اللهم صل على محمد وآل محمد
روي في نهج البلاغة يقول سيد الحكمة والبلاغة الامام علي عليه السلام :
"من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته"
الشرح :
أي لو حصل هذا الشعور في الإنسان سوف يترك الإنصياع للشهوات سريعاً ويرجع الإنسان إلى باطنه ويلتفت إلى ذاته، وإن للذات مقاماً رفيعاً وهي أسمى من أن تلوث بهذه الأمور، (كما لو أننا أرشدنا شخصاً إلى لوحة جميلة جداً وسألناه: هل تعرف ما هذه اللوحة؟ إنها جميلة جداً واستثنائية، ولكنها ومع الأسف في موضع يقع عليها التراب والغبار) إنه مادام لم يعرفها فهو لا يقدر ثمنها ولا يعيرها اهتماماً، ولكنه ما ان يتعرف عليها حتى يقوم فوراً بالحفاظ عليها.
حديث آخر عن الإمام الهادي: (من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره)
إن الذي يفقد احساسه بكرامته هذا الكنز العظيم، والذي لا يشعر بشرفه وكرامته، احذره ولا تأمن شره.
وقد جاء في الحديث المعروف في العقل والجهل "لا دين لمن لا مروءة له".
إن الدعوة إلى المروءة هي نفسها دعوة إلى الذات.
(ولا مروءة لمن لا عقل له. إن أعظم الناس قدراً من لا يرى الدنيا لنفسه خطراً).
وطبعاً هذه ليست عبادة للنفس، إن أعظم الناس قدراً هو الذي لو وضعت الدنيا بما فيها في كفة وكرامته وعزة نفسه في كفة أخرى، لقدم عزة نفسه على جميع الدنيا، أي لا يكون مستعداً لتلويث شرفه وكرامته مقابل أن يعطى الدنيا بما فيها.
—————————————
- الحكمة رقم: 44.
- تحف العقول
تعليق