بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
(اَللّـهُمَّ !.. اجْعَلْني فيهِ مُحِبَّاً لأَوْلِيائِكَ ، وَمُعادِياً لأَعْدائِكَ ، مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتَمِ أَنْبِيائِكَ ، يا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِيّينَ !).
في هذا الدعاء في هذا اليوم المبارك وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك ، يقول الإنسان المؤمن : (اللهم !.. اجعلني…) ، وقد قلنا في أحاديث مختلفة أنه الإنسان عندما يقول كلمة (اجعلني) ، فمعنى ذلك أنه كأنه يتبرأ من حوله وقوته ، ويقول : يا رب، أنا أحاول أنا أسعى أن أكون محباً ، وتائباً ، وصالحاً ، ومؤمناً ، وأن أكون كذا ، وأن أكون كذا ، ولكن أنت اجعلني !.. يا ربي، أنت الذي جعل المودة والرحمة بين قلوب الزوجين ، والذي جعل من الماء كل شيء حي.. أنت الذي يتصرف في الطبيعة كما في الماء ، وفي القلوب كقلب الزوجين.. يا ربي، أنت المتصرف في الآفاق وفي الأنفس ، إذن، اجعلني !.. يا رب، تصرف فيَّ بما تشاء ، قلباً وقالباً ، جسماً وروحاً ، ظاهراً وباطناً.. يا ربي، أنت الذي الوجود طوع أمره ، وقلبي ، ووجودي ، ونفسي ، وروحي ، وبدني ، جزء من عالم الوجود !..
– (اَللّـهُمَّ !.. اجْعَلْني فيهِ مُحِبَّاً لأَوْلِيائِكَ… ) :
كيف يصبح الإنسان محباً للولي ؟..
إن كلمة الأولياء معنى عام ، ينطبق على الأنبياء السلف ، وعلى النبي الخاتم ، وعلى الوصي ، وأولاد الوصي ، والعلماء والصالحين والمؤمنين ؛ كل هؤلاء ينطبق عليهم جميعاً معنى الولي.. ومن المعلوم أن الإنسان إنما يحب هذه الذوات المقدسة ، لوجود حالة من المسانخة ، فالحب يحتاج إلى واسطة ، وإن الذي يقرب الحبيب من المحبوب ما هو إلا السنخية الباطنية.. ولهذا عندما يُسأل قيس -الذي كان يحب تلك المرأة- ، أنه لماذا تحب هذه المرأة ، رغم أنها ليست بجميلة ذلك الجمال الذي يجلب القلوب جميعاً ، فكان جوابه : أنه لو تنظر إلى تلك المرأة بعيني ، لأحببت هذه المرأة.. فلسان حال قيس -وإن كانت أسطورة -لعله هذا المعنى : أن هناك سنخية وتجاذب بيني وبين هذه المخلوقة.. فالمحبة عبارة عن سنخية وتجاذب بين المحب والمحبوب ، وإذا لم توجد السنخية ، فكل سعي في الحب سعي باطل.. لو أن إنساناً يكره الحلوى ، فمهما تقدم له حلويات العالم فإنه لا ينسجم مع ذاك.. هذا حسب الظاهر ، في عالم البطن.. وفي عالم الفكر : لو أن إنساناً فكره لا ينسجم مع عالم الغيب ، فكلما تأتيه بكرامة للنبي أو الوصي ، أو الأولياء والصالحين ، فإنه لا يعتقد بذلك ، ولا ينسجم مع هذا الخط.
