كيف يمكنني أن أكون جندياً في جيش الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ؟
أكد النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) من بعده على أن يجتهد المؤمن لتحصيل المقدمات التي توصله الى تحقيق غاية السماء بأن يكون مؤمن ملتزم بتعاليمها ومهيئ لأن يكون من أنصار الحجة المدخر من قبل السماء لنشر الحق والعدل والمساواة بين الناس وهذه التعاليم التي لابد للمؤمن من التحلي بها لينال شرف الانتماء لجيش الإمام المهدي القائم بالحق ونصرته لينشر ذلك العدل المنشود فقد بين لنا النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) تلك التعاليم في حديثهم فقد وردت روايات كثير في بيان ما يوصلنا لذلك النيل المعهود وهو أن نكون من جند الإمام وانصاره.
فِي كِتَابِ كَمَالِ اَلدِّينِ وَ تَمَامِ اَلنِّعْمَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ :
(إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ إِمَامُ أُمَّتِي وَخَلِيفَتِي عَلَيْهَا مِنْ بَعْدِي، وَمِنْ وُلْدِهِ اَلْقَائِمُ اَلْمُنْتَظَرُ اَلَّذِي يَمْلَأُ اَللَّهُ بِهِ اَلْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، وَاَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً إِنَّ اَلثَّابِتِينَ عَلَى اَلْقَوْلِ بِهِ فِي زَمَانِ غَيْبَتِهِ لَأَعَزُّ مِنَ اَلْكِبْرِيتِ اَلْأَحْمَرِ، فَقَامَ إِلَيْهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَلِلْقَائِمِ مِنْ وُلْدِكَ غَيْبَةٌ؟ قَالَ: إِيْ وَرَبِّي وَلِيُمَحِّصَ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ اَلْكافِرِينَ يَا جَابِرُ إِنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ مِنَ اَللَّهِ، وَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اَللَّهِ، مَطْوِىٌّ عَنْ عِبَادِ اَللَّهِ، فَإِيَّاكَ وَاَلشَّكَّ فِيهِ، فَإِنَّ اَلشَّكَّ فِي أَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُفْرٌ) (1).
وعن عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ زَيْنِ اَلْعَابِدِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قال: (...تَمْتَدُّ اَلْغَيْبَةُ بِوَلِيِّ اَللَّهِ اَلثَّانِي عَشَرَ مِنْ أَوْصِيَاءِ رَسُولِ اَللَّهِ وَاَلْأَئِمَّةِ بَعْدَهُ يَا أَبَا خَالِدٍ إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَيْبَتِهِ اَلْقَائِلِينَ بِإِمَامَتِهِ وَاَلْمُنْتَظِرِينَ لِظُهُورِهِ أَفْضَلُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ لِأَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَعْطَاهُمْ مِنَ اَلْعُقُولِ وَاَلْأَفْهَامِ وَ اَلْمَعْرِفَةِ مَا صَارَتْ بِهِ اَلْغَيْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ اَلْمُشَاهَدَةِ وَجَعَلَهُمْ فِي ذَلِكَ اَلزَّمَانِ بِمَنْزِلَةِ اَلْمُجَاهِدِينَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اَللَّهِ بِالسَّيْفِ أُولَئِكَ اَلْمُخْلَصُونَ حَقّاً وَشِيعَتُنَا صِدْقاً وَاَلدُّعَاةُ إِلَى دِينِ اَللَّهِ سِرّاً وَجَهْراً) (2).
وما يلازم هذا الانتظار لابد من امتثال ما جاء في كلامهم (عليهم السلام) من دلائل وارشادات.
فعَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ : (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِهِ ؟!
فَقُلْتُ : بَلَى .
فَقَالَ : " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ ، وَالْوَلَايَةُ لَنَا ، وَالْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَائِنَا ـ يَعْنِي الْأَئِمَّةَ خَاصَّةً ـ وَالتَّسْلِيمُ لَهُمْ ، وَالْوَرَعُ ، وَالِاجْتِهَادُ ، وَالطُّمَأْنِينَةُ ، وَالِانْتِظَارُ لِلْقَائِمِ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ لَنَا دَوْلَةً يَجِيءُ اللَّهُ بِهَا إِذَا شَاءَ " .
