إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشرّة و الفتور في العبادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشرّة و الفتور في العبادة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    قد تعرض على المؤمن حالة رغبةٍ واشتياقٍ للعبادة فلا يقنع بالإتيان بالواجبات فقط، بل لا يقنع بالبعض اليسير من المندوبات أيضاً، فيرغب إلى الازدياد عنها كمّاً وكيفاً، وتسمّى هذه الحالة « شِرّة » في الشرع وهي قد تنتهي إلى ترك بعض الملاذ للاشتغال بالعبادة، بل إلى ترك بعض ما يجب عقلاً وشرعاً من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح ، وقد تعرض له حالة سأمٍ وكسلٍ عن العبادة بحيث يصعب عليه الإتيان بالفرائض فضلاً عن السنن، فيقنع بالفرائض في الكمّ وينقص عنها أيضاً في الكيف، وتسمّى هذه « فتوراً »، بل قد تغلب على الإنسان حالة يترك أغلب ما كان عاملاً به أو جميعه حتّى الفرائض ولو مع بقاء الإيمان في الجملة ـ ونستعيذ بالله من الكسل والفشل والغفلة والغرّة ـ وحيث أنّ كلتا الحالتين لا تخلوا عن الخطر في الدين بالنسبة لأصوله وفروعه فقد ورد عن أهل بيت الوحي عليهم‌السلام : التنبيه على الحالتين وكيفيّة حفظ النفس عن شرّهما وتسويل الشيطان عند عروضها ، فبيّن فيها خطر الشرّة بأنّه قد يبتدع الإنسان في هذه الحالة من نفسه أعمالاً وأوراداً وينسبها إلى الشرع بعنوانها الخاصّ ، مع أنّ العبادات توقيفيّة لا يجوز لأحدٍ الاقتراح فيها من نفسه ، فكلّ قولٍ أو فعلٍ يُنسب إلى الشرع فلا بدّ له من دليلٍ معتبر من آيةٍ أو روايةٍ معتبرةٍ ، وإلّا فيخرج عن الحقّ ، ويدخل تحت عنوان البدعة ، فيقع العامل في معصية البدعة عند طلب الطاعة. كما أنّه في الفتور يترك بعض ما فرضه الله تعالى أو كلّها ، وقد ينتهي إلى الكفر وهو خطر الفتور.

    ففي النّصوص الواردة أنّه قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌ : (ألا إنّ لكلّ عبادةٍ شرّة ، ثمّ تصير إلى فترةٍ ، فمن كانت شرّة عبادته إلى سنّتي فقد اهتدى ، ومن خالف سنّتي فقد ضلّ أما إنّي أصلّي وأنام وأصوم وأفطر وأضحك وأبكي ، فمن رغب عن منهاجي وسنّتي فليس منّي) (١) ، والشِرّة بالكسر فالتشديد : شدّة الرغبة والميل. كما ورد : أنّ لهذا القرآن شرّة ، ثمّ إنّ للنّاس فيه فترة ، وهذا إشارة إلى اختلاف الأزمنة في رغبة الناس وإقبالهم عليه كما في صدر الإسلام وآخر الزمان. وقوله : « إلى سنّتي » أي : كانت وفق سنّتي ومطابقةً لها من غير خروجٍ عن الطريق المستقيم.

    وقال صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌: (وأنّ هذا الدين متين ، فأوغلوا فيه برفقٍ ، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربّك ، فإنّ المنبتّ لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع) (٢) ، والمتين : صفة بمعنى : القويّ الشديد ، من : متن يمتن من باب : نصر ، أي : اشتدّ وصلب وقوي. وقد يوصف به المركوب إذا صعب ركوب متنه ، والكلام هنا تشبيه به لمشقّة القيام بشرائط الدين وأداء وظائفه.
    فاُمر الإنسان أن يدخل أبوابه مترفّقاً ويصعد مرقاه متدرّجاً حتّى يتمرّن ويعتاد.

    وورد : أنّه لا تُكرهوا إلى أنفسكم العبادة.
    وأحبّ الأعمال إلى الله مادام عليه العبد وإن قلّ.
    وأنّ للقلوب شهوةً وإقبالاً وإدباراً ، فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها ، والقلب إذا أكره عمي.
    وأنّه إذا أضرّت النوافل بالفرائض فارفضوها.
    وأنّ قليلاً مدوماً عليه خير من كثيرٍ مملولٍ منه
    .


    ____________________________

    ١- الكافي : ج 2 ، ص 85 .

    ٢- بحار الأنوار، ج 71 ، ص 218.


    ​​
    sigpic

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X