لا يستطيع رجل واحد مثل ابن ملجم أن يقوم بهذا العمل بدون مساعدة ودعم لوجستي وعسكري واجتماعي وثقافي ومالي وفكري. لأن أركان الدولة كانت قوية والرجل المقصود هو رئيس دولة وحوله أعوانه ومحبوه وهو في عاصمته التي أسسسها وحماها من الغزو والاحتلال الاجنبي.
إن عملية الإختراق الأمني كانت مؤامرة قام بها قسم من الشعب الكوفي الأموي الهوى ارضاءً لإرادات الأمويين فاخترقوا الدوائر القريبة من رئيس الدولة ، في مؤامرة انقلاب وليس محاولة اغتيال.
وأنا اقول أن ثلاثة ارباع أهل الكوفة من جواسيس بني أمية كانوا مع بن ملجم في مؤامرته وفكرته البغيضة للامام علي عليه السلام ولو لم يغتاله ابن ملجم لاغتاله الكثيرون غير ابن ملجم.
والأدلة كثيرة على ان ابن ملجم لم يكن وحده ومن هذه الأدلة :-
١- سكوت أهل الكوفة وهم من جنسيات مختلفة عن ابعاد الامام علي عن الحكم كما سكتت كثير من مناطق الدولة الاسلامية بعد رحيل النبي محمد (صل الله عليه وآله)
٢- لم يكن موقف أهل الكوفة مثل موقف أهل اليمن واهل مصر في حبهم للإمام علي عليه السلام، ورغم بعد الامام علي عليه السلام عنهم لكنهم ثبتوا على ولائهم للامام علي عليه السلام، حتى استطاع الفاطميون ان يقيموا دولة موالية للامام علي عليه السلام في مصر، وكذلك استطاع الزيدون اقامة دولة موالية للامام علي عليه السلام في اليمن.
٣- تمرد اهل العراق الموالين لبني أموية وانقلابهم على حكومة الامام علي عليه السلام في حرب الجمل ، ورحبوا بالجيوش المتمردة على الامام علي عليه السلام، وأمدوهم بالمال والسلاح.
٤- تخاذل اهل الكوفة في حرب الامام علي عليه السلام مع اهل الشام في معركة صفين. فعندما اوشك جيش الدولة الاسلامية ان ينتصر في معركة صفين وافق العراقيون على ايقاف الحرب ، وفرضوا الهدنة فرضاً على الامام علي عليه السلام.
٥- بعد فرض الهدنة ، لجأ أهل الكوفة الى فرض ابي موسى الاشعري ليكون مفاوضاً عن الامام علي عليه السلام في ما بعد ايقاف الحرب.
٦- قام العراقيون بخلع الامام علي عليه السلام عن الخلافة كما جاء على لسان الناطق السياسي باسمهم وهو ابو موسى الاشعري حيث اذاع بيان رقم واحد الانقلابي الذي قال فيه (خلعت علي من الخلافة كما خلعت خاتمي من اصبعي).
٧- ظهر الخوارج كفرقة عسكرية انشقت من جيش الامام علي عليه السلام، وبهذا تشتت شمل الجيش الاسلامي الرسمي وتحول بعض قادته الى جيش الامويين. واول مرة في التاريخ الاسلامي يظهر الخوارج في العراق وعلى حكومة الامام علي عليه السلام، ولم يظهروا في منطقة اخرى او على حكومة اخرى.
٨- وحتى في تشييع جنازة الامام علي عليه السلام ودفنه كان تقصيرا واضحاً من اهل الكوفة، ودفن الامام عليه السلام ليلاً.
٩- ولو كان الامامين الحسن والحسين عليهما السلام مطمئنين من موقف اهل الكوفة لما حاولوا اخفاء قبر الامام علي عليه السلام خوفاً عليه من النبش الاموي المعادي.
١٠- خذلان أهل الكوفة واضح جدا للامام الحسن عليه السلام حين طعنوه بفخذه وتخاذل ابن عمه عبيد الله بن العباس ابن عبد المطلب وخيانته والتحاقه بجيش معاوية الذي كان قد قتل إثنان من أبنائه وهو قائد ثلث جيش الامام الحسين عليه السلام .
١١- إجبار الامام الحسن عليه السلام على الصلح مع معاوية وتحويل العراق من مركز القيادة الاسلامية الى أن يكون تابعا خانعا خاضعا للإرادة الأموية.
١٢- وعندما طلب شيعة آل أبي سفيان من الإمام الحسين عليه السلام أن ياتي إليهم ليبايعوه ، ولكنهم خذلوه، واحرقوا حتى خيمة أطفاله وأخذوا عياله أسارى الى الشام.
١٣- ولازال كثير من المعارضين من يتآمرون على الإسلام المحمدي في باطنهم وفيهم من يتظاهرون أنهم من أتباع أهل البيت عليهم السلام في ظاهرهم ، ولو كانت محاولة ابن ملجم هي محاولة اغتيال دبرها الخوارج ، فلماذا تم محاربة الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، وتم عزل أهل البيت عليهم السلام عن الحكم على أرض العراق.
بقلم محمد أبو حسن مع التصرف وتصحيح بعض المعلومات
تعليق