هل فعلاً ستقوم حرب عالميّة ويبقى ثلث من العالم قبل ظهور الإمام المهدي(عجل الله فرجه)؟
الجواب:
----------
روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ أَبِي بَصِيرٍ قَالاَ سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ:
(لاَ يَكُونُ هَذَا اَلْأَمْرُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثَا اَلنَّاسِ فَقُلْنَا إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اَلنَّاسِ فَمَنْ يَبْقَى فَقَالَ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا فِي اَلثُّلُثِ اَلْبَاقِي )
الغيبة (للطوسی)، ج1، ص 339 .
وظاهر الحديث أنّ الإمام المهدي(عليه السلام) لن يقوم أو يخرج إلاّ بعد فناء ثلثي الناس، ويتصوّر حدوث ذلك الفناء بحدوث حرب كونية شاملة، أو بواسطة أوبئة جارفة، وقد بيّن الإمام أنّ هذا الفناء لا يشمل المسلمين أو المؤمنين، وهذه قرينة على رجحان الحرب على الوباء، لأنّ الحرب يمكن أن تنشب بين الدول فلا تشترك فيها إلاّ الدول القوية القادرة على المنازلة، ومن غير المتوقّع اشتراك الدول الضعيفة فيها، فيكون ذلك سبباً لبقاء من فيها من الناس وفناء غيرهم في الدول المشاركة، ومن غير المرجح كذلك أن يحصل الفناء بواسطة الوباء، لأنّ الوباء لا يميّز بين أُمّة قوّية وأمّة ضعيفة.
نعم، ربّما يستفاد من خبر آخر أنّ ذهاب ثلثين من الناس يكون بالحرب والوباء كليهما، فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: (قُدَّامَ اَلْقَائِمِ مَوْتَتَانِ مَوْتٌ أَحْمَرُ وَمَوْتٌ أَبْيَضُ حَتَّى يَذْهَبَ مِنْ كُلِّ سَبْعَةٍ خَمْسَةٌ اَلْمَوْتُ اَلْأَحْمَرُ اَلسَّيْفُ وَ اَلْمَوْتُ اَلْأَبْيَضُ اَلطَّاعُونُ) كمال الدين، ج 2، ص 655 .
وعنه(عليه السلام) في حديث آخر: (فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لاَ نُوَقِّتُ وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: كَذَبَ اَلْوَقَّاتُونَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ قُدَّامَ هَذَا اَلْأَمْرِ خَمْسَ عَلاَمَاتٍ أُولاَهُنَّ اَلنِّدَاءُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَخُرُوجُ اَلسُّفْيَانِيِّ وَخُرُوجُ اَلْخُرَاسَانِيِّ وَقَتْلُ اَلنَّفْسِ اَلزَّكِيَّةِ وَخَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ قُدَّامَ ذَلِكَ اَلطَّاعُونَانِ اَلطَّاعُونُ اَلْأَبْيَضُ وَاَلطَّاعُونُ اَلْأَحْمَرُ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَأَيُّ شَيْءٍ هُمَا فَقَالَ: أَمَّا اَلطَّاعُونُ اَلْأَبْيَضُ فَالْمَوْتُ اَلْجَارِفُ وَأَمَّا اَلطَّاعُونُ اَلْأَحْمَرُ فَالسَّيْفُ...)
الغيبة (للنعمانی)، ج 1، ص 289 .
وعَنْ مُيَسِّرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: (يَا مُيَسِّرُ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ قِرْقِيسَا قُلْتُ هِيَ قَرِيبٌ عَلَى شَاطِئِ اَلْفُرَاتِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ بِهَا وَقْعَةٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهَا مُنْذُ خَلَقَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرْضَ وَلاَ يَكُونُ مِثْلُهَا مَا دَامَتِ اَلسَّمَاوَاتُ وَاَلْأَرْضُ مَأْدُبَةٌ لِلطَّيْرِ تَشْبَعُ مِنْهَا سِبَاعُ اَلْأَرْضِ وَطُيُورُ اَلسَّمَاءِ يُهْلَكُ فِيهَا قَيْسٌ وَلاَ يَدَّعِي لَهَا دَاعِيَةٌ قَالَ: وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ وَزَادَ فِيهِ وَيُنَادِي مُنَادٍ هَلُمُّوا إِلَى لُحُومِ اَلْجَبَّارِينَ) الکافي، ج 8، ص295.
وقد روى العامّة في مصادرهم ما يشير إلى ذلك، كما في حديث انحسار الفرات عن الذهب: (لا تقوم الساعة حتّى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل عليه الناس، فيقتل تسعة أعشارهم)(البرهان في إمارات مهدي آخر الزمان 2/640).
فمن خلال ما تقدّم يمكن أن نحتمل قيام حرب عالمية قبل ظهور الإمام المهدي(عليه السلام)، فإنّ هذه الأخبار متضافرة في الدلالة على حصول هلاك للناس؛ سببه الحرب على الأرجح.. ولا ننسى احتمال البداء في هذه الأمور أيضاً.
