إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الثقة بالنفس أمْ بالله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الثقة بالنفس أمْ بالله

    الثقة بالنفس أمْ بالله
    ذهب الكثير إلى ضرورة الثقة بالنفس، وقال آخرون: إنّه لا فرق بين أنْ تكون الثقة بالنفس والثقة بالله، مع أنّنا لو تأمّلنا قليلاً لوجدنا أنّ أموراً كثيرة سلبيّة خطيرة تنتج من زيادة الثقة بالنفس، وهي ما لا تجدها عند مَن يثق بالله ويتّكل عليه لا على نفسه، مهما كانت لديه من مهارة وكاريزما، منها:
    1ـ صعوبة الوصول إلى حالة الجزم في الثقة لتحقيق شيء ما، بينما يسهل الجزم لو كانت الثقة بالله.
    2ـ الثقة بالنفس محدودة بحدودها، بينما الثقة بالله لا يمكن أنْ تحدّ بحدّ.
    3ـ ليس من السهل التمييز بين الثقة الحقيقية وبين الخُيَلاء، بينما الثقة بالله تكفيه هذه المؤونة لأنّه لا ينظر إلى نفسه ولا يتّكل عليها.
    4ـ قد تحتاج أحياناً إلى تحطيم ثقتك بنفسك لأجل إعادة بنائها مرّة أخرى، بينما الثقة بالله لا تحتاج منك ذلك إطلاقاً إذا لم نقُل بقبح ذلك شرعاً.
    5ـ الثقة العالية بالنفس ـ في أغلب الأحيان ـ تجلب الغرور وتسلب العقل، بينما الثقة بالله تجلب التواضع وتفتح البصيرة.
    6ـ الثقة العالية بالنفس ترفع من حبّ الذات والأنانية، بينما الثقة العالية بالله تكون بعد إنكار الذات وخدمة الغير.
    7ـ الثقة العالية بالنفس تمنع اتّباع الغير حتى لو اعتقد أنّه أفضل منه، بينما الثقة بالله تفتح طريق الارتباط بالغير إذا ما اعتقد أنّه أفضل منه.
    8ـ لا يمكن الشعور بالأمان عند الارتباط والثقة بالآخرين، بينما الثقة بالله توجب الشعور بالأمان، ودائماً يرى ضرورة الارتباط بالآخرين تطبيقاً لأمر الله وأنّهم خير الأعوان.
    9ـ الإعجاب بالنفس نتيجة الثقة بها ينفّر الناس منك؛ لأنها ـ في أغلب الأحيان ـ تستبطن العُجُب، بينما الثقة بالله تستقطب الناس إليك.
    10ـ ظهور الكِبَر الناتج من الثقة بالنفس ـ غالباً ـ يكون منشأ للظلم، بينما تكون الثقة بالله منشأً لنزول الرحمة.
    11ـ تنتج الثقة بالنفس صراعاً بين الأفراد خاصّة أولئك الذين يرَوْنَ أنّ لهم ثقة زائدة أكثر من غيرهم، بخلاف الثقة بالله فإنّها تنتج الألفة والانسجام التامّين بين أفراد المجتمع، وتعزّز روح التعاون والعمل والاجتماعي وتوظيف ذلك في خدمة الجميع.
    12ـ يمكنك أنْ تكذب على نفسك أمام الآخرين لأجل كسبهم، بينما لا يمكنك أنْ تكذب على نفسك أمام الله المطّلع على السرائر.
    13ـ يمكن للثقة بالنفس أنْ تتذبذب أو تتزعزع بحسب الظروف، بينما تقوى الثقة بالله وتتعزّز مع زيادة البلاء، بمرور الزمان.
    14ـ طروّ بعض الأفكار السلبية والقلق والتردّد يدمّر الثقة بالنفس إذا أوكلت إليها، بينما طرّوها عند المؤمن يعزّز الثقة بالله إذا أوكلت إليه.
    15ـ الخوف من الفشل يخالف الثقة بالنفس، باعتبارهما متضادّان لا يجتمعان، فكلّما يزداد الخوف من الفشل تنقص الثقة ويقلّ اليقين، لهذا وجب أنْ تكون الثقة بالنفس أكبر من المخاوف؛ بينما يجتمع الخوف من الفشل مع الثقة بالله ويعْدّ كمالاً، ويكون ازدياد ذلك الخوف دليلاً على زيادة اليقين.
    16ـ الخوف والشكّ في قدراتك تجعل الناس يهربون منك، بينما الخوف والشكّ في قدراتك نتيجة ثقتك بالله تجعل الناس ينجذبون إليك.
    17ـ النتائج الغير متوقّعة والإحباط والانتكاسات إذا ما حصلت نتيجة الثقة العالية بالنفس وعدم الحصول على شيء ما، تولّد اليأس في أغلب الأحيان، بينما يُستبعد تصوّر الإحباط والانتكاسات عند الواثق بالله، لكون اليأس من الصفات الذميمة، بل من الذنوب الكبيرة، والعبد لا يمكن أنْ يتّصف بالفشل ما دام هو معتمداً على الله.
    ولذا ورد في السنّة عن أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلاَمُ، أنّه قال: (اَلثِّقَةُ بِالنَّفْسِ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ اَلشَّيْطَانِ)غرر الحکم، ج 1، ص 78 ، وعنه عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (إِيَّاكَ وَ اَلثِّقَةَ بِنَفْسِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَكْبَرِ مَصَائِدِ اَلشَّيْطَانِ) غرر الحکم، ج1، ص 168 .
    وعلى هذا ينبغي التوجّه لله والدعاء دوماً، فقد ورد عن ابن أبي يعفور قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ: وهُوَ رافِعٌ يَدَهُ إلَى السَّماءِ : (وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَ لاَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ لاَ أَكْثَرَ)الکافي، ج 2، ص 581، ح 15 .
    وورد عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : (اللَّهُمَّ يَا عُدَّتِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَ يَا صَاحِبِي عِنْدَ شِدَّتِي وَ يَا وَلِيَّ نِعْمَتِي إِلَهِي وَ إِلَهَ آبَائِي لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فَإِنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَقْرُبْ مِنَ الشَّرِّ وَ أَبْعُدْ مِنَ الْخَيْرِ)الکافي، ج 7، ص 2.
    ومع ذلك كلّه، فإنّ الثقة بالنفس أولى من الإحباط لمن لا يؤمن بالله، والاعتماد على النفس أولى من الانجراف إلى الغير بدون معرفة، لكون الثقة بالله لا تأتي إلّا بعد إعداد النفس بالعلم والعمل.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X