قد يسأل سائل
لماذا يختار المعصوم عليه السلام وبعض العلماء طريق المواجهة مع طواغيت عصرهم أليس في فقهنا الشيعي عنوان فقهي إسمه التقية وهي حفظ النفس من الخطر ومنها القتل؟
سيكون الجواب على شكل مجموعة نقاط:
الأولى: إن التقية كما أدبنا عليها القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام هي النهي عن كل فعل أو قول يؤدي إلى إراقة الدماء أو تشويه المعتقد وهدمه أو إيجاد الفرقة والخلاف بينك وبين أخيك الإنسان بأن تتقي كل ما يؤدي إلى الاختلاف والتنازع بينك وبين من يختلف معك في المعتقد أو الجنس والعيش معه بسلام ما دام هو لم يعتد عليك. لكن الفكر الظلامي الجاهل شوه هذه العقيدة الإسلامية بما يحمله من جهل وعصبية وحقد وبما تعلمه من أئمة الضلال فنـزع هذه الكلمة من قاموسه وأسس لفكر التكفير والقتل وتجاوز ذلك لينشر الرعب في جميع بلدان العالم وبذلك فقد قدموا صورة مشوهة عن الإسلام وقدموه على أنه دين يقوم على القتل والتدمير.
الثانية:إن التقية رخصة يلجأ إليها المسلم في حالات اضطرارية ومواضع معينة بشرط أن لا يؤدي العمل بها إلى الفساد في الدين أو خفاء الحق، وإلا فإنه لا يجوز للمسلم حينئذ أن يعمل بالتقية بل عليه أن يضحي بنفسه في سبيل الله تعالى.
الثالثة: عادة ما تكون المواجهة بين المعصوم عليه السلام أو العلماء مع طواغيت عصرهم تبدأ من الطاغوت نفسه الذي يقوم بمصادرة الحريات وتكميم الأفواه ومحاربة عقائد الرعية ،
فلم نسمع أن المعصوم عليه السلام أو العالم المجاهد قد بدأ بالمواجهة نعم هناك دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد للمعصوم عليه السلام والعالم أن يقَوم به بالطرق السلمية ولكن الطغاة لايتحملون هذه النصائح وهذا التذكير والنهي فتتولد عنده عقدة الشعور بالخوف على منصبه السياسي وكرسي حكمه ويعتبرونه تدخل في شؤونهم السياسية فيبدأ بالضغط على خصومه فهنا لم تبقى للتقية مكان.
الرابعة: هنا ملاحظة مهمة وهي أن لاتتحول التقية إلى درجة السكوت والضعف والاستسلام وتكون هي الثقافة السائدة فيما بعد, بحيث يكون الخروج عن ذلك مخالفةً صارخة للمألوف والمعروف، ويكون نشازاً، ومن هنا نجد أنَّ الحكومة الأموية وأشباهها سعت بشكل كبير الى تأطير هذه الحالة، حالة السكوت والاستسلام التي كانت تعيشها الأمة، بأطر إسلامية من قبيل حرمة الخروج على الحاكم الجائر، وقد نجحت الى حدٍّ كبير، لولا النهضة الحسينية المباركة التي قَلَبَت كلَّ الموازين، ولهذا نجد في الأحاديث الحثَّ الاكيد على مخالفة الظالمين وتسجيل موقف الإدانة والشجب، وضرورة الخروج عن صفة الاستسلام والضعف وهنا جاء الحديث النبوي الشريف الذي قال: ((أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ))
ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٩٤٤ :..
الخامسة : التقية لها أحكامها الخاصة بشرطها وشروطها فما دامت (الأعراض والدماء) محفوظة فإن التقية معمول بها لأنهما خط أحمر في نظر الشارع المقدس ولكن إذا تم تجاوز هذا الخطين الأحمرين ووصل التهديد للدماء والأعراض واقترب الخطر منهما فهنا لا وجود للتقية بل تركن جانبا فقد ورد في الحديث الشريف _ لاتقية في الدماء والأعراض...
وهذا الذي كان يحصل في أساليب الطواغيت وأعوانهم هو سفك الدماء البريئة وهتك الأعراض كوسيلة ضغط يمارسونها ضد رعيتهم وشعوبهم التي تحت سيطرتهم لأنهم يتوهمون أن العدل وإحترام الناس سوف يجعل كرسي الحكم في خطر ولكن هذا وهم فالظلم والضغط هو الذي يسبب ردة فعل عكسية من الجماهير وكما يقول علماء الفيزياء أن زيادة الضغط يولد الإنفجارفيصل الناس نتيجة الظلم المتواصل إلى مرحلة المواجهة للحصول على حرياتهم وهذا أمر مشروع وعقلائي.
إذن النتيجة أن المواجهة هي الحل الأمثل في بعض الأحيان للحفاظ على المبادئ والقيم والدين يجب أن يؤخذ كله وليس بعضه..
بقلم مشرف ساحة أهل البيت عليهم السلام
لماذا يختار المعصوم عليه السلام وبعض العلماء طريق المواجهة مع طواغيت عصرهم أليس في فقهنا الشيعي عنوان فقهي إسمه التقية وهي حفظ النفس من الخطر ومنها القتل؟
سيكون الجواب على شكل مجموعة نقاط:
الأولى: إن التقية كما أدبنا عليها القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام هي النهي عن كل فعل أو قول يؤدي إلى إراقة الدماء أو تشويه المعتقد وهدمه أو إيجاد الفرقة والخلاف بينك وبين أخيك الإنسان بأن تتقي كل ما يؤدي إلى الاختلاف والتنازع بينك وبين من يختلف معك في المعتقد أو الجنس والعيش معه بسلام ما دام هو لم يعتد عليك. لكن الفكر الظلامي الجاهل شوه هذه العقيدة الإسلامية بما يحمله من جهل وعصبية وحقد وبما تعلمه من أئمة الضلال فنـزع هذه الكلمة من قاموسه وأسس لفكر التكفير والقتل وتجاوز ذلك لينشر الرعب في جميع بلدان العالم وبذلك فقد قدموا صورة مشوهة عن الإسلام وقدموه على أنه دين يقوم على القتل والتدمير.
الثانية:إن التقية رخصة يلجأ إليها المسلم في حالات اضطرارية ومواضع معينة بشرط أن لا يؤدي العمل بها إلى الفساد في الدين أو خفاء الحق، وإلا فإنه لا يجوز للمسلم حينئذ أن يعمل بالتقية بل عليه أن يضحي بنفسه في سبيل الله تعالى.
الثالثة: عادة ما تكون المواجهة بين المعصوم عليه السلام أو العلماء مع طواغيت عصرهم تبدأ من الطاغوت نفسه الذي يقوم بمصادرة الحريات وتكميم الأفواه ومحاربة عقائد الرعية ،
فلم نسمع أن المعصوم عليه السلام أو العالم المجاهد قد بدأ بالمواجهة نعم هناك دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد للمعصوم عليه السلام والعالم أن يقَوم به بالطرق السلمية ولكن الطغاة لايتحملون هذه النصائح وهذا التذكير والنهي فتتولد عنده عقدة الشعور بالخوف على منصبه السياسي وكرسي حكمه ويعتبرونه تدخل في شؤونهم السياسية فيبدأ بالضغط على خصومه فهنا لم تبقى للتقية مكان.
الرابعة: هنا ملاحظة مهمة وهي أن لاتتحول التقية إلى درجة السكوت والضعف والاستسلام وتكون هي الثقافة السائدة فيما بعد, بحيث يكون الخروج عن ذلك مخالفةً صارخة للمألوف والمعروف، ويكون نشازاً، ومن هنا نجد أنَّ الحكومة الأموية وأشباهها سعت بشكل كبير الى تأطير هذه الحالة، حالة السكوت والاستسلام التي كانت تعيشها الأمة، بأطر إسلامية من قبيل حرمة الخروج على الحاكم الجائر، وقد نجحت الى حدٍّ كبير، لولا النهضة الحسينية المباركة التي قَلَبَت كلَّ الموازين، ولهذا نجد في الأحاديث الحثَّ الاكيد على مخالفة الظالمين وتسجيل موقف الإدانة والشجب، وضرورة الخروج عن صفة الاستسلام والضعف وهنا جاء الحديث النبوي الشريف الذي قال: ((أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ))
ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٩٤٤ :..
الخامسة : التقية لها أحكامها الخاصة بشرطها وشروطها فما دامت (الأعراض والدماء) محفوظة فإن التقية معمول بها لأنهما خط أحمر في نظر الشارع المقدس ولكن إذا تم تجاوز هذا الخطين الأحمرين ووصل التهديد للدماء والأعراض واقترب الخطر منهما فهنا لا وجود للتقية بل تركن جانبا فقد ورد في الحديث الشريف _ لاتقية في الدماء والأعراض...
وهذا الذي كان يحصل في أساليب الطواغيت وأعوانهم هو سفك الدماء البريئة وهتك الأعراض كوسيلة ضغط يمارسونها ضد رعيتهم وشعوبهم التي تحت سيطرتهم لأنهم يتوهمون أن العدل وإحترام الناس سوف يجعل كرسي الحكم في خطر ولكن هذا وهم فالظلم والضغط هو الذي يسبب ردة فعل عكسية من الجماهير وكما يقول علماء الفيزياء أن زيادة الضغط يولد الإنفجارفيصل الناس نتيجة الظلم المتواصل إلى مرحلة المواجهة للحصول على حرياتهم وهذا أمر مشروع وعقلائي.
إذن النتيجة أن المواجهة هي الحل الأمثل في بعض الأحيان للحفاظ على المبادئ والقيم والدين يجب أن يؤخذ كله وليس بعضه..
بقلم مشرف ساحة أهل البيت عليهم السلام