تويت
الشّكوى والشّكاية : مصدران من : شكىٰ يشكوا إلى زيد : تظلّم إليه ، وأخبره بسوء الحوادث ، فالمخبر شاك وزيد مشكوّ إليه ، والمخبر عنه مشكوّ منه ، والإخبار شكاية. والشكوىٰ إن كانت إلى الله تعالى أو إلى عبده المؤمن فهي حسن جميل ، سواء كانت من ظلم الناس أو مكاره الدهر.
وإن كانت من الله ومن الحوادث الراجعة إليه تعالىٰ ، فإن كانت إلى المؤمن فلا ذمّ ، وإن كانت إلى غيره فهي مذمومة.
وقد ورد في الكتاب الكريم قول يعقوب عليهالسلام : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) (1).
فما دامت النّعمة موفورة، شكرنا ربنا شكراً ظاهرياً لا لبّ له، بل يكون لأجل طمع الزيادة، وحينما تواجهنا مصيبةٌ واحدةٌ أو يحلّ بنا ألمٌ ومرضٌ، اشتكينا من الحقّ تعالى لدى الناس وغمزنا فيه، واعترضنا عليه، وأبدينا الشكوى أمام كلّ من هو أهل، ومن ليس بأهل. وتتحوّل الشكاوى والجزع والفزع الحاصل في النفس، إلى بذور البغض تجاه الحقّ والقضاء الإلهيّ، ثمّ ينمو شيئاً فشيئاً، ويشتدّ حتّى يتحوّل إلى ملكة، بل لا سمح الله، تتحوّل الصورة الداخلية للذات إلى صورة البغض لقضاء الحقّ، والعداء للذات المقدّسة.
وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): أنّه : من شكىٰ إلى أخيه فقد شكىٰ إلى الله ، ومن شكىٰ إلى غير أخيه فقد شكىٰ الله (2).
وأنّ أبغض الكلام إلى الله التحريف ، وهو قول الرجل : إنّي مجهود ، وما لي ، وما عندي (3).
وأنّه : عن أمير المؤمنين عليه السلام : إذا ضاقَ المسلمُ فلا يَشكُوَنَّ رَبَّهُ عَزَّ وجلَّ ، ولْيَشكُ إلى رَبِّهِ الذي بِيَدِهِ مَقالِيدُ الاُمورِ و تَدبِيرُها(4).
وأنّه : من لم يرضَ بما قسم الله له من الرزق وبثّ شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ، وهو عليه غضبان ، إلّا أن يتوب (5).
____________________________
1) سورة يوسف، الآية : ٨٦.
2) وسائل الشيعة، ج ٢، ص ٦٣٢ ـ بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٣٢٥ وج ٨١ ، ص ٢٠٧.
3) بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٣٢٥.
4) بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٣٢٦.
5) من لا يحضره الفقيه، ج ٤، ص ١٣ ـ بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٣٢٦.
وإن كانت من الله ومن الحوادث الراجعة إليه تعالىٰ ، فإن كانت إلى المؤمن فلا ذمّ ، وإن كانت إلى غيره فهي مذمومة.
وقد ورد في الكتاب الكريم قول يعقوب عليهالسلام : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ) (1).
فما دامت النّعمة موفورة، شكرنا ربنا شكراً ظاهرياً لا لبّ له، بل يكون لأجل طمع الزيادة، وحينما تواجهنا مصيبةٌ واحدةٌ أو يحلّ بنا ألمٌ ومرضٌ، اشتكينا من الحقّ تعالى لدى الناس وغمزنا فيه، واعترضنا عليه، وأبدينا الشكوى أمام كلّ من هو أهل، ومن ليس بأهل. وتتحوّل الشكاوى والجزع والفزع الحاصل في النفس، إلى بذور البغض تجاه الحقّ والقضاء الإلهيّ، ثمّ ينمو شيئاً فشيئاً، ويشتدّ حتّى يتحوّل إلى ملكة، بل لا سمح الله، تتحوّل الصورة الداخلية للذات إلى صورة البغض لقضاء الحقّ، والعداء للذات المقدّسة.
وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): أنّه : من شكىٰ إلى أخيه فقد شكىٰ إلى الله ، ومن شكىٰ إلى غير أخيه فقد شكىٰ الله (2).
وأنّ أبغض الكلام إلى الله التحريف ، وهو قول الرجل : إنّي مجهود ، وما لي ، وما عندي (3).
وأنّه : عن أمير المؤمنين عليه السلام : إذا ضاقَ المسلمُ فلا يَشكُوَنَّ رَبَّهُ عَزَّ وجلَّ ، ولْيَشكُ إلى رَبِّهِ الذي بِيَدِهِ مَقالِيدُ الاُمورِ و تَدبِيرُها(4).
وأنّه : من لم يرضَ بما قسم الله له من الرزق وبثّ شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ، وهو عليه غضبان ، إلّا أن يتوب (5).
____________________________
1) سورة يوسف، الآية : ٨٦.
2) وسائل الشيعة، ج ٢، ص ٦٣٢ ـ بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٣٢٥ وج ٨١ ، ص ٢٠٧.
3) بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٣٢٥.
4) بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٣٢٦.
5) من لا يحضره الفقيه، ج ٤، ص ١٣ ـ بحار الأنوار، ج ٧٢، ص ٣٢٦.