الجواب:
----------
روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ أَبِي بَصِيرٍ قَالاَ سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ:
(لاَ يَكُونُ هَذَا اَلْأَمْرُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثَا اَلنَّاسِ فَقُلْنَا إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اَلنَّاسِ فَمَنْ يَبْقَى فَقَالَ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا فِي اَلثُّلُثِ اَلْبَاقِي )
الغيبة (للطوسی)، ج1، ص 339 .
وظاهر الحديث أنّ الإمام المهدي(عليه السلام) لن يقوم أو يخرج إلاّ بعد فناء ثلثي الناس، ويتصوّر حدوث ذلك الفناء بحدوث حرب كونية شاملة، أو بواسطة أوبئة جارفة، وقد بيّن الإمام أنّ هذا الفناء لا يشمل المسلمين أو المؤمنين، وهذه قرينة على رجحان الحرب على الوباء، لأنّ الحرب يمكن أن تنشب بين الدول فلا تشترك فيها إلاّ الدول القوية القادرة على المنازلة، ومن غير المتوقّع اشتراك الدول الضعيفة فيها، فيكون ذلك سبباً لبقاء من فيها من الناس وفناء غيرهم في الدول المشاركة، ومن غير المرجح كذلك أن يحصل الفناء بواسطة الوباء، لأنّ الوباء لا يميّز بين أُمّة قوّية وأمّة ضعيفة.
نعم، ربّما يستفاد من خبر آخر أنّ ذهاب ثلثين من الناس يكون بالحرب والوباء كليهما، فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: (قُدَّامَ اَلْقَائِمِ مَوْتَتَانِ مَوْتٌ أَحْمَرُ وَمَوْتٌ أَبْيَضُ حَتَّى يَذْهَبَ مِنْ كُلِّ سَبْعَةٍ خَمْسَةٌ اَلْمَوْتُ اَلْأَحْمَرُ اَلسَّيْفُ وَ اَلْمَوْتُ اَلْأَبْيَضُ اَلطَّاعُونُ) كمال الدين، ج 2، ص 655 .
وعنه(عليه السلام) في حديث آخر: (فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لاَ نُوَقِّتُ وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: كَذَبَ اَلْوَقَّاتُونَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ قُدَّامَ هَذَا اَلْأَمْرِ خَمْسَ عَلاَمَاتٍ أُولاَهُنَّ اَلنِّدَاءُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَخُرُوجُ اَلسُّفْيَانِيِّ وَخُرُوجُ اَلْخُرَاسَانِيِّ وَقَتْلُ اَلنَّفْسِ اَلزَّكِيَّةِ وَخَسْفٌ بِالْبَيْدَاءِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ قُدَّامَ ذَلِكَ اَلطَّاعُونَانِ اَلطَّاعُونُ اَلْأَبْيَضُ وَاَلطَّاعُونُ اَلْأَحْمَرُ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَأَيُّ شَيْءٍ هُمَا فَقَالَ: أَمَّا اَلطَّاعُونُ اَلْأَبْيَضُ فَالْمَوْتُ اَلْجَارِفُ وَأَمَّا اَلطَّاعُونُ اَلْأَحْمَرُ فَالسَّيْفُ...)
الغيبة (للنعمانی)، ج 1، ص 289 .
وعَنْ مُيَسِّرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: (يَا مُيَسِّرُ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ قِرْقِيسَا قُلْتُ هِيَ قَرِيبٌ عَلَى شَاطِئِ اَلْفُرَاتِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ بِهَا وَقْعَةٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهَا مُنْذُ خَلَقَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرْضَ وَلاَ يَكُونُ مِثْلُهَا مَا دَامَتِ اَلسَّمَاوَاتُ وَاَلْأَرْضُ مَأْدُبَةٌ لِلطَّيْرِ تَشْبَعُ مِنْهَا سِبَاعُ اَلْأَرْضِ وَطُيُورُ اَلسَّمَاءِ يُهْلَكُ فِيهَا قَيْسٌ وَلاَ يَدَّعِي لَهَا دَاعِيَةٌ قَالَ: وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ وَزَادَ فِيهِ وَيُنَادِي مُنَادٍ هَلُمُّوا إِلَى لُحُومِ اَلْجَبَّارِينَ) الکافي، ج 8، ص295.
وقد روى العامّة في مصادرهم ما يشير إلى ذلك، كما في حديث انحسار الفرات عن الذهب: (لا تقوم الساعة حتّى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل عليه الناس، فيقتل تسعة أعشارهم)(البرهان في إمارات مهدي آخر الزمان 2/640).
فمن خلال ما تقدّم يمكن أن نحتمل قيام حرب عالمية قبل ظهور الإمام المهدي(عليه السلام)، فإنّ هذه الأخبار متضافرة في الدلالة على حصول هلاك للناس؛ سببه الحرب على الأرجح.. ولا ننسى احتمال البداء في هذه الأمور أيضاً.
تعليق