بسم الله الرحمن الرحيم
الامام الحسين(عليه السلام) القضية الباقية....
وكانت مشيئة الله ان يقتل في كربلاء وان يستباح دمه الشريف، ولو كانت مشيئته تعالى ان ينتصر الحسين(عليه السلام) في كربلاء لضاع انتصاره في سلك المعجزات ولأصبح النصر خطاباً موجه للعقل لا للقلب، , واريق الدم الطاهر على ارض كربلاء فلا رمال الصحراء أصبحت عواصف ولا طيور ترمي حجارة من سجيل ولا ملائكة نزلت من السماء لقتال الباطل كان هناك شهادة ألهبت القلوب عبر العصور، ودماً سال هناك لازال الى يومنا هذا لم يجف.
معركة الإمام الحسين(عليه السلام) وقتها لم تكن ضد شخص يزيد وضد بني أميه، ولم يكن الإمام الحسين(عليه السلام) يمثل طائفة بعينها ضد طائفة أخرى، معركة الإمام الحسين(عليه السلام) كانت ضد كل القيم والمفاهيم التي يحملها خصومه، وسبب خروج الإمام الحسين(عليه السلام) للقتال جاء على لسانه ((إنِّيلم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي (صلّى الله عليه وآله وسلم)؛ اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبى طالب (عليه السّلام)، فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومَنْ ردّ عليَّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ، وهو خير الحاكمين .)) فاي شي جاء به جده المصطفى وثبته أبوه المرتضى، نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) جاء بدستور كامل للعدالة الاجتماعية، جاء للمساواة بين البشر جاء لاِزالت الطبقية بين الحاكم والمحكوم هذا الذي جاء به محمد (صل الله عليه واله وسلم) وما حارب من اجلِه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو نفسه ما أعلنه الإمام الحسين(عليه السلام) يوم العاشر من محرم.
عندما سقط الإمام الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء التضحية ولِدَت قضية فالإمام الحسين(عليه السلام) ليس فرد خرج على إمام زمانه وليس صراع بين طائفتين كما يصوره الجهلاء وباعة الأقلام المأجورة، الإمام الحسين(عليه السلام) قضية ولدت يوم كربلاء يوم انتصر دمه الشريف على سيف يزيدالطاغية، يوم صرخ الإمام الحسين(عليه السلام) صرخته المدوية هيهات منا الذلة، علَم حينها الثائرون من بعده طعم الحياة وان ماتوا فحياة الثائرين بموتهم وموت الأذلاء لخضوعهم لأولياء الآمر الظالمين وان عاشوا، فلكل طاغية وحاكم مستبد مثل يزيد هناك حسين وكل بقعة في الأرض يراق فيها دماء المظلومين هناك كربلاء...سقط يوم عاشوراء الإمام الحسين(عليه السلام) لكن رايته التي رفعها ضد الظلم وضد الدكتاتورية وضد إرهاب الدولة لازالت الى اليوم قائمة لم تسقط على الأرض ولم تنكس لازالت الى اليوم تتلقفها أيدي الأحرار وأيدي الثوار الرافضين للظلم وعنجهية الطواغيت والجبابرة...
الإمام الحسين(عليه السلام) امتحاننا في الحياة وقضيته هي أسئلة ذلك الامتحان، وإذاأردنا فعلاً ان ندخل ذلك الامتحان فعلينا اولاً ان نفهم قضيته لننجح في هذا الامتحان الصعب، ان نفهم لماذا حارب الإمام وما كان يرجو من هذه الحرب الغير متكافئ عسكرياً، لقد خط لنا الإمام الحسين(عليه السلام) ولرافعي رايات التغيير الصحيح منهجاً جديد في الحياة هو منهج التضحية والفداء ورفض الظلم وسيبقى أبو الأحرار القضية الباقية الى الأبد
تعليق