بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد له رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
منذ ان رحل نبينا صلى الله عليه وآله والحرب مستمرة على آل البيت عليهم السلام وعلى اتباعهم فلم يتورع خصومهم فقذفوهم بأشنع الاتهامات المنسوجة من وحي خيالهم لمجرد التسقيط وايهام اتباعهم بأنهم على الحق وان الشيعة اصحاب البدع ومن تشنيعاتهم اننا ابتدعنا قضية البكاء على الحسين عليه السلام مع ان النبي صلى الله عليه وآله قد بكى عليه عندما اخبره جبرائيل عليه السلام بان ابنه الحسين سيقتل بارض كربلاء ومن المؤكد عند جميع المسلمين ان فعل النبي صلى الله عليه وآله سنة ولكنهم حادوا عن الحق فعميت ابصارهم وقلوبهم ، وواقعة بكاء نبينا صلوات الله عليه على الحسين قد ذكرت في مصادرهم المعتبرة فعجبا لذلك فهم يشنعون علينا بأمور هي عندهم ثابتة وفي صحاحهم وكتبهم منها :
ما رواه الهيثمي في مجمع الزوائد قال : وعن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم جالساً ذات يوم في بيتي . قال : لا يدخل عليّ أحد ، فانتظرت ، فدخل الحسين رضي الله عنه ، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبكي ، فاطلعت فإذا حسين رضي الله عنه في حجره ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يمسح جبينه وهو يبكي . فقلت : والله ما علمت حين دخل . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إنّ جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال : أتحبه . قلت : أما في الدنيا فنعم . قال : إنّ أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما أحيط بحسين رضي الله عنه حين قتل ، قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء . فقال : صدق الله ورسوله صلى الله عليه و آله وسلم وبلاء ، وفي رواية: صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أرض كرب وبلاء .
واخرج ابي يعلى في مسنده قال : حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن عبيد أخبرنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه : أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي : إصبر أبا عبد الله إصبر أبا عبد الله بشط الفرات قلت : وماذا يا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قال : قلت : يا نبي الله : أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال : فقال : هل لك أن أشمك من تربته ؟ قال قلت : نعم قال : فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .
نسأل الله تعالى ان يثبتنا على ولاية اهل بيت النبوة وان يرزقنا زيارة الحسين عليه السلام في الدنيا وشفاعته في الاخرة.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
تعليق