هذا الدعاء يدعى به في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك ، ويبدو أن الدعاء الواحد تكراره وإمراره على اللسان ، في أكثر من وقت ، وفي أكثر من فرصة ، من موجبات ترسخ معاني ذلك الدعاء في قلب الإنسان الداعي.
إن الصائم عندما يصوم نهاره ، فإنه يتحين ليالي شهر رمضان المبارك ، ليثّبت المكاسب التي اكتسبها من خلال صيام النهار ، وليناجي ربه.. غير أن الدعاء على صور ودرجات :
فمنه : الدعاء الذي يقرأ قراءة ، ويتلى تلاوة ، من دون تدبر وتفكر.. فهذا الدعاء لا يسمى دعاء ، وإنما هو قراءة للدعاء.. وأنا أعتقد أن أغلب الناس يقرؤون الأدعية قراءة ، ولا يدعون بها دعاء..
ومنه : الدعاء التربوي والتأملي.. بعض الناس يقرأ الدعاء وهو يتفكر في معاني ذلك الدعاء ، من دون أن يعيش حالة الطلب والخطاب مع المولى عز اسمه..
وأما النوع الثالث : فهو الدعاء بمعنى التفاعل القلبي.. إن الدعاء طلب ، والإنسان الذي يطلب شيئاً من كريم ، فإنه يعيش حالة الذلة والتواضع والمسكنة.. ومن هنا فإن الدعاء البليغ ، هو ذلك الدعاء الذي يجمع بين التلاوة الفصيحة ، التي فيها حالة من حالات الإقبال والتذلل والخضوع بين يدي المولى ، والتدبر في المضامين ، والتفاعل القلبي.. فمجموع هذه التفاعلات ، يوجب حالة من حالات الانقطاع إلى الله عزوجل.. ويصل المؤمن إلى درجة من الأنس والدلال أنه يتحين الفرصة ليتحدث مع ربه ، كما كان الكليم (عليه السلام) ، حيث عندما سئل عما في يده ، وإذا به تحين الفرصة ليتحدث مع الله عزوجل في حديث مسهب : ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ﴾ سورة طه، الآيتان: 17-18.
فإذن، إن المؤمن إذا تعود الحديث مع رب العالمين ، فسوف لن يرى لذة في عالم الوجود أغلى وأعلى من لذة الأنس مع الله سبحانه وتعالى.. ولهذا حق لنبينا الأكرم أن يقول : (أبرد يا بلال !) ، عندما كان يحين وقت الصلاة.. والبعض قال (أبرد) بمعنى البريد ، أي عجل.. والبعض قال (أبرد) بمعنى البرد ، أي أبرد نار الشوق إلى الله عزوجل.. وهنيئاً لمن توفق في هذه الليالي المباركة ، ليفتح صفحة جديدة مع ربه !..
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ، واجعله خير شهر رمضان مر علينا ، بمنك وكرمك !.
إن الصائم عندما يصوم نهاره ، فإنه يتحين ليالي شهر رمضان المبارك ، ليثّبت المكاسب التي اكتسبها من خلال صيام النهار ، وليناجي ربه.. غير أن الدعاء على صور ودرجات :
فمنه : الدعاء الذي يقرأ قراءة ، ويتلى تلاوة ، من دون تدبر وتفكر.. فهذا الدعاء لا يسمى دعاء ، وإنما هو قراءة للدعاء.. وأنا أعتقد أن أغلب الناس يقرؤون الأدعية قراءة ، ولا يدعون بها دعاء..
ومنه : الدعاء التربوي والتأملي.. بعض الناس يقرأ الدعاء وهو يتفكر في معاني ذلك الدعاء ، من دون أن يعيش حالة الطلب والخطاب مع المولى عز اسمه..
وأما النوع الثالث : فهو الدعاء بمعنى التفاعل القلبي.. إن الدعاء طلب ، والإنسان الذي يطلب شيئاً من كريم ، فإنه يعيش حالة الذلة والتواضع والمسكنة.. ومن هنا فإن الدعاء البليغ ، هو ذلك الدعاء الذي يجمع بين التلاوة الفصيحة ، التي فيها حالة من حالات الإقبال والتذلل والخضوع بين يدي المولى ، والتدبر في المضامين ، والتفاعل القلبي.. فمجموع هذه التفاعلات ، يوجب حالة من حالات الانقطاع إلى الله عزوجل.. ويصل المؤمن إلى درجة من الأنس والدلال أنه يتحين الفرصة ليتحدث مع ربه ، كما كان الكليم (عليه السلام) ، حيث عندما سئل عما في يده ، وإذا به تحين الفرصة ليتحدث مع الله عزوجل في حديث مسهب : ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ﴾ سورة طه، الآيتان: 17-18.
فإذن، إن المؤمن إذا تعود الحديث مع رب العالمين ، فسوف لن يرى لذة في عالم الوجود أغلى وأعلى من لذة الأنس مع الله سبحانه وتعالى.. ولهذا حق لنبينا الأكرم أن يقول : (أبرد يا بلال !) ، عندما كان يحين وقت الصلاة.. والبعض قال (أبرد) بمعنى البريد ، أي عجل.. والبعض قال (أبرد) بمعنى البرد ، أي أبرد نار الشوق إلى الله عزوجل.. وهنيئاً لمن توفق في هذه الليالي المباركة ، ليفتح صفحة جديدة مع ربه !..
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ، واجعله خير شهر رمضان مر علينا ، بمنك وكرمك !.
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق