بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
إذا بحثنا في التاريخ البشري منذ انطلاقته بأبينا آدم (ع) وحتى يومنا هذا وخلال آلاف الأعوام والقرون وفي كل الأمم والشعوب، وفي كل العصور وكر الدُّهور فإننا لن نجد شخصاً يحمل كل المواصفات الإنسانية كالإمام علي بن أبي طالب (ع)، إلا صنوه ومربيه ومعلمه رسول الله محمد بن عبد الله (ص)، هذا الذي لا شبيه له ولا نظير في البشر، الذي كان شرف ربيعة ومضر.
فالباحث في التاريخ الإنساني يجد الكثير من الشخصيات العظيمة لا سيما الأنبياء والرسل الكرام، والعظماء الذين كان لهم بصمتهم في تاريخ أممهم وشعوبهم، ولكن شخص كعلي بن أبي طالب (ع) لن تجد أبداً، ولذا صدق الذي قال: بأن معجزة الرسول محمد (ص) هو علي بن أبي طالب (ع)، وهو المعجزة الإنسانية التي أعجزت حتى أبناءه الأئمة الأطهار عن اللحاق به، فهذا حفيده وسميه الإمام السجاد علي بن الحسين (ع) لا يستطيع ولا يُطيق عمل جدِّه (ع).
عبادة الإمام علي (ع)
يُروى في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) في ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناقبه، ومدحه بما هو أهله، وزهده في المأكل والمشرب والملبس، قال فيه: (وما أطاق عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة غيره، ثم قال: وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين (عليه السلام).
ويروي هذه القصة عن أبيه الإمام الباقر (ع) قال: ولقد دخل أبو جعفر - ابنه - عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه، وقد اصفرَّ لونه من السَّهر، ورمصت عيناه من البكاء، قال أبو جعفر (عليه السلام): فلم أملك - حين رأيته بتلك الحال - البكاء، فبكيتُ رحمة له، فإذا هو يُفكر، فالتفتَ إليَّ بعد هنيئة من دخولي - فقال: يا بني، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأعطيته، فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تضجُّراً، وقال: مَنْ يقوى على عبادة علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟
وعن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أخذ كتاب علي (عليه السلام) فنظر فيه قال: مَنْ يُطيق هذا؟ مَنْ يُطيق هذا؟).
هكذا يُعلن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وسيد الساجدين، وهو مَنْ هو في العبادة، بل في أعلى قمم العبادة والاجتهاد في الطاعة لله، أنه لا يقوى على عبادة جدِّه علي (عليه السلام)!
وإذا كان شرف الإنسان بعبادته لربه، وتقربه إليه، فإنه لم يسبق علي بن أبي طالب (ع) في ذلك إلا رسول الله (ص) الذي أشفق الله تعالى عليه فناداه من فوق عرشه قائلاً: (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى) (طه: 2)، وقالوا له: أ تَتَكلَّفُ هَذَا وَقَد غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.
وذلك لأنه قام في مصلاه حتى تفطَّرت، وتورَّمت قدماه، فأشفق الله عليه من كثرة عبادته، فهو عبد الله ورسوله، وكذلك كان وصيه وابن عمه الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي كان يتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، كما قال في خطبته القاصعة.
فإلى أي سماء ترتفع فضيلة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في العبادة، والعظمة والقرب من الرَّب سبحانه وتعالى؟، وأين الآخرين من هذه القمَّة السَّامقة، والذُّروة الشَّاهقة، فهو حقاً كما وصف نفسه – روحي فداه في شقشقيقيته حيث قال: (يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ)، فالسيل ينحدر من عليائه، والفكر لا يرتقي إليه مهما ارتفع وعلا وتعملق، لأنه فوق الوِسع والطاقة البشرية، فهو الإنسان المثال الذي خلقه الباري سبحانه ليحتجَّ به على غيره من الخلق، فجعله النموذج الأرقى، والأنقى، والأتقى في حياة البشرية.
الإمام علي (ع) إنسان كامل
إذا كان هناك إنسان كامل بكل معنى الكمال الإنساني فهو رسول الله محمد (ص)، وصنوه ولي الله الإمام علي بن أبي طالب (ع) لأنه نفس رسول الله كما في آية المباهلة المباركة، فهما الإنسان المثال والكامل في هذه الدنيا، ولكن رسول الله (ص) جعله الله لنفسه، ولم يمتحن الله به إلا الأنبياء والمرسلين، وأبناءه من أئمة المسلمين المعصومين (ع)، ولكن جعل وصيه وصنوه الإمام علي (ع) هو المحنة للعالمين، وللبشر أجمعين، فكان ولي الله الأعظم.