ثُمَّ قَالَ : " مَنْ سُرَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ فَلْيَنْتَظِرْ، وَلْيَعْمَلْ بِالْوَرَعِ وَمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَهُوَ مُنْتَظِرٌ ، فَإِنْ مَاتَ وَقَامَ الْقَائِمُ بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَدْرَكَهُ، فَجِدُّوا وَانْتَظِرُوا، هَنِيئاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ)(3).
وروي عَنْ سَدِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : (يَا سَدِيرُ اِلْزَمْ بَيْتَكَ وَ كُنْ حِلْساً مِنْ أَحْلاَسِهِ وَاُسْكُنْ مَا سَكَنَ اَللَّيْلُ وَاَلنَّهَارُ فَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّ اَلسُّفْيَانِيَّ قَدْ خَرَجَ فَارْحَلْ إِلَيْنَا وَلَوْ عَلَى رِجْلِكَ) (4).
وعَنِ اَلْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ» فَقَالَ: (يَا فُضَيْلُ اِعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَ إِمَامَكَ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا اَلْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ وَمَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ هَذَا اَلْأَمْرِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ قَاعِداً فِي عَسْكَرِهِ لاَ بَلْ بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَعَدَ تَحْتَ لِوَائِهِ قَالَ وقَالَ: بَعْضُ أَصْحَابِهِ بِمَنْزِلَةِ مَنِ اُسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) (5).
وروى اَلسِّنْدِيِّ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا تَقُولُ فِيمَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا اَلْأَمْرِ مُنْتَظِراً لَهُ قَالَ: (هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ مَعَ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي فُسْطَاطِهِ ثُمَّ سَكَتَ هُنَيْئَةً ثُمَّ قَالَ هُوَ كَمَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) (6).
وعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : (سَتُصِيبُكُمْ شُبْهَةٌ فَتَبْقَوْنَ بِلاَ عَلَمٍ يُرَى وَلاَ إِمَامٍ هُدًى وَلاَ يَنْجُو مِنْهَا إِلاَّ مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ اَلْغَرِيقِ قُلْتُ كَيْفَ دُعَاءُ اَلْغَرِيقِ قَالَ يَقُولُ يَا اَللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مُقَلِّبَ اَلْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا اَللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مُقَلِّبَ اَلْقُلُوبِ وَاَلْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُقَلِّبُ اَلْقُلُوبِ وَاَلْأَبْصَارِ وَلَكِنْ قُلْ كَمَا أَقُولُ لَكَ يَا مُقَلِّبَ اَلْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ) (7).
وعَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : (لاَ بُدَّ لِلْغُلاَمِ مِنْ غَيْبَةٍ قُلْتُ وَلِمَ قَالَ يَخَافُ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ وَهُوَ اَلْمُنْتَظَرُ وَهُوَ اَلَّذِي يَشُكُّ اَلنَّاسُ فِي وِلاَدَتِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَمْلٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَاتَ أَبُوهُ وَلَمْ يُخَلِّفْ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ وُلِدَ قَبْلَ مَوْتِ أَبِيهِ بِسَنَتَيْنِ قَالَ زُرَارَةُ فَقُلْتُ وَمَا تَأْمُرُنِي لَوْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ اَلزَّمَانَ قَالَ اُدْعُ اَللَّهَ بِهَذَا اَلدُّعَاءِ اَللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْكَ اَللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَبِيَّكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَبِيَّكَ لَمْ أَعْرِفْهُ قَطُّ اَللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي ...) (8).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) تفسير نور الثقلين، ج1، ص395 .
(۲)الاحتجاج، ج2، ص317 .
(3)بحار الأنوار، ج52، ص140.
(4) الكافي، ج8، ص265.
(5) الكافي، ج1، ص371.
(6) المحاسن ج1 ص173 .
(7) كمال الدين ج2 ص351 .
(8) الکافي ج 1، ص 342.
تعليق