ما الذي يقابل الخوف من الموت

[الاشتر]

🩸 بعد ساعات تأمل وحيرة عن المصير، سألت استاذي :

ماذا أفعل .. فأنا أخافُ الموت❓
قال لي :
تذكر ..
أيها الهارب من الموت إلى الدنيا،
والغافل عن أنك هارب اليه ؛
فكلما فررت من أيامك بنسيانه..
فإنك تقترب منه أكثر لتلاقيه..
فالبعد عنه.. هو قرب منه..
تلك حكمة قد كتبتها الكتب عليه.
واعلم أنك قد كنت عدم وسكون ..!
وستعود الى التراب ؛
وكأنك ماكنت ولا ستكون.
وستغدو خبر بعد أثر؛
فاليوم موجود وماثل للنظر .
وغداً سيُقال عنك يرحمك الله ..!
وقد أصبحتَ خبر والأثر أندثر..
فأتعظ قبل فوات الأوان ..!
واعرف أن الدنيا دار الغرور ؛
وما لها صاحب ولا أمان.
وما زينتها ولهوها ولعبها،
إلا فرحة الغافلين ..!
وقربها منكم ما هو،
إلا عرس الراحلين ..!
كمْ عانقت قبلكم..
وكم قبلت شفاه غيركم!
ثم رحلوا محملين بآثامها ؛
ويبكون من غدرها وآلامها..
فاحذروا العجوز المتصابية ؛
وطلقوها قبل أن تتزوجوها ،
فإن بقربها الخسارة ..!
والبعد عنها فوز بالتجارة ..!
حتى وإن طالت أيامك معها ؛
فالنهاية فيها قريبة..
فاعمل حتى ترى الموت حق ،
وتعانقه عناق الحبيب لحبيبه..
فالموت بداية البقاء..
والحياة نهاية الفناء..
فمن أراد البقاء والآخرة،
أخلص وأعمل لها ..!
ومَنْ أراد الدنيا الغادرة،
سعد بلعبها ولهوها..
💡 فاليوم عمل دون حساب
وغداً حساب دون عمل..
فأغتنم يوم عملك ليوم حسابك
وأعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً
واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً
وتمعنْ بما قلت وتعلم
وأسأل عما تجهلْ تُفهَم.. .