فهو الذي يقول رسول الله (ص) فيه: (عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ)، و(عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ)، و(عليّ على الحقّ؛ مَن اتّبعه اتّبع الحقّ، ومَن تركه ترك الحقّ)، و(عليّ مع الحقّ والقرآن، والحقّ والقرآن مع عليّ)، فإذا كان مدار الحياة على الحق، فهو قطبها الوحيد، وإذا كان مدارها على القرآن الكريم فهو القرآن الناطق، وإذا كان كلاهما فهو يدور معهما وهما يدوران عليه، فهو قطب الرحى (مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى)، ولا رحى للحياة ولا دوران بلا قطب تدور عليه، فهلَّا فهمنا هذا المعنى الرفيع لمكان ومكانة الإمام علي (ع) في هذه الحياة؟
فالعظمة في شخصية الإمام علي (ع) هي ذاتية، وسجية، وطبيعة، وفطرة ربانية انفرد بها عن الخلق جميعاً، فهو الذي قال فيه رسول الله (ص): (أقضاكم عليّ)، و(أعلمكم عليّ) و(أعلم أُمّتي من بعدي عليّ)، و(عليٌّ أشجع الناس قلباً، وأعلم الناس علماً)، فهو الحكيم الذي بيَّنه وأشار إليه رسول الله (ص) منذ طفولته حيث اختصَّه به وربَّاه في حِجره، واستخلصه لنفسه، فكان أنيسه ورفيقه الذي يحمله على صدره ويدور به في جبال مكة ووديانها، حتى نزل عليه الوحي وهو في الغار وكان معه وسمع رنَّة الشيطان.
وهذا ما شهد به الصحابة أنفسهم وأقوالهم معروفة ومشهورة عند الجميع، ففي البخاري عن عمر قال: (أقضانا عليّ)، وفي المناقب عن عمر، قال: (كنّا أُمرنا إذا اختلفنا في شيء أن نُحكِّم عليّاً)، وفي شرح نهج البلاغة قال: (إنّ عليّاً(عليه السلام) جلس إلى عمر في المسجد وعنده ناس، فلمّا قام عرَّض واحدٌ بذِكره، ونسبه إلى التِّيه والعُجب؛ فقال عمر: حقّ لمثله أن يَتيهَ! واللَّه، لولا سيفه لما قام عمود الإسلام، وهو بعدُ أقضى الأُمّة، وذو سابقتها، وذو شرفها).
الإمام علي (ع) شهيد عظمته
رُوي أنه لما جاءت صفية بنت حي بن أخطب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانت من أحسن الناس وجها، فرأى في وجهها شجَّةً، فقال: ما هذه وأنت ابنة الملوك؟ فقالت: إن علياً (عليه السلام) لما قدم إلى الحصن هزَّ الباب فاهتز الحصن وسقط مَنْ كان عليه من النظَّارة (الحرس) وارتجف بي السرير فسقطتُ لوجهي فشجَّني جانب السرير، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا صفية إن علياً عظيم عند الله، وإنه لما هزَّ الباب اهتز الحصن، واهتزت السماوات السبع، والأرضون السبع، واهتز عرش الرحمن غضباً لعلي).
وفي ذلك اليوم لما شطر مرحباً شطرين وألقاه مجدلاً جاء جبرئيل (ع) من السماء متعجباً، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ممَّ تعجبت؟ فقال: إن الملائكة تنادي في صوامع جوامع السماوات: لا فتى إلا علي، لا سيف إلا ذو الفقار).
هنا العظمة التي لا تُدرك، ولا تُعرف، ولا تُطاق من البشر العاديين، لأنها مختصَّة بالكاملين منهم، فعظمة أمير المؤمنين (ع) لا تُدرك حقيقتها ولكن يُؤمن بها، فكان شهيد عظمته في أمته التي تدَّعي الانتساب إليه ولكن لم ترتفع إلى عليائه بل أرادت تُنزله إلى واديها فرفض ذلك فقتل بسيف الغدر الخارجي..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
إذا بحثنا في التاريخ البشري منذ انطلاقته بأبينا آدم (ع) وحتى يومنا هذا وخلال آلاف الأعوام والقرون وفي كل الأمم والشعوب، وفي كل العصور وكر الدُّهور فإننا لن نجد شخصاً يحمل كل المواصفات الإنسانية كالإمام علي بن أبي طالب (ع)، إلا صنوه ومربيه ومعلمه رسول الله محمد بن عبد الله (ص)، هذا الذي لا شبيه له ولا نظير في البشر، الذي كان شرف ربيعة ومضر.
