بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
إن الإمام علي (ع) هو الخليفة بعد رسول الله (ص) لما اجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره من سبقه إلى الإسلام ومعرفته بالأحكام وحسن بلائه في الجهاد وبلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح وما كان له حق القربى ثم للنصوص الكثيرة الواردة في القرآن مثل قوله تعالى؛
"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" (سورة المائدة٥٥)
لقد جاءت سيرة الإمام علي (ع) تجسيد لرسالة الإسلام بل كانت إسلاماً يتحرك على الأرض، إنه الكتاب الناطق والسنة الحية، ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير، "ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد..."
إن المقام الرفيع للوصي (ع) طالما أدهش العقول وأذهل البصائر وحير الألباب، فليس لأحد من الرجال بعد النبي الأعظم (ص) من مقام يشبه مقامه الرفيع وتقترن الشخصيتان الفذتان في أعظم مقام عند الله تعالى، فلواء الحمد لخاتم النبيين محمد (ص) وحامله الإمام علي (ع) وحوض الكوثر تحفة الباري تعالى لنبيه الأمين محمد (ص) والساقي عليه، الإمام علي (ع)، والمقام المحمود في الجنان لسيد الخلق محمد (ص) وصاحبه فيه أميرالمؤمنين (ع)؛ إن ابن عم رسول الله (ص) وأخوه، آخاه رسول الله (ص) مرتين مرة آخى بين المهاجرين، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة وقال الإمام علي (ع) في كل واحدة منها: (أنت أخي في الدنيا والآخرة)، وهو وزير الرسول (ص) ووصيه وخليفته في أمته وجامع فضائله وشمائله ووارث علمه وحكمه.
هاجر الهجرتين وشهد بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان، والمشاهد كلها إلا معركة تبوك فقد خلفه رسول الله (ص) على المدينة، كان ذلك أحد مواضع قوله له (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وأبلى في جميع المعارك بلاءً عظيماً واللواء في أكثر المواضع بيده.
مواقف مشرفة
يا بن الأكارم يا بن أمتنا التي
ورث النبوة والكتاب رسولها
يا من حميت على الفراش مكانه
والجاهلية يستبد جهولها
كنت الفدائي الذي ابتهجت به
سحب الوفاء وسح فيه هطولها
كان مبيت الإمام علي (ع) على فراش رسول الله (ص) خذلانا سافراً لقريش المعتدية، فقد خابت آمالهم وفشلت خططهم في قتل خاتم النبيين (ص) وأرغم أنف الشيطان بهذا الموقف الرائع والإقدام الشجاع والمنهج الفريد، سن الأمير (ع) سنة التضحية والفداء لكل الثائرين من أجل التغيير والإصلاح والسائرين في الطريق المستقيم الوضاء، ولم يكن همه إلا رضا الله الرحيم وسلامة نبيه الكريم وانتشار دعوته الإسلامية المباركة فنزلت في حق الإمام علي (ع) الآية المباركة: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد)
بلغ سلامي قبراً بالغري حوى
أوفى البرية من عجم ومن عرب
واجعل شعارك لله الخشوع به
وناد خير وصي خير نبي
في شهر رمضان المبارك تتجلى المعاني والقيم، هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، هذا الشهر الذي فيه ليلة القدر التي تعادل ألف شهر وفي هذا الشهر المبارك وليالي القدر المباركة كانت ذكرى إستشهاد امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي ضرب غدراً في مسجد الكوفة أثناء صلاة الفجر. ولكن هذه الوفاة لم تكن مفاجأة ولم يكن امرها عند المسلمين مجهولاً بحيث أنهم فوجئوا بالضربة، نعم وقت الضربة كان غير معين بالذات ولكن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو يستمع الى خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول وهو يخطب في أخر جمعة من شهر شعبان المعظم وهو يصف شهر رمضان بأنه أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي الى أن وصل في الخطبة الى نهايتها فأمير المؤمنين سلام الله عليه توجه الى الرسول، فالرسول اخبره بأنك ستضرب على رأسك في هذه الليالي المباركة من شهر رمضان المبارك، فكان امير المؤمنين يقول متى يخرج أشقاها فيخضب هذه من هذه وهو يشير الى ناصيته والى لحيته الشريفة لأن الرسول أخبره بأنه ستخضب شيبة الامام علي بناصيته. وكان الامام ينتظر هذه الليلة بفارغ الصبر، وفي ذلك اليوم الذي جاء فيه الموعد تغير فعل أمير المؤمنين كما ورد عن اهل البيت عليهم السلام لأن الأمير كان يكثر من الدخول والخروج من داخل الدار الى خارجه وينظر الى السماء ويقول قرب اليوم الموعود. لذلك الامام علي عليه السلام عندما خرج الى المسجد وكان بيته ملاصقاً للمسجد كانت هناك علامات فالوزات صحن والباب أوصد فدفعه أمير المؤمنين، كلها كانت اشارات تدل على أن هذه الليلة كما قال علي عليه السلام كان وعدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فالامام علي عليه السلام كان يعلم عندما ضربه عبد الرحمن بن ملجم عليه اللعنة بالسيف على رأسه وهو في أثناء رفع رأسه من السجود فصاح الامام الله أكبر فزت ورب الكعبة لأنه فاز بالبشرى التي بشره بها امير المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لذلك هذه الضربة التي كانت في ليالي القدر ثوابها وأجرها هي أفضل من ألف شهر من الأيام الأخرى من أيام السنة لذلك فاز أمير المؤمنين بهذه البشرى حيث كان يرغب أن يكون شهيداً في سبيل الله ولكنه لم يستطع أي أحد أن يقتله في أي حرب جرت بين المسلمين والكفار ولكن شاءت يد الغدر والخيانة أن تمتد كما اخبر الرسول فقال له متى يخرج أشقاها فيخضب هذه من هذه وأشار الى ناصيته ولحية الامام؟ فكان أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم. فالسر في إخبار الرسول لأننا نعلم بأن وقعت فتنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإنقسم المجتمع الاسلامي الى قسمين ومازال الى يومنا هذا هناك نقاش هل أن أمير المؤمنين هو الفئة المحقة او كان معاوية هو الفئة المحقة وهل كان الامام علي هو صاحب الحق والبرهان؟ لذلك قطعاً للنزاع وللشك والفرقة وأن الفرقة التي قتلت الامام علي هي فرقة الخوارج لذلك النبي أخبر الامام علي قطعاً لكل شبهة وأن الامام علي هو منهاج الحق وأن قاتله هو أشقى الأشقياء وأن الفئة التي تعادي امير المؤمنين في أي موقع ما وفي أي مكان ما هي فئة باغية وأن الفئة المحقة هي الفئة التي معها امير المؤمنين عليه السلام لأنه كان لهذا الحق والصواب.
لم تعرف الإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من الإمام علي بن أبي طالب ولم يسجل لأحد من الخلق بعد الرسول (ص) من الفضائل والمناقب والسوابق ما سجل لذلك الإمام الهمام، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمر بن عبد ود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين وهو الذي لو اجمتع الناس على حبه (كما يقول الرسول (ص)) لما خلق الله النار.
يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع) فيما يقول: "وقد علمتم موضعي من رسول الله (ص) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في مغل، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالإقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (ص) خديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة.
جاء في مقتل الإمام (ع) لما تواعد ابن ملجم (عليه لعنة الله) وصاحباه على قتل الإمام علي (ع) ومعاوية وعمر بن العاص، دخل ابن ملجم المسجد في بزوغ الفجر الأول فدخل الصلاة تطوعاً وافتتح القراءة فأقبل علي (ع) وبيده مخفقة وهو يوقظ الناس للصلاة، فمر بابن ملجم (لعنه الله) ودخل الصلاة فتبعه ابن ملجم فضربه على قرنه ووقع ذبابة السيف في الجدار فأطار فدرة من آجره فابتدره الناس ووقع السيف منه فجعل يقول: أيها الناس إحذروا السيف فإنه مسموم، فاستشهد بعد ليلتين منها.
أجل.. لقد خرج (ع) لصلاة الفجر فأقبل الوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال: دعوهن فإنهن نوائح، ولما ضرب الإمام (ع) قال: فزت ورب الكعبة.
ألا سيلي دموعاً مقلتيا
أريقيها دماً في وجنتيا
ويا قلبي اعتصر كمدا وحزنا
فاشقى الناس قد أردى عليا
رآه مصليا لله يدعو
ومذ سجد انتضى سيفاً مضيا
وأحكمه بهامته فشقت
وخضب بالدما شيبا بهيا
ورب البيت فزت علا نداء
وغابت شمس ذياك المحيا
فراح الروح ينعى وهو باك
هدمتهم للهدى ركنا سميا
قتلتم لليتيم أبا رحيما
أبا حسن ودائما يا عليا
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
إن الإمام علي (ع) هو الخليفة بعد رسول الله (ص) لما اجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره من سبقه إلى الإسلام ومعرفته بالأحكام وحسن بلائه في الجهاد وبلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح وما كان له حق القربى ثم للنصوص الكثيرة الواردة في القرآن مثل قوله تعالى؛
"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" (سورة المائدة٥٥)
لقد جاءت سيرة الإمام علي (ع) تجسيد لرسالة الإسلام بل كانت إسلاماً يتحرك على الأرض، إنه الكتاب الناطق والسنة الحية، ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير، "ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد..."
إن المقام الرفيع للوصي (ع) طالما أدهش العقول وأذهل البصائر وحير الألباب، فليس لأحد من الرجال بعد النبي الأعظم (ص) من مقام يشبه مقامه الرفيع وتقترن الشخصيتان الفذتان في أعظم مقام عند الله تعالى، فلواء الحمد لخاتم النبيين محمد (ص) وحامله الإمام علي (ع) وحوض الكوثر تحفة الباري تعالى لنبيه الأمين محمد (ص) والساقي عليه، الإمام علي (ع)، والمقام المحمود في الجنان لسيد الخلق محمد (ص) وصاحبه فيه أميرالمؤمنين (ع)؛ إن ابن عم رسول الله (ص) وأخوه، آخاه رسول الله (ص) مرتين مرة آخى بين المهاجرين، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة وقال الإمام علي (ع) في كل واحدة منها: (أنت أخي في الدنيا والآخرة)، وهو وزير الرسول (ص) ووصيه وخليفته في أمته وجامع فضائله وشمائله ووارث علمه وحكمه.
هاجر الهجرتين وشهد بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان، والمشاهد كلها إلا معركة تبوك فقد خلفه رسول الله (ص) على المدينة، كان ذلك أحد مواضع قوله له (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وأبلى في جميع المعارك بلاءً عظيماً واللواء في أكثر المواضع بيده.
مواقف مشرفة
يا بن الأكارم يا بن أمتنا التي
ورث النبوة والكتاب رسولها
يا من حميت على الفراش مكانه
والجاهلية يستبد جهولها
كنت الفدائي الذي ابتهجت به
سحب الوفاء وسح فيه هطولها
كان مبيت الإمام علي (ع) على فراش رسول الله (ص) خذلانا سافراً لقريش المعتدية، فقد خابت آمالهم وفشلت خططهم في قتل خاتم النبيين (ص) وأرغم أنف الشيطان بهذا الموقف الرائع والإقدام الشجاع والمنهج الفريد، سن الأمير (ع) سنة التضحية والفداء لكل الثائرين من أجل التغيير والإصلاح والسائرين في الطريق المستقيم الوضاء، ولم يكن همه إلا رضا الله الرحيم وسلامة نبيه الكريم وانتشار دعوته الإسلامية المباركة فنزلت في حق الإمام علي (ع) الآية المباركة: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد)
بلغ سلامي قبراً بالغري حوى
أوفى البرية من عجم ومن عرب
واجعل شعارك لله الخشوع به
وناد خير وصي خير نبي
في شهر رمضان المبارك تتجلى المعاني والقيم، هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، هذا الشهر الذي فيه ليلة القدر التي تعادل ألف شهر وفي هذا الشهر المبارك وليالي القدر المباركة كانت ذكرى إستشهاد امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي ضرب غدراً في مسجد الكوفة أثناء صلاة الفجر. ولكن هذه الوفاة لم تكن مفاجأة ولم يكن امرها عند المسلمين مجهولاً بحيث أنهم فوجئوا بالضربة، نعم وقت الضربة كان غير معين بالذات ولكن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو يستمع الى خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول وهو يخطب في أخر جمعة من شهر شعبان المعظم وهو يصف شهر رمضان بأنه أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي الى أن وصل في الخطبة الى نهايتها فأمير المؤمنين سلام الله عليه توجه الى الرسول، فالرسول اخبره بأنك ستضرب على رأسك في هذه الليالي المباركة من شهر رمضان المبارك، فكان امير المؤمنين يقول متى يخرج أشقاها فيخضب هذه من هذه وهو يشير الى ناصيته والى لحيته الشريفة لأن الرسول أخبره بأنه ستخضب شيبة الامام علي بناصيته. وكان الامام ينتظر هذه الليلة بفارغ الصبر، وفي ذلك اليوم الذي جاء فيه الموعد تغير فعل أمير المؤمنين كما ورد عن اهل البيت عليهم السلام لأن الأمير كان يكثر من الدخول والخروج من داخل الدار الى خارجه وينظر الى السماء ويقول قرب اليوم الموعود. لذلك الامام علي عليه السلام عندما خرج الى المسجد وكان بيته ملاصقاً للمسجد كانت هناك علامات فالوزات صحن والباب أوصد فدفعه أمير المؤمنين، كلها كانت اشارات تدل على أن هذه الليلة كما قال علي عليه السلام كان وعدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فالامام علي عليه السلام كان يعلم عندما ضربه عبد الرحمن بن ملجم عليه اللعنة بالسيف على رأسه وهو في أثناء رفع رأسه من السجود فصاح الامام الله أكبر فزت ورب الكعبة لأنه فاز بالبشرى التي بشره بها امير المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لذلك هذه الضربة التي كانت في ليالي القدر ثوابها وأجرها هي أفضل من ألف شهر من الأيام الأخرى من أيام السنة لذلك فاز أمير المؤمنين بهذه البشرى حيث كان يرغب أن يكون شهيداً في سبيل الله ولكنه لم يستطع أي أحد أن يقتله في أي حرب جرت بين المسلمين والكفار ولكن شاءت يد الغدر والخيانة أن تمتد كما اخبر الرسول فقال له متى يخرج أشقاها فيخضب هذه من هذه وأشار الى ناصيته ولحية الامام؟ فكان أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم. فالسر في إخبار الرسول لأننا نعلم بأن وقعت فتنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإنقسم المجتمع الاسلامي الى قسمين ومازال الى يومنا هذا هناك نقاش هل أن أمير المؤمنين هو الفئة المحقة او كان معاوية هو الفئة المحقة وهل كان الامام علي هو صاحب الحق والبرهان؟ لذلك قطعاً للنزاع وللشك والفرقة وأن الفرقة التي قتلت الامام علي هي فرقة الخوارج لذلك النبي أخبر الامام علي قطعاً لكل شبهة وأن الامام علي هو منهاج الحق وأن قاتله هو أشقى الأشقياء وأن الفئة التي تعادي امير المؤمنين في أي موقع ما وفي أي مكان ما هي فئة باغية وأن الفئة المحقة هي الفئة التي معها امير المؤمنين عليه السلام لأنه كان لهذا الحق والصواب.
لم تعرف الإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من الإمام علي بن أبي طالب ولم يسجل لأحد من الخلق بعد الرسول (ص) من الفضائل والمناقب والسوابق ما سجل لذلك الإمام الهمام، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمر بن عبد ود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين وهو الذي لو اجمتع الناس على حبه (كما يقول الرسول (ص)) لما خلق الله النار.
يقول الإمام علي بن أبي طالب (ع) فيما يقول: "وقد علمتم موضعي من رسول الله (ص) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في مغل، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالإقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (ص) خديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة.
جاء في مقتل الإمام (ع) لما تواعد ابن ملجم (عليه لعنة الله) وصاحباه على قتل الإمام علي (ع) ومعاوية وعمر بن العاص، دخل ابن ملجم المسجد في بزوغ الفجر الأول فدخل الصلاة تطوعاً وافتتح القراءة فأقبل علي (ع) وبيده مخفقة وهو يوقظ الناس للصلاة، فمر بابن ملجم (لعنه الله) ودخل الصلاة فتبعه ابن ملجم فضربه على قرنه ووقع ذبابة السيف في الجدار فأطار فدرة من آجره فابتدره الناس ووقع السيف منه فجعل يقول: أيها الناس إحذروا السيف فإنه مسموم، فاستشهد بعد ليلتين منها.
أجل.. لقد خرج (ع) لصلاة الفجر فأقبل الوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال: دعوهن فإنهن نوائح، ولما ضرب الإمام (ع) قال: فزت ورب الكعبة.
ألا سيلي دموعاً مقلتيا
أريقيها دماً في وجنتيا
ويا قلبي اعتصر كمدا وحزنا
فاشقى الناس قد أردى عليا
رآه مصليا لله يدعو
ومذ سجد انتضى سيفاً مضيا
وأحكمه بهامته فشقت
وخضب بالدما شيبا بهيا
ورب البيت فزت علا نداء
وغابت شمس ذياك المحيا
فراح الروح ينعى وهو باك
هدمتهم للهدى ركنا سميا
قتلتم لليتيم أبا رحيما
أبا حسن ودائما يا عليا
تعليق