (4) ، إنّي رأيت هذين يمشيان ويعثران فلم أملك أن نزلت إليهما ، ثمّ قال : إنّكم لمن روح الله وإنّكم لتبجلون وتحبّبون ) (5).

    ومن مصاديق ومظاهر الاهتمام ما ورد عن أبي هريرة أنّه قال لمروان بن الحكم : « أشهد لخرجنا مع رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله حتى إذ كنّا ببعض الطريق سمع رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله صوت الحسن والحسين وهما يبكيان مع أمّهما ، فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول لها : ما شأن ابْنَيَّ ، فقالت : العطش ، قال : فاختلف
    رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله إلى شنة يبتغي فيها ماء ، وكان الماء يومئذ أغدار ، والناس يريدون الماء ، فنادى : هل أحد منكم معه ماء ؟ فلم يبقَ أحد أخلف بيده إلى كلاَّبه يبتغي الماء في شنة ، فلم يجد أحد منهم قطرة فقال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله : ناوليني أحدهما ، فناولته إيّاه من تحت الخدر ، فأخذه فضمّه إلى صدره وهو يطغو ما يسكت ، فأدلع له لسانه فجعل يمصّه حتى هدأ أو سكن ، فلم أسمع له بكاء ، والآخر يبكي كما هو ما يسكت ، فقال : ناوليني الآخر ، فناولته إيّاه ففعل به كذلك ، فسكتا » (6). ومن خلال هذه الرواية نجد أنّ رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله قد أشبع حاجات الحسن والحسين بنفسه ، وأبدى عناية واهتماما بهما أمام مرأى الصحابة ليبيّن عظمة هذين السبطين ومكانتهما من رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله.








    __________________

    (1) الكافي، ج 6 ، ص: 24 ، ح 6، كتاب العقيقة ، باب : ما يفعل بالمولود.
    (2) المعجم الكبير، الطبراني، ج 3 ، ص: 32/ 2584.

    (3) المعجم الكبير، ج 3 ، ص: 52 / 2661.
    (4) سورة الأنفال، الآية : 28.
    (5) البداية والنهاية، ابن كثير، ج 8، ص : 33.
    (6) المعجم الكبير، ج 3 ، ص: 50 - 51 / 2656.
    sigpic

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم وبارك الله بكم
    متباركين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X