فالباحث في التاريخ الإنساني يجد الكثير من الشخصيات العظيمة لا سيما الأنبياء والرسل الكرام، والعظماء الذين كان لهم بصمتهم في تاريخ أممهم وشعوبهم، ولكن شخص كعلي بن أبي طالب (ع) لن تجد أبداً، ولذا صدق الذي قال: بأن معجزة الرسول محمد (ص) هو علي بن أبي طالب (ع)، وهو المعجزة الإنسانية التي أعجزت حتى أبناءه الأئمة الأطهار عن اللحاق به، فهذا حفيده وسميه الإمام السجاد علي بن الحسين (ع) لا يستطيع ولا يُطيق عمل جدِّه (ع).
عبادة الإمام علي (ع)
يُروى في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) في ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناقبه، ومدحه بما هو أهله، وزهده في المأكل والمشرب والملبس، قال فيه: (وما أطاق عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة غيره، ثم قال: وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين (عليه السلام).
ويروي هذه القصة عن أبيه الإمام الباقر (ع) قال: ولقد دخل أبو جعفر - ابنه - عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه، وقد اصفرَّ لونه من السَّهر، ورمصت عيناه من البكاء، قال أبو جعفر (عليه السلام): فلم أملك - حين رأيته بتلك الحال - البكاء، فبكيتُ رحمة له، فإذا هو يُفكر، فالتفتَ إليَّ بعد هنيئة من دخولي - فقال: يا بني، أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأعطيته، فقرأ فيها شيئاً يسيراً، ثم تركها من يده تضجُّراً، وقال: مَنْ يقوى على عبادة علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟
وعن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: (كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أخذ كتاب علي (عليه السلام) فنظر فيه قال: مَنْ يُطيق هذا؟ مَنْ يُطيق هذا؟).
هكذا يُعلن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وسيد الساجدين، وهو مَنْ هو في العبادة، بل في أعلى قمم العبادة والاجتهاد في الطاعة لله، أنه لا يقوى على عبادة جدِّه علي (عليه السلام)!
وإذا كان شرف الإنسان بعبادته لربه، وتقربه إليه، فإنه لم يسبق علي بن أبي طالب (ع) في ذلك إلا رسول الله (ص) الذي أشفق الله تعالى عليه فناداه من فوق عرشه قائلاً: (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى) (طه: 2)، وقالوا له: أ تَتَكلَّفُ هَذَا وَقَد غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.
وذلك لأنه قام في مصلاه حتى تفطَّرت، وتورَّمت قدماه، فأشفق الله عليه من كثرة عبادته، فهو عبد الله ورسوله، وكذلك كان وصيه وابن عمه الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي كان يتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، كما قال في خطبته القاصعة.
فإلى أي سماء ترتفع فضيلة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في العبادة، والعظمة والقرب من الرَّب سبحانه وتعالى؟، وأين الآخرين من هذه القمَّة السَّامقة، والذُّروة الشَّاهقة، فهو حقاً كما وصف نفسه – روحي فداه في شقشقيقيته حيث قال: (يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ)، فالسيل ينحدر من عليائه، والفكر لا يرتقي إليه مهما ارتفع وعلا وتعملق، لأنه فوق الوِسع والطاقة البشرية، فهو الإنسان المثال الذي خلقه الباري سبحانه ليحتجَّ به على غيره من الخلق، فجعله النموذج الأرقى، والأنقى، والأتقى في حياة البشرية.
الإمام علي (ع) إنسان كامل
إذا كان هناك إنسان كامل بكل معنى الكمال الإنساني فهو رسول الله محمد (ص)، وصنوه ولي الله الإمام علي بن أبي طالب (ع) لأنه نفس رسول الله كما في آية المباهلة المباركة، فهما الإنسان المثال والكامل في هذه الدنيا، ولكن رسول الله (ص) جعله الله لنفسه، ولم يمتحن الله به إلا الأنبياء والمرسلين، وأبناءه من أئمة المسلمين المعصومين (ع)، ولكن جعل وصيه وصنوه الإمام علي (ع) هو المحنة للعالمين، وللبشر أجمعين، فكان ولي الله الأعظم.