إن الإنسان إنما يحب أحداً ، إذا وجدت هناك سنخية بينه وبين المحبوب ، ولهذا حتى رب العالمين ، فإنه قلَّ من يحبه سبحانه وتعالى !.. نعم، أننا مؤمنون ومعترفون بالله عزوجل ، ولكن في الحب ، فإنه قلَّ من يحب الله عزوجل.. النوادر في عالم الوجود ، الذي يحب رب العالمين.. إن الذي يحب الله عزوجل ، هو المتخلق بأخلاق الله عزوجل.. فإذا تخلق الإنسان بأخلاق الله عزوجل، جاءت السنخية ، وإذا جاءت السنخية ولد الحب ، فحصل ما حصل.. والدليل على أنه لا محبة لله عزوجل : أنه من منا مستعد للجهاد بنفسه في سيبل الله ؟.. إذا كان الجهاد بالمال نبخل به ، فكيف بالجهاد بالنفس ؟!.. والذي يحب أحداً ، فإنه يبذل له كل رخيص ونفيس ، من الأبدان ، والأموال ، والأنفس.. كما نلاحظ في قوله تعالى : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.. فإن هؤلاء وصلوا إلى درجة أنهم ينتظرون الدور ، ويترقبون الموت !.. وعادة يكون الانتظار لما هو محبوب ، ولما هو يشتاق إليه ؛ فالإنسان لا ينتظر القبيح ، ولا ينتظر المكروه والثقيل.. ولكن لأنهم وصلوا إلى هذه الدرجة من المحبة الإلهية ، فلهذا فإنهم يأنسون بالموت إلى درجة الانتظار !..
إذن، حب الأولياء ليس أمراً تلقينياً ، وإنما هو أمر قهري.. ولهذا هل رأيتم أحداً يحب ولده تلقيناً ؟!.. نعم، قد يحب ابن الجار تلقيناً ، أو يحب ابن الصديق تلقيناً ، لأنه لا يوجد سنخية ؛ أما ابنه ، وابن أخيه ، وابن أخته ؛ فإن الأمر مختلف.. ويكون ذلك بحسب السنخية ، لهذا فهو يفدي ابن أخيه بابنه -يقدمه في الفداء على ابنه- ، لأن السنخية أضعف.. ابنه الأول ، وبعد ذلك الأقارب واحدة واحدة ، كطبقات الإرث المختلفة.
فالمحبة عبارة عن سنخية ، والبغض كذلك.. الإنسان الذي ييغض الباطل فإنه يبغض أهل الباطل.. ولهذا بعض المؤمنين لا يتحمل أن يسمع رموز الكفر والضلال في التأريخ ، سواء في عالم الإسلام أو غير الإسلام ؛ لأنه توجد هناك نوع من الحزازة ، ونوع من الضيق والتبرم بالباطل ، وبكل من يمثل الباطل.. لهذا سيدنا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) يقول : مثلي لا يبايع مثله !.. لا توجد سنخية بين الإمام الحسين (عليه السلام) ويزيد (لعنه الله) ، بل على العكس : يوجد تمام النفور.. ولهذا فإن الحسين (عليه السلام) ذهابه إلى كربلاء كان أمراً مطابقاً لمزاجه ، إذ لا يمكن أن يعيش الحسين (عليه السلام) في أمة يحكمها يزيد (لعنه الله).. وللحسين -كما نعلم- هذه المقولة المعروفة : (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي ، فيا سيوف خذيني!).. فالقضية مطابقة لفطرة الحسين (عليه السلام).
– (مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتَمِ أَنْبِيائِكَ…) :
طبعاً الاستنان بسنة النبي (صلى الله عليه وآله) يكاد يكون مستحيلاً.. فمن المستحيل أن الإنسان يستن بسنة النبي (صلى الله عليه وآله) ، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك الوجود الذي ما خلق الله عزوجل أجمل منه في عالم الوجود.. ولكن الاستنان عبارة عن التشبه -ولو جزئياً- بأفعال النبي (صلى الله عليه وآله) ، ولهذا ورد في مضمون بعض الروايات : أن المؤمن لا يترك خصلة من خصال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولو مرة في العمر.. النبي كان ملتزماً بعمل معين ، فالمؤمن يحاول أن يطبق ذلك ولو في عمره مرة واحدة.. ومن المعلوم أن صلاة النبي (صلى الله عليه وآله) كانت صلاة متقطعة في الليل ، كان ينام ويستيقظ ويصلي ، ثم ينام ويستيقظ ويصلي.. وكأن صلاته في الليل يفرقها على ساعات الليل ، وليس الأمر أمراً إجبارياً لكي يسقط التكليف ، وإنما كأنها حلاوة ، كما ترى بعض الأوقات الإنسان عندما يأكل حلوى لذيذة ، أنه يقطعها قطعاً قطعاً ، لتستمر اللذة !.. وعليه، الإنسان لا بأس أن يطلع أولاً على سنة النبي (صلى الله عليه وآله) ، ليحاول أن يتأسى بذلك.. ومن المناسب كتاب : (سنن النبي) لصاحب تفسير الميزان السيد الطباطبائي رحمه الله تعالى.
