إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المواقف الإنسانية والمعاجز الإلهية لرسول الله محمد (ص) في فتح مكة .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المواقف الإنسانية والمعاجز الإلهية لرسول الله محمد (ص) في فتح مكة .

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .
    في مثل هذا اليوم الـ (20) من شهر رمضان في السنة الـ (8) للهجرة دخل رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة فاتحا ومحررا لها من قيود الشرك والجاهلية .

    نقل لنا التأريخ الكثير من المواقف والأحداث التي تدل على إنسانية رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ورحمته بالناس .
    ومن هذه المواقف والأحداث هو نهي رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قادة وجيش المسلمين في فتح مكة في السنة الـ (8) للهجرة عن القتال عند دخول مكة المكرمة إلّا لمن قاتلهم ، ودخل هو (صلى الله عليه وآله) من أعلى مكّة ، وكانت الراية مع سعد بن عبادة . وقد غلظ سعد بن عبادة على القوم ، وأظهر ما في نفسه من الحنق عليهم ، فدخل وهو يقول :
    اليومُ يومُ الملحمة *** اليوم تُسبى الحُرمة .
    وهو يعني : إنّ هذا اليوم سوف نترك فيه أجسادكم أشلاء متقطّعة وتسبى حرمكم ونساؤكم . فسمعها العباس فقال للنبي (صلى الله عليه وآله) : أما تسمع يا رسول الله ما يقول سعد ؟ وإنّي لا آمن أن يكون له في قريش صولة . فأمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) عليّاً أن يأخذ الراية ويقول :
    اليوم يوم المَرحَمة *** اليوم تُحمى الحُرمة .

    ومن المواقف الإنسانية أيضا في فتح مكة عندما دخل رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مكّة قام بالطواف حول البيت وتحطيم الأصنام التي كانت حولها ، وقام أيضا بطمأنة الناس وأعطاهم العفو العام .
    روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة يوم فتحها ، فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست ، فأخذ بعضادتي الباب فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده . ماذا تقولون وماذا تظنون ؟ قالوا : نظن خيراً و نقول خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، وقد قدرت ! قال : فإني أقول كما قال أخي يوسف : ﴿لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.
    (1) ألا إنّ الله قد حرّم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ، لا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها ، ولا يختلى خلاها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد . فقال العباس : يا رسول الله إلا الإذخر فإنه للقبر والبيوت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله إلا الإذخر . (2) ودخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله البيت وأخذ بعضادتي الباب ثم قال : لا إله إلا الله أنجز وعده ، ونصر عبده ، وغلب الأحزاب وحده ... ألا إن كل دم ومال ومأثرة كان في الجاهلية فإنه موضوع تحت قدمي ، إلا سدانة الكعبة وسقاية الحاج فإنهما مردودتان إلى أهليهما ، ألا إن مكة محرمة بتحريم الله ، لم تحل لأحد كان قبلي ، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار ، فهي محرمة إلى أن تقوم الساعة ... ثم قال : ألا لبئس جيران النبي كنتم ، لقد كذبتم وطردتم ، وأخرجتم وفللتم ، ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلونني ، فاذهبوا فأنتم الطلقاء . (3) فخرج القوم كأنما أنشروا من القبور ، ودخلوا في الإسلام .
    ومن المعاجر الإلهية التي حدثت لرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في أيام فتح مكة هو علمه بإرسال حاطب بن أبي بلتعة رسالة إلى قريش يحذرهم فيها من إرادة دخول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى مكة وفتحها .
    فلمّا أراد النبي صلى الله عليه وآله فتح مكة سأل الله جل اسمه إن يعمي أخباره على قريش ليدخلها بغتة، وبنى أمره على السر، فكتب حاطب بن أبي تلعة إلى أهل مكة يخبرهم بعزم رسول الله صلى الله عليه وآله على فتحها، وكان سبب ذلك أنّ حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم وهاجر إلى المدينة، وكانت عياله بمكة وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله فساروا إلى عيال حاطب وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب يسألوه عن خبر محمد، وهل يريد أن يغزو مكّة ؟ فكتبوا إلى حاطب يسألونه عن ذلك فكتب إليهم حاطب إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يريد ذلك ، وأعطى الكتاب امرأة سوداء وردت المدينة تستميح بها الناس وتستبرهم ، وجعل لها جعلا على أن توصله إلى قوم سمّاهم لها من أهل مكّة ، وأمرها أن تأخذ على غير الطريق فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فاستدعى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له : إنّ بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة كتاب يخبرهم فيه بخبرنا وقد كنت سألت الله عز وجل إن يعمي أخبارنا عليهم والكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك وألحقها وانتزع الكتاب منها وخلها وسر بالكتاب إليّ. ثم استدعى الزبير بن العوام فقال له : امض إلى علي بن أبي طالب في هذا الوجه فمضيا وأخذا على غير الطريق فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرته وحلفت إنه لا شيء معها فبكت فقال الزبير: ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لنخبره ببراءة ساحتها فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : يخبرنا رسول الله أنّ معها كتابا ويأمرني بأخذه منها وتقول أنت أنّه لا كتاب معها !! ثمّ أخرج (عليه السلام) سيفه وتقدّم إليها فقال : أمّا والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنّك ، ثمّ لأضربنّ عنقك ، فقالت له : فاعرض بوجهك عنّي ، فاعرض بوجهه عنها ، فكشفت قناعها ، وأخرجت الكتاب من عقيصتها ـ أي ضفيرتها ـ ، فأخذه (عليه السلام) وسار به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
    (4) .
    ---------------------

    (1) سورة يوسف ، الآية 92.
    (2) الكليني ، الكافي ، ج 4 ، ص 225.
    (3) الطبرسي ، إعلام الورى ، ج 1 ، ص 225 --- الطبرسي ، مجمع البيان ، ج 10 ، ص 472.
    (4) الأمين ، أعيان الشيعة ، ج 1 ، ص 275 --- الحائري ، شجرة طوبى ، ج 2 ، ص 301 --- العلامة المجلسي ، بحار الأنوار ، ج 21 ، ص 119 – 120 --- الهاشمي الخوئي ، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، ج 18 ، ص 281 .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X