إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عدل علي بن أبي طالب(عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عدل علي بن أبي طالب(عليه السلام)

    روى المؤرّخون صورا رائعة من عدله تبهر العقول ، وتجعله طغراء شرف للعالم العربي والإسلامي ، وكان من ضروب عدله ما يلي :

    كما ورد في كتاب(1): وفد عقيل على الإمام في الكوفة ، فرحّب به الإمام وقال لولده الإمام الحسن عليه‌ السلام : « اكس عمّك » ، فكساه قميصا ورداء من ملكه ، ولمّا حضر العشاء قدّم له خبزا وملحا ، فأنكر عقيل ذلك وقال :

    ـ ليس ما أرى؟

    لقد أراد عقيل أن تقدّم له مائدة شهيّة حافلة بألوان الطعام ، فأجابه الإمام بلطف وهدوء :

    « أوليس هذا من نعمة الله؟ فله الحمد كثيرا ».

    وفقد عقيل إهابه ، وضاقت عليه الأرض ، فقال للإمام : ـ اعطني ما أقضي به ديني ، وعجّل سراحي حتى أرحل عنك. « كم دينك يا أبا يزيد؟ ». ـ مائة ألف درهم. « والله ما هي عندي ، ولا أملكها ، ولكن اصبر حتّى يخرج عطاي فاواسيكه ، ولو لا أنّه لا بدّ للعيال من شيء لأعطيتك كلّه ». وخاطب عقيل الإمام بعنف قائلا : ـ بيت المال بيدك ، وأنت تسوّفني إلى عطائك ، وكم عطاؤك؟ وما عسى أن يكون؟ ولو أعطيتنيه كلّه. وضاق الإمام ذرعا من عقيل ، فطرح أمامه حكم الإسلام قائلا : « وما أنا وأنت فيه ـ أي في العطاء من بيت المال ـ إلاّ بمنزلة رجل من المسلمين ». وكان الإمام مطلاّ على صناديق التجّار في السوق ، فقال لعقيل : « إن أبيت يا أبا يزيد ما أقول فانزل إلى بعض هذه الصّناديق فاكسر أقفاله وخذ ما فيه ». وتوهّم عقيل أنّها من أموال الدولة ، فقال للإمام : ـ ما في هذه الصناديق؟ « فيها أموال التّجار ». فأنكر عقيل ، وراح يقول بألم ومرارة : ـ أتأمرني أن أكسر صناديق قوم توكّلوا على الله وجعلوا فيها أموالهم؟
    فردّ عليه الإمام قائلا :

    « أتأمرني أن أفتح بيت مال المسلمين فاعطيك أموالهم ، وقد توكّلوا على الله ، وأقفلوا عليها ، وإن شئت أخذت سيفك وأخذت سيفي وخرجنا جميعا إلى الحيرة ، فإنّ فيها تجّارا مياسير ، فدخلنا على بعضهم فأخذنا ماله ».

    والتاع عقيل ، وراح يقول بألم :

    ـ أو سارقا جئت؟

    فأجابه رائد العدالة الإسلامية قائلا :

    « تسرق من واحد خير من أن تسرق من المسلمين جميعا ».

    ولم يجد عقيل منفذا يسلك فيه ، فقد سدّ عليه الإمام جميع النوافذ ، وصيّره أمام العدل الصارم ، الذي لا يستجيب لأي عاطفة ، ولا ينصاع إلاّ إلى الحقّ ، وراح عقيل يقول بحرارة اليأس :

    ـ أتأذن لي أن أخرج إلى معاوية؟

    « أذنت لك ».

    ـ أعنّي على سفري.

    فأمر الإمام ولده الزكي الإمام الحسن عليه‌السلام بإعطائه أربعمائة درهم نفقة له ، فخرج عقيل وهو يقول :

    سيغنيني الّذي أغناك عنّي
    ويقضي ديننا ربّ قريب
    (2)
    لقد تجرّد الإمام من جميع المحسوبيات فلم يقم لها أي وزن وأخلص للحقّ والعدل كأعظم ما يكون الإخلاص ، فالقريب والبعيد سواء في ميزانه ... لقد احتاط​ كأشدّ ما يكون الاحتياط في أموال الدولة ، فلم يؤثر بشيء منها نفسه وأهل بيته ، وحمّل نفسه رهقا وشدّة.



    __________________

    (١) المناقب، ج 1، ص : 382.
    (2) المناقب، ج 1، ص : 379 ، وقريب منه في الصواعق المحرقة، ص : 79.
    sigpic

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    موضوع متميز
    يعطيك العافية ولا عدمناك
    مثل طبع النسر طبعي اطير بيهبة الجنحين
    واحس يتكسر جناحي من اذكر مصاب حسين
    حسيناواحسيناه

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X