السؤال / ام عباس / الكويت
السلام عليكم ورحمة الله
1- يجمع اهل السنة ان ابو بكر هو اول من اسلم من الرجال، فماذا عن مذهب اهل البيت (ع)؟ وهل اسلم فعلا في اول عام من البعثة الشريفة؟
(حاولت البحث في كتاب الغدير-ج5- كما ذكرتم في الاجابة عن احد الاسئلة لكن لم اعثر على المطلوب )
2- لاحظت الاختلاف الشديد في تاريخ وعام اسلام عمر حسب روايات العامة. فما هو الثابت عندنا؟
وشكرا جزيلا لكم
الجواب
الأخت أم عباس المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً:
1- توجد روايات كثيرة متناقضة فيما بينها في مسألة إسلام أبي بكر فلا يمكنهم الجزم برواية دون رواية وإلا كان ترجيحاً بلا مرجح بل ترجيحاً للمرجوح.
2- إن المذهب السني لم يجمع على القول بأن أبا بكر هو أول من أسلم بل يوجد الكثير منهم منذ عهد الصحابة وإلى يومنا هذا لا يلتزمون بأوليته.
3- وهناك رواية صحيحة السند عندهم ينص فيها سعد بن أبي وقاص على أنّ أبا بكر أسلم بعد خمسين رجلاً ! وهذا يعني أنه أسلم بعد سبع أو تسع سنين تقريباً. وهذا ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) معرّضاً بمن يقارنه بأبي بكر أو ينسب لأبي بكر الأسبقية والتصديق كما سنرويه.
وقول سعد قد أخرجه أصحاب التاريخ بسند لا غبار عليه ولكن قد استنكره ابن كثير تلميذ ابن تيمية كعادته لكونه يخالف ثوابت مذهبه دون دليل ولا جرح ولا قدح بسنده فقال في تاريخه (البداية والنهاية 3/ 39) عن محمد بن سعد قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاماً؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين ولكن كان أفضلنا إسلاماً.
ورواه ابن جرير في (تاريخه 2/60) بعد قوله: وقال آخرون أسلم قبل أبي بكر جماعة، مع العلم أن إسلام أربعين رجلاً لم يحصل إلا بعد خمسة أو ستة أعوام بعد البعثة فيدل إسلام أكثر من خمسين رجلاً قبل أبي بكر كونه قد أسلم بعد سبع أو تسع سنين ولذلك كان أمير المؤمنين يكثر من قول: (آمنت قبل الناس بسبع سنين) ويردد كثيراً هذا المعنى ليثبت هذه الحقيقة التي أراد الظالمون طمسها وتغييرها.
فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بإشارة واضحة لهذا الأمرأنا عبد الله وأخو رسوله(ص)
وأنا الصدِّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذّاب، صلّيت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة).أخرجه الحاكم في (المستدرك ج 3 ص112)
وصححه على شرطهما
وابن ماجة في (سننه ج 1 ص 44)
وابن أبي شيبة في (المصنف ج7 ص 498)
وابن أبي عاصم في (كتاب السنة 584)
والنسائي في (سننه الكبرى ج 5 ص107)
وابن كثير في (البداية والنهاية ج 3 ص 36)
وغيرهم، وله شواهد كثيرة منها: ما أخرجه الحاكم أيضاً (ج 3 ص 112)
بسند آخر عن حبة بن جوين العرني عن علي قال: (عبدت الله مع رسول الله(ص) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة).
وأخرجه أيضاً النسائي في (سننه الكبرى ج 5 ص 107)
بسند آخر أيضاً،
وفي (خصائص أمير المؤمنين) للنسائي أيضاً بتسع سنين (ص47)،
وأبو يعلى في (مسنده ج1 ص 348)
(مردد بين الخمس والسبع سنين)
وابن عبد البر في (الاستيعاب ج 3 ص 1095) (بخمس سنين)
وأخرج حديث حبة بن جوين العرني إبن الأثير في أسد الغابة (ج 4 ص17)
وابن عبد البر في الاستيعاب ج ص 1059).
وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المقصود من الناس هنا بقوله في حديث آخر بنفس معنى هذا الحديث حيث صرح فيه باسم أبي بكر فقال (عليه السلام) كما روى ذلك سليمان بن عبد الله عن معاذة العدوية قال: سمعت علياً وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 13ص 164) والخطيب التبريزي في الأكمال (ص127) والضحاك في الآحاد والمثاني (ج1ص 151)
والمزي في تهذيب الكمال (ج 12 ص19) وابن حجر في تهذيب التهذيب (ج 4 ص 179)
وابن قتيبة في المعارف (ص169) والبلاذري في أنساب الأشراف (ج 1 ص287 )
وابن عدي في الكامل (ج 3 ص 274)
والعقيلي في الضعفاء ( ج 2 ص131)
وابن كثير في البداية والنهاية (ج 7 ص 370)
ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص58).
ومن كل هذا يتضح بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) حاول بنفسه بيان كذب القوم وإدعائهم ما ليس لهم واستئثارهم بحقوقه وخصائصه (عليه السلام) من كونه هو الصديق وكونه هو أول من أسلم.
ثانياً: أما مسألة إسلام عمر، ففيها أيضاً عندهم أخبار كثيرة مختلفة ومن المؤكد أنه أسلم بعد أبي بكر بكثير، وأكثر علمائنا على أنه أسلم قبل الهجرة بقليل وليس كما يدعى بأنه الرقم (40) من بين المسلمين وأن ذلك كان في السنة السادسة بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة،وأما روايات قصة إسلامه فحدّث ولا حرج من الاختلاف والتناقض وقد أوضح السيد العلامة جعفر مرتضى العاملي سبعة وجوه في تخطئة وإبطال قولهم بإسلام عمر عام ستة من البعثة
راجع (الصحيح من السيرة 3/ 300).
وله في نفس هذا الجزء كلام جيد في إسلام أبي بكر أيضاً (ج 3 ص 55).
وفي الغدير أيضاً عن إسلام أبي بكر تجده في (ج 3 ص 310) فراجع.
ودمتم في رعاية الله
السلام عليكم ورحمة الله
1- يجمع اهل السنة ان ابو بكر هو اول من اسلم من الرجال، فماذا عن مذهب اهل البيت (ع)؟ وهل اسلم فعلا في اول عام من البعثة الشريفة؟
(حاولت البحث في كتاب الغدير-ج5- كما ذكرتم في الاجابة عن احد الاسئلة لكن لم اعثر على المطلوب )
2- لاحظت الاختلاف الشديد في تاريخ وعام اسلام عمر حسب روايات العامة. فما هو الثابت عندنا؟
وشكرا جزيلا لكم
الجواب
الأخت أم عباس المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً:
1- توجد روايات كثيرة متناقضة فيما بينها في مسألة إسلام أبي بكر فلا يمكنهم الجزم برواية دون رواية وإلا كان ترجيحاً بلا مرجح بل ترجيحاً للمرجوح.
2- إن المذهب السني لم يجمع على القول بأن أبا بكر هو أول من أسلم بل يوجد الكثير منهم منذ عهد الصحابة وإلى يومنا هذا لا يلتزمون بأوليته.
3- وهناك رواية صحيحة السند عندهم ينص فيها سعد بن أبي وقاص على أنّ أبا بكر أسلم بعد خمسين رجلاً ! وهذا يعني أنه أسلم بعد سبع أو تسع سنين تقريباً. وهذا ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) معرّضاً بمن يقارنه بأبي بكر أو ينسب لأبي بكر الأسبقية والتصديق كما سنرويه.
وقول سعد قد أخرجه أصحاب التاريخ بسند لا غبار عليه ولكن قد استنكره ابن كثير تلميذ ابن تيمية كعادته لكونه يخالف ثوابت مذهبه دون دليل ولا جرح ولا قدح بسنده فقال في تاريخه (البداية والنهاية 3/ 39) عن محمد بن سعد قال: قلت لأبي: أكان أبو بكر أولكم إسلاماً؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين ولكن كان أفضلنا إسلاماً.