– (يا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِيّينَ!) :
أي يا رب، النبيون إنما وصلوا إلى ما وصلوا إليه بعصمتك أنت !.. أنت الذي مسكت قلوب النبيين ، يا عاصم قلوب النبيين !.. إن الإنسان المؤمن إذا لم يكن الله عزوجل عاصماً لقلبه ، فإن هذا القلب لا يضمن جانبه ، قلب خؤون ، نفس ميالية إلى اللعب واللهو ، مملوءة بالغفلة والسهو ، كما نقرأ في مناجاة السجاد (صلى الله عليه وآله).. إذن، الإنسان لا بأس أن يستفيد من هذه الفقرة في طوال السنة في قنوته ، وفي سجوده ، وفي تأملاته ، يقول : يا عاصم قلوب النبيين !.. أي أنت العاصم لقلب المعصوم ، فكيف بي وبأمثالي من الناس ، الذين لم يصلوا إلى أولى درجات العدالة فضلاً عن العصمة !..
إلهي، بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ، صلِّ على محمد وآل محمد ، وثبتنا على الهدى والتقوى !.. إنك على كل شيء قدير.
اللهم صل على محمد وآل محمد
(اَللّـهُمَّ !.. اجْعَلْني فيهِ مُحِبَّاً لأَوْلِيائِكَ ، وَمُعادِياً لأَعْدائِكَ ، مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتَمِ أَنْبِيائِكَ ، يا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِيّينَ !).
في هذا الدعاء في هذا اليوم المبارك وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك ، يقول الإنسان المؤمن : (اللهم !.. اجعلني…) ، وقد قلنا في أحاديث مختلفة أنه الإنسان عندما يقول كلمة (اجعلني) ، فمعنى ذلك أنه كأنه يتبرأ من حوله وقوته ، ويقول : يا رب، أنا أحاول أنا أسعى أن أكون محباً ، وتائباً ، وصالحاً ، ومؤمناً ، وأن أكون كذا ، وأن أكون كذا ، ولكن أنت اجعلني !.. يا ربي، أنت الذي جعل المودة والرحمة بين قلوب الزوجين ، والذي جعل من الماء كل شيء حي.. أنت الذي يتصرف في الطبيعة كما في الماء ، وفي القلوب كقلب الزوجين.. يا ربي، أنت المتصرف في الآفاق وفي الأنفس ، إذن، اجعلني !.. يا رب، تصرف فيَّ بما تشاء ، قلباً وقالباً ، جسماً وروحاً ، ظاهراً وباطناً.. يا ربي، أنت الذي الوجود طوع أمره ، وقلبي ، ووجودي ، ونفسي ، وروحي ، وبدني ، جزء من عالم الوجود !..
– (اَللّـهُمَّ !.. اجْعَلْني فيهِ مُحِبَّاً لأَوْلِيائِكَ… ) :
كيف يصبح الإنسان محباً للولي ؟..
إن كلمة الأولياء معنى عام ، ينطبق على الأنبياء السلف ، وعلى النبي الخاتم ، وعلى الوصي ، وأولاد الوصي ، والعلماء والصالحين والمؤمنين ؛ كل هؤلاء ينطبق عليهم جميعاً معنى الولي.. ومن المعلوم أن الإنسان إنما يحب هذه الذوات المقدسة ، لوجود حالة من المسانخة ، فالحب يحتاج إلى واسطة ، وإن الذي يقرب الحبيب من المحبوب ما هو إلا السنخية الباطنية.. ولهذا عندما يُسأل قيس -الذي كان يحب تلك المرأة- ، أنه لماذا تحب هذه المرأة ، رغم أنها ليست بجميلة ذلك الجمال الذي يجلب القلوب جميعاً ، فكان جوابه : أنه لو تنظر إلى تلك المرأة بعيني ، لأحببت هذه المرأة.. فلسان حال قيس -وإن كانت أسطورة -لعله هذا المعنى : أن هناك سنخية وتجاذب بيني وبين هذه المخلوقة.. فالمحبة عبارة عن سنخية وتجاذب بين المحب والمحبوب ، وإذا لم توجد السنخية ، فكل سعي في الحب سعي باطل.. لو أن إنساناً يكره الحلوى ، فمهما تقدم له حلويات العالم فإنه لا ينسجم مع ذاك.. هذا حسب الظاهر ، في عالم البطن.. وفي عالم الفكر : لو أن إنساناً فكره لا ينسجم مع عالم الغيب ، فكلما تأتيه بكرامة للنبي أو الوصي ، أو الأولياء والصالحين ، فإنه لا يعتقد بذلك ، ولا ينسجم مع هذا الخط.
إن الإنسان إنما يحب أحداً ، إذا وجدت هناك سنخية بينه وبين المحبوب ، ولهذا حتى رب العالمين ، فإنه قلَّ من يحبه سبحانه وتعالى !.. نعم، أننا مؤمنون ومعترفون بالله عزوجل ، ولكن في الحب ، فإنه قلَّ من يحب الله عزوجل.. النوادر في عالم الوجود ، الذي يحب رب العالمين.. إن الذي يحب الله عزوجل ، هو المتخلق بأخلاق الله عزوجل.. فإذا تخلق الإنسان بأخلاق الله عزوجل، جاءت السنخية ، وإذا جاءت السنخية ولد الحب ، فحصل ما حصل.. والدليل على أنه لا محبة لله عزوجل : أنه من منا مستعد للجهاد بنفسه في سيبل الله ؟.. إذا كان الجهاد بالمال نبخل به ، فكيف بالجهاد بالنفس ؟!.. والذي يحب أحداً ، فإنه يبذل له كل رخيص ونفيس ، من الأبدان ، والأموال ، والأنفس.. كما نلاحظ في قوله تعالى : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.. فإن هؤلاء وصلوا إلى درجة أنهم ينتظرون الدور ، ويترقبون الموت !.. وعادة يكون الانتظار لما هو محبوب ، ولما هو يشتاق إليه ؛ فالإنسان لا ينتظر القبيح ، ولا ينتظر المكروه والثقيل.. ولكن لأنهم وصلوا إلى هذه الدرجة من المحبة الإلهية ، فلهذا فإنهم يأنسون بالموت إلى درجة الانتظار !..
إذن، حب الأولياء ليس أمراً تلقينياً ، وإنما هو أمر قهري.. ولهذا هل رأيتم أحداً يحب ولده تلقيناً ؟!.. نعم، قد يحب ابن الجار تلقيناً ، أو يحب ابن الصديق تلقيناً ، لأنه لا يوجد سنخية ؛ أما ابنه ، وابن أخيه ، وابن أخته ؛ فإن الأمر مختلف.. ويكون ذلك بحسب السنخية ، لهذا فهو يفدي ابن أخيه بابنه -يقدمه في الفداء على ابنه- ، لأن السنخية أضعف.. ابنه الأول ، وبعد ذلك الأقارب واحدة واحدة ، كطبقات الإرث المختلفة.
فالمحبة عبارة عن سنخية ، والبغض كذلك.. الإنسان الذي ييغض الباطل فإنه يبغض أهل الباطل.. ولهذا بعض المؤمنين لا يتحمل أن يسمع رموز الكفر والضلال في التأريخ ، سواء في عالم الإسلام أو غير الإسلام ؛ لأنه توجد هناك نوع من الحزازة ، ونوع من الضيق والتبرم بالباطل ، وبكل من يمثل الباطل.. لهذا سيدنا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) يقول : مثلي لا يبايع مثله !.. لا توجد سنخية بين الإمام الحسين (عليه السلام) ويزيد (لعنه الله) ، بل على العكس : يوجد تمام النفور.. ولهذا فإن الحسين (عليه السلام) ذهابه إلى كربلاء كان أمراً مطابقاً لمزاجه ، إذ لا يمكن أن يعيش الحسين (عليه السلام) في أمة يحكمها يزيد (لعنه الله).. وللحسين -كما نعلم- هذه المقولة المعروفة : (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي ، فيا سيوف خذيني!).. فالقضية مطابقة لفطرة الحسين (عليه السلام).
– (مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتَمِ أَنْبِيائِكَ…) :
طبعاً الاستنان بسنة النبي (صلى الله عليه وآله) يكاد يكون مستحيلاً.. فمن المستحيل أن الإنسان يستن بسنة النبي (صلى الله عليه وآله) ، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك الوجود الذي ما خلق الله عزوجل أجمل منه في عالم الوجود.. ولكن الاستنان عبارة عن التشبه -ولو جزئياً- بأفعال النبي (صلى الله عليه وآله) ، ولهذا ورد في مضمون بعض الروايات : أن المؤمن لا يترك خصلة من خصال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولو مرة في العمر.. النبي كان ملتزماً بعمل معين ، فالمؤمن يحاول أن يطبق ذلك ولو في عمره مرة واحدة.. ومن المعلوم أن صلاة النبي (صلى الله عليه وآله) كانت صلاة متقطعة في الليل ، كان ينام ويستيقظ ويصلي ، ثم ينام ويستيقظ ويصلي.. وكأن صلاته في الليل يفرقها على ساعات الليل ، وليس الأمر أمراً إجبارياً لكي يسقط التكليف ، وإنما كأنها حلاوة ، كما ترى بعض الأوقات الإنسان عندما يأكل حلوى لذيذة ، أنه يقطعها قطعاً قطعاً ، لتستمر اللذة !.. وعليه، الإنسان لا بأس أن يطلع أولاً على سنة النبي (صلى الله عليه وآله) ، ليحاول أن يتأسى بذلك.. ومن المناسب كتاب : (سنن النبي) لصاحب تفسير الميزان السيد الطباطبائي رحمه الله تعالى.
– (يا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِيّينَ!) :
أي يا رب، النبيون إنما وصلوا إلى ما وصلوا إليه بعصمتك أنت !.. أنت الذي مسكت قلوب النبيين ، يا عاصم قلوب النبيين !.. إن الإنسان المؤمن إذا لم يكن الله عزوجل عاصماً لقلبه ، فإن هذا القلب لا يضمن جانبه ، قلب خؤون ، نفس ميالية إلى اللعب واللهو ، مملوءة بالغفلة والسهو ، كما نقرأ في مناجاة السجاد (صلى الله عليه وآله).. إذن، الإنسان لا بأس أن يستفيد من هذه الفقرة في طوال السنة في قنوته ، وفي سجوده ، وفي تأملاته ، يقول : يا عاصم قلوب النبيين !.. أي أنت العاصم لقلب المعصوم ، فكيف بي وبأمثالي من الناس ، الذين لم يصلوا إلى أولى درجات العدالة فضلاً عن العصمة !..
إلهي، بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ، صلِّ على محمد وآل محمد ، وثبتنا على الهدى والتقوى !.. إنك على كل شيء قدير.
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق