تويت
حسن الجوادي
الكفيل 909 شهر رمضان / 1444هـ - 23 / 3 / 2023م
سؤال طرحه أحدُهم على صديقه:
لماذا يعيش الناسُ الظلمَ ويمرون به ويصبرون ولم يدركوا بعدُ دولة الإمام وعدله؟ وماذا أنتفع حالياً من العيش في هذا العصر رغم الظلم والاضطهاد، ويأتي الناس من بعدي يعيشون العدل ويتنعمون في ظل دولته المباركة؟
بمعنى :- ماذا عن الناس الذين عاشوا الظلم ولم يدركوا الإمام؟بعبارة أخرى: لماذا أعيش تحت الظلم وغيري يستمتع بالعدل والرفاهية؟
وللإجابة نقول:-
أولاً: هذا الإشكال يتوجه لكل شيء في الحياة وخاضع للتدرج، فما ذنب الذين لم يتعلموا؟ وما ذنب الذين ماتوا ولم يروا التطوير والتقدم في العالم؟ وما ذنب الذين سبقونا ولم يشهدوا تطور الحياة كما شهدناه؟ وما ذنب الذين لم يتطوروا ولم يتقدموا ولم يعيشوا حياة هانئة؟
هذا الإشكال غير دقيق، وهو يلغي التقدم والتطور البشري، ويلغي التاريخ وتطوره وسننه وقواعده الأساسية، فمن الواضح أن البشرية يفترض لها أن تتقدم كي تقر وتصل إلى الحقيقة التي لا مناص منها، وهي: العدل في الحكم وانتشار الخير بعد أن انتشر الظلم والفساد في ربوع الأرض، فهذه نتائج حتمية للعيش في هذه الحياة، وليس ثمة ظلم في هذا الجانب إذا أدركه الإنسان بوعي وحكمة وواقعية.
وثانياً: إن الذين يعيشون في عصر الإمام المهدي (عليه السلام) لا يعني أنهم لا يمرون بظروف صعبة، ولا سيما أن الامتحانات والاختبارات كثيرة، فلم يصلوا إلى عصر الظهور على طبق من الراحة والسكينة، بل سيبذلون جهوداً كبيرة من أجل الوصول إلى الحياة الهادفة.
وثالثاً: ورد في الفكر الشيعي أن الذين يموتون قبل الظهور يمكن أن يعودوا ويتشرفوا ويعيشوا عصر الظهور، فالإنسان الصادق والملتزم والذي يعيش فقد الإمام وغربته والشوق إلى عدله سينعم مستقبلاً في ظل دولته العادلة، وهذا ما يسمى بعقيدة (الرجعة)، وهي جزء أساسي من عقيدة الشيعة، ففيها يرجع الإنسان المؤمن بعدل الإمام ودولته لينعم بهذه الدولة التي طالما انتظر صاحبها.
فيتضح من الإجابة أعلاه: أن كل إنسان ينتظر الإمام (عليه السلام) وعدله بشغف وصدق.... فإنه - حتماً - سيشهد تلك الدولة في وقتها، حتى لو لم يدركها بحياته.
تعليق