ورواه ابن جرير في (تاريخه 2/60) بعد قوله: وقال آخرون أسلم قبل أبي بكر جماعة، مع العلم أن إسلام أربعين رجلاً لم يحصل إلا بعد خمسة أو ستة أعوام بعد البعثة فيدل إسلام أكثر من خمسين رجلاً قبل أبي بكر كونه قد أسلم بعد سبع أو تسع سنين ولذلك كان أمير المؤمنين يكثر من قول: (آمنت قبل الناس بسبع سنين) ويردد كثيراً هذا المعنى ليثبت هذه الحقيقة التي أراد الظالمون طمسها وتغييرها.
فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بإشارة واضحة لهذا الأمرأنا عبد الله وأخو رسوله(ص)
وأنا الصدِّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذّاب، صلّيت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة).أخرجه الحاكم في (المستدرك ج 3 ص112)
وصححه على شرطهما
وابن ماجة في (سننه ج 1 ص 44)
وابن أبي شيبة في (المصنف ج7 ص 498)
وابن أبي عاصم في (كتاب السنة 584)
والنسائي في (سننه الكبرى ج 5 ص107)
وابن كثير في (البداية والنهاية ج 3 ص 36)
وغيرهم، وله شواهد كثيرة منها: ما أخرجه الحاكم أيضاً (ج 3 ص 112)
بسند آخر عن حبة بن جوين العرني عن علي قال: (عبدت الله مع رسول الله(ص) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة).
وأخرجه أيضاً النسائي في (سننه الكبرى ج 5 ص 107)
بسند آخر أيضاً،
وفي (خصائص أمير المؤمنين) للنسائي أيضاً بتسع سنين (ص47)،
وأبو يعلى في (مسنده ج1 ص 348)
(مردد بين الخمس والسبع سنين)
وابن عبد البر في (الاستيعاب ج 3 ص 1095) (بخمس سنين)
وأخرج حديث حبة بن جوين العرني إبن الأثير في أسد الغابة (ج 4 ص17)
وابن عبد البر في الاستيعاب ج ص 1059).
وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى المقصود من الناس هنا بقوله في حديث آخر بنفس معنى هذا الحديث حيث صرح فيه باسم أبي بكر فقال (عليه السلام) كما روى ذلك سليمان بن عبد الله عن معاذة العدوية قال: سمعت علياً وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال (ج 13ص 164) والخطيب التبريزي في الأكمال (ص127) والضحاك في الآحاد والمثاني (ج1ص 151)
والمزي في تهذيب الكمال (ج 12 ص19) وابن حجر في تهذيب التهذيب (ج 4 ص 179)
وابن قتيبة في المعارف (ص169) والبلاذري في أنساب الأشراف (ج 1 ص287 )
وابن عدي في الكامل (ج 3 ص 274)
والعقيلي في الضعفاء ( ج 2 ص131)
وابن كثير في البداية والنهاية (ج 7 ص 370)
ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص58).
ومن كل هذا يتضح بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) حاول بنفسه بيان كذب القوم وإدعائهم ما ليس لهم واستئثارهم بحقوقه وخصائصه (عليه السلام) من كونه هو الصديق وكونه هو أول من أسلم.
ثانياً: أما مسألة إسلام عمر، ففيها أيضاً عندهم أخبار كثيرة مختلفة ومن المؤكد أنه أسلم بعد أبي بكر بكثير، وأكثر علمائنا على أنه أسلم قبل الهجرة بقليل وليس كما يدعى بأنه الرقم (40) من بين المسلمين وأن ذلك كان في السنة السادسة بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة،وأما روايات قصة إسلامه فحدّث ولا حرج من الاختلاف والتناقض وقد أوضح السيد العلامة جعفر مرتضى العاملي سبعة وجوه في تخطئة وإبطال قولهم بإسلام عمر عام ستة من البعثة
راجع (الصحيح من السيرة 3/ 300).
وله في نفس هذا الجزء كلام جيد في إسلام أبي بكر أيضاً (ج 3 ص 55).
وفي الغدير أيضاً عن إسلام أبي بكر تجده في (ج 3 ص 310) فراجع.
ودمتم في رعاية الله
تعليق