فهو الذي يقول رسول الله (ص) فيه: (عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ)، و(عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ)، و(عليّ على الحقّ؛ مَن اتّبعه اتّبع الحقّ، ومَن تركه ترك الحقّ)، و(عليّ مع الحقّ والقرآن، والحقّ والقرآن مع عليّ)، فإذا كان مدار الحياة على الحق، فهو قطبها الوحيد، وإذا كان مدارها على القرآن الكريم فهو القرآن الناطق، وإذا كان كلاهما فهو يدور معهما وهما يدوران عليه، فهو قطب الرحى (مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى)، ولا رحى للحياة ولا دوران بلا قطب تدور عليه، فهلَّا فهمنا هذا المعنى الرفيع لمكان ومكانة الإمام علي (ع) في هذه الحياة؟
فالعظمة في شخصية الإمام علي (ع) هي ذاتية، وسجية، وطبيعة، وفطرة ربانية انفرد بها عن الخلق جميعاً، فهو الذي قال فيه رسول الله (ص): (أقضاكم عليّ)، و(أعلمكم عليّ) و(أعلم أُمّتي من بعدي عليّ)، و(عليٌّ أشجع الناس قلباً، وأعلم الناس علماً)، فهو الحكيم الذي بيَّنه وأشار إليه رسول الله (ص) منذ طفولته حيث اختصَّه به وربَّاه في حِجره، واستخلصه لنفسه، فكان أنيسه ورفيقه الذي يحمله على صدره ويدور به في جبال مكة ووديانها، حتى نزل عليه الوحي وهو في الغار وكان معه وسمع رنَّة الشيطان.
وهذا ما شهد به الصحابة أنفسهم وأقوالهم معروفة ومشهورة عند الجميع، ففي البخاري عن عمر قال: (أقضانا عليّ)، وفي المناقب عن عمر، قال: (كنّا أُمرنا إذا اختلفنا في شيء أن نُحكِّم عليّاً)، وفي شرح نهج البلاغة قال: (إنّ عليّاً(عليه السلام) جلس إلى عمر في المسجد وعنده ناس، فلمّا قام عرَّض واحدٌ بذِكره، ونسبه إلى التِّيه والعُجب؛ فقال عمر: حقّ لمثله أن يَتيهَ! واللَّه، لولا سيفه لما قام عمود الإسلام، وهو بعدُ أقضى الأُمّة، وذو سابقتها، وذو شرفها).
الإمام علي (ع) شهيد عظمته
رُوي أنه لما جاءت صفية بنت حي بن أخطب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانت من أحسن الناس وجها، فرأى في وجهها شجَّةً، فقال: ما هذه وأنت ابنة الملوك؟ فقالت: إن علياً (عليه السلام) لما قدم إلى الحصن هزَّ الباب فاهتز الحصن وسقط مَنْ كان عليه من النظَّارة (الحرس) وارتجف بي السرير فسقطتُ لوجهي فشجَّني جانب السرير، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا صفية إن علياً عظيم عند الله، وإنه لما هزَّ الباب اهتز الحصن، واهتزت السماوات السبع، والأرضون السبع، واهتز عرش الرحمن غضباً لعلي).
وفي ذلك اليوم لما شطر مرحباً شطرين وألقاه مجدلاً جاء جبرئيل (ع) من السماء متعجباً، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ممَّ تعجبت؟ فقال: إن الملائكة تنادي في صوامع جوامع السماوات: لا فتى إلا علي، لا سيف إلا ذو الفقار).
هنا العظمة التي لا تُدرك، ولا تُعرف، ولا تُطاق من البشر العاديين، لأنها مختصَّة بالكاملين منهم، فعظمة أمير المؤمنين (ع) لا تُدرك حقيقتها ولكن يُؤمن بها، فكان شهيد عظمته في أمته التي تدَّعي الانتساب إليه ولكن لم ترتفع إلى عليائه بل أرادت تُنزله إلى واديها فرفض ذلك فقتل بسيف الغدر الخارجي..
تعليق