إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فوالله ضربتُه بسيفٍ اشتريتُه بألف وسممَتُه بألف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوالله ضربتُه بسيفٍ اشتريتُه بألف وسممَتُه بألف

    مقتلُ أميرِ المؤمنينَ عليّ بنِ أبي طالب (عليهِ السلام) ذكرَه المؤرّخونَ منَ الشيعةِ والسنّة، وهيَ معروفةٌ في كتبِ التاريخ، وسننقلُ ما ذكرَه العالمُ السُنّي والمؤرّخُ الكبير سبطُ ابنِ الجوزيّ الحنفيّ في تذكرةِ الخواص، حيثُ قال:

    قالَ أهلُ السّير: مِنهم محمّدُ بنُ إسحاق و هشامُ بنُ محمّد و السّدي و غيرُهم اجتمعَ ثلاثةٌ منَ الخوارج: عبدُ الرحمن بنُ ملجم المُرادي وهوَ مِن حِميَر وقيلَ: مِن مُضر، والبركُ بنُ عبدِ اللّه التميمي الصريمي وقيلَ: اسمُه الحجّاج، وعمرو بنُ بكرٍ السهمي السعدي، وكانَ اجتماعُهم بمكّةَ عندَ انقضاءِ الحج، فتذكّروا قتلى النهروان الذينَ قتلَهم عليّ (عليه السلام) وبكوا وترحّموا عليهم وقالوا ما نصنعُ بالبقاءِ بعدَهم فإنّهم إخوانُنا لم يأخُذهم في اللّهِ لومةُ لائم، ثمَّ تذكّروا ما لقيَ الناسُ يومَ الجمل وصفّين بينَ عليٍّ (عليه السلام) ومعاويةَ وعمرو ابنِ العاص، وقالوا لو شرينا أنفسَنا وقتَلنا أئمّةَ الضلالةِ وأرَحنا المُسلمينَ مِنهم و البلادَ والعباد وثأرنا بهم إخواننا.

    فقالَ ابنُ ملجم: أنا أكفيكُم ابنَ أبي طالب، وقالَ البركُ: وأنا أكفيكُم معاوية، وقالَ عمرو: وأنا لعمرو بنِ العاص، فدخلوا الكعبةَ و تحالفوا فيها وتعاهدوا وتعاقدوا أن لا ينكصَ أحدٌ مِنهم على صاحبِه الذي توجّهَ إليه حتّى يَقتلهُ أو يُقتلَ دونه، ثمَّ أخذوا سيوفَهم فسمّوها وتعاهدوا أن يكونَ الاجتماعُ في السابعِ والعشرين مِن شهرِ رمضان وقصدَ كلُّ واحدٍ منهم الجهةَ التي يريدها.

    فأمّا ابنُ ملجم فقصدَ الكوفةَ فتلقّاهُ أصحابُه منَ الخوارج فكاتمَهم ما يريد أو كانَ يزورُهم و يزورونَه و هوَ ساكتٌ مخافةَ أن يظهرَ شيءٌ ممّا قدمَ له وأنّه زارَ يوماً أصحاباً له مِن بني تيم الرّباب و كانَ عليٌّ (عليه السلام) قتلَ مِنهم يومَ النهروان عدّةً فرأى مِنهم امرأةً يقالُ لها قطامُ بنتُ شجنة بنِ عدي بنِ عامر و كانَ أميرُ المؤمنينَ قتلَ أباها و أخاها يومَ النهروان وكانَت فائقةَ الجمال فعشقَها وأخذَت بمجامعِ قلبِه وعقلِه ونسيَ الأمرَ الذي قدمَ لأجلِه فخطبَها فقالَت لا أتزوّجُك حتّى تُعطيني ثلاثةَ آلافِ دِرهم وعبداً وقينةً وتقتلَ عليّ بنَ أبي طالب فقالَ لكِ الدراهمُ و العبدُ والقينة وأمّا قتلُ ابنِ أبي طالب فما أراكِ ذكرتيه لي وأنتِ تُريدينني فكيفَ أصنعُ به قالت التمسَ غرّتَه فإن أصبتَه شفيتَ نفسي ونفسَك و نفعكَ العيشُ معي وأخذتَ بثأرِ الأحبّةِ وإن قُتلتَ فما عندَ اللّهِ خيرٌ وأبقى؛ فقالَ واللّهِ ما جاءَ بي إلّا هذا. قالَ وهبُ بنُ منبه: فقالَ الشاعرُ فيها:

    ولم أرَ مهراً ساقَه ذو سماحةٍ *** كمهرِ قطامٍ بيننا غيرُ مُعجم

    ثلاثةُ آلافٍ وعبدٌ وقينة *** وقتلُ عليٍّ بالحُسامِ المُصمم

    فلا مهرَ أغلى مِن عليٍّ وإن غلا *** ولا فتكَ إلّا دونَ فتكِ ابنِ ملجم


    ورويَ: أنَّ ابنَ ملجم دخلَ بها فلمّا فرغَ مِنها ازدادَ عشقاً لها فقالَت له واللّهِ لا تُساكنّي حتّى تقتلَ عليّاً ثمَّ قالت إنّي سأطلبُ لكَ رجلاً يُساعِدك على أمرِك فبعثَت إلى رجلٍ مِن قومِها مِن تيم الرّباب يقالُ له وردان بنُ مُجالد فكلّمَته في ذلكَ فأجابَها ثمَّ أتى ابنُ ملجم رجلاً مِن أشجعِ مَن في الخوارج فقالَ له هل لكَ في شرفِ الدّنيا والآخرة و اسمُ الرّجلِ شبيبُ بنُ بجرة فقالَ له وما هو؟ قالَ قتلُ ابنِ أبي طالب فقالَ له ثكلَتكَ أمُّك لقد جئتَ شيئاً نكراً قال كيفَ تصلُ إليه قالَ أكمنُ له في المسجدِ فإذا خرجَ لصلاةِ الغداةِ شدَدنا عليهِ فقتلناه وإن نجَونا شفينا أنفسَنا وأدرَكنا ثارَنا وإن قُتِلنا فما عندَ اللّه خيرٌ وأبقى فأجابَه إلى قطام وكانَت مُعتكفةً في المسجدِ الجامع قد ضربَت عليها قبّةً فأخبراها فقالَت متى عزمتُما فقالا الليلةَ وكانَت ليلةَ الجُمعة فكمَنا عندَها وجاءَ إلى وردان فعصّبَتهم قطامُ بالحرير فأخذوا أسيافَهم وجلسوا مقابلَ السدّةِ التي يخرجُ مِنها أميرُ المؤمنين.

    و ذكرَ بعضُهم أنَّ الأشعثَ بنَ قيس كانَ مواطئاً لهم على قتلِ أميرِ المؤمنين فاجتمعوا في الليلِ في المسجد وكانَ حجرُ بنُ عدي نائماً في المسجد فسمعَ الأشعثَ يقول لهم أسرعوا فقد ضحكَ الصُّبح فقالَ له حِجر ما تقولُ يا أعور ثمَّ قصدَ عليّاً (عليه السلام) ليُخبرَه فوجدَه قد جاءَ مِن موضعٍ آخر.

    فقيلَ: فخرجَ يريدُ صلاةَ الصّبح فأقبلنَ الأوزّ يصحنَ في وجهِه فقالَ: إنهنَّ نوايح، فلمّا حصلَ في المِحراب هجموا عليه فضربَه ابنُ ملجم وهوَ يقول ومنَ الناسِ مَن يشري نفسَه ابتغاءَ مرضاتِ اللّه وهربَ وردانُ و شبيبُ و صاحَ ابنُ ملجم لا حُكمَ إلّا للّه يا بنَ أبي طالب فلمّا ضربَه على قرنِه صاحَ عليٌّ (عليه السلام): لا يفوتنّكم الكلبُفشدّوا عليه فأخذوهُ و قُتلَ وردان و نجا شبيب .

    و صاحَت أمُّ كلثوم بنتُ عليّ (عليهما السلام) وبكَت وقالت: أي واللّهِ لا بأسَ على أبي و اللّهُ يجزيك فقالَ: فعلى مَن تبكينَ فوالله ضربتُه بسيفٍ اشتريتُه بألف وسممَتُه بألف فإن خانَني أبعدَه اللّه و لو كانَت هذه الضربةُ بأهلِ مُضر لَما بقيَ مِنهم أحدٌ وتأخّرَ عليٌّ (عليه السلام) عن المحرابِ وقدمَ جعدةُ بنُ هبيرة فصلّى بالناسِ الفجرَ وحملَ عليّاً (عليه السلام) إلى القصر وقالَ عليَّ بالرّجلِ فأُدخلَ عليه فقالَ أي عدوَ اللّه ألم أُحسِن إليك؟ قالَ بلى قالَ فما حملكَ على هذا أشارَ عليٌّ (عليه السلام) الى إحسانِه إليه وحملِه على الأشقر.

    و في روايةٍ أنّه قالَ له: ولقد كنتُ أعلمُ إنّكَ قاتِلي وإنّما أحسنتُ إليكَ لاستظهرَ باللّهِ عليك ثمَّ قالَ لبنيه قالَ يا بُنيّ إن هلكتُ فالنفسُ بالنفس اقتلوهُ كما قتلني وإن بقيتُ رأيتُ فيه رأياً.

    و في رواية: وإن عشتُ فضربةٌ بضربة أو أعفو، وفي روايةٍ إنَّ زينبَ قالَت له: يا ملعون قتلتَ أميرَ المؤمنين قالَ: إنّما قتلتُ أباكَ، ثمَّ حُبس. (تذكرةُ خواصِّ الأمّةِ لسبطِ ابنِ الجوزي، ص160 وما بعد.)

    وعن ابنِ أبي الدنيا قالَ: حدّثني هارونُ بنُ أبي يحيى عن شيخٍ مِن قُريش أنَّ عليّاً قالَ - لمّا ضربَه ابنُ ملجم - فزتُ وربِّ الكعبة. (تاريخُ دمشق: 42 / 561، ومقتلُ أميرِ المؤمنينَ لابنِ أبي الدنيا ص39).





    -------------------------------------------------------------------------------------------
    يمكن مراجعة هذه المصادر:
    1ـ مقتل أميرِ المؤمنينَ لابنِ أبي الدنيا.

    2ـ الطبقات الكُبرى لابنِ سعد، جـ 3

    3- تاريخ مدينةِ دِمشق لابنِ عساكر، جـ 42

    4ـ أسد الغابةِ لابنِ الأثير، جـ 4

    5ـ مروج الذهبِ للمسعودي، جـ 2

    6ـ المنتظم لابنِ الجوزي، جـ 5

    7ـ الكامل في التاريخِ لابنِ الأثير، جـ 3

    8ـ إعلام الورى للطبرسي، جـ 1





  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وجدت هنا موضوع وطرح شيق
    ورائـع أجبني وراق لي
    شكرا جزيلا لك
    بالتـوفيق الدائم
    مثل طبع النسر طبعي اطير بيهبة الجنحين
    واحس يتكسر جناحي من اذكر مصاب حسين
    حسيناواحسيناه

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X