اتفق المفسرون والمحدثون أن رسول الله صلى الله عليه واله امتثل أمر الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة..
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)/ (آل عمران:61)، فأخذ معه الحسن والحسين عليهما السلام تطبيقاً لكلمة
أبناءنا، واخذ الزهراء عليها السلام تطبيقاً لكلمة نساءنا، واخذ الإمام علي عليه السلام تطبيقاً لكلمة أنفسنا، ومعنى
أنفسنا هي اتحاد نفس النبي صلى الله عليه واله ونفس علي عليه السلام وهذا مجازاً لا حقيقة ومعنى ذلك إنّ
المحبة والمودة بين شخصين وصلت أعلى مراتبها بحيث أصبحت رغباتهم واحدة وكذلك جميع الأمور المتعلقة
بالنفس والصادرة عنها تصبح واحدة، فلذلك حينما رأى كبير علماء النصارى إن رسول الله صلى الله عليه واله
قد جاء بصفوة أهله ليباهلهم، عرف إن هذا يدل على اطمئنان النبي بحقانية رسالته السماوية فقال ليس من
صالحنا أن نباهله بل نصالحه وكانت النتيجة أن أرسلوا لرسول الله صلى الله عليه واله يطلبون منه الصلح بدل
المباهلة ولما اعترض النصارى على الأسقف الأعظم لمصالحته رسول الله صلى الله عليه واله ، أجابهم قائلاً:
(والله ما باهل نبي أهل ملة إلا نزل عليهم العذاب وماتوا عن آخرهم واني نظرت إلى وجوه أولئك الخمسة محمد
صلى الله عليه واله وأهل بيته عليهم السلام وجدت وجوهاً لو دعوا الله عز وجل باقتلاع الجبال وزوالها لانقلعت وزالت).
أزهار عبد الجبار
تم نشره في المجلة العدد51